ثـورة “21 سبتمبر” ثورة وعي وإرادة وصمود
أكرم عبدالله الرحبي
“21 سبتمبر” ثورةٌ تحمل مشروعاً حقيقياً وواقعياً معبراً عن إرادة الشعب واختياره والذي يؤمن بالدين والأرض والقضية والمشاركة والإنسانية، وثورة تحَرّك فيها الثوار من كُـلّ أطياف ومكونات الشعب.
ثورة إنسانية ووعي ثورة مباركة، واستطاعت بعون الله وفضله وبركته أن تسقط جبروت وهيمنة قادة الشر والإجرام في الداخل..
(علي محسن الدم – وأولاد الأحمر – والزنداني وتكفيري الإصلاح – وعفاش ومليشياته – والعتاولة – والحيتان – والمتنفّذين -…) جميع تلك التوليفة والركام البشري معروفون لدى الجميع، يعرفهم القاصي والداني، عرفهم المجتمع عقود من الزمن المظلم وعانى منهم الويلات، حيث كان من سابع المستحيلات إزاحة “باطلهم وشرورهم وبطشهم وغرورهم وأذاهم” على شعب الإيمان والحكمة، لَكن بقوة الله وبركة وحكمة القيادة القرآنية “انتصرت ثورة 21 سبتمبر” وطردهم إلى مزبلة التاريخ؛ ليعودَ الخونة والعملاء من حيث أتوا، وطهّرت الأرض من رجسهم ودناءتهم، واستطاع اليمنيون من جديد أن يتنفسوا الصعداءَ، وعاد الأمنُ والأمانُ وسادت ثقافةُ التعايش والمحبة والوئام، وتوحد الجميع تحت راية الوطن وتسابقوا لبناء يمن الإيمان والحكمة.
ثورة 21 سبتمبر أرعبت كُـلّ طاغية ومستكبر ومتمادٍ الذين جعلوا من اليمن حظيرة لهم يرتعون ويعبثون ويعملون ما يحلو لهم وكأن اليمن سلة مهملاتهم.
ثورة رجال الصمود والدفاع والتصدي والتضحية ثورة قذفت “بفضل الله” الرعب والخوف والهلع في صفوف قوات المارينز المتواجد في السفارة الأمريكية بصنعاء، وفروا مذعورين، وصل بهم مستوى الرعب والخوف والذعر إلى أن (أتلفوا عتادهم وعدتهم وأحرقوا وثائقهم) في مشهد مُخزٍ فاضح ليس له مثيل في تاريخ أمريكا والشعوب بطوله وعرضه وهكذا أسقطوا الثوار الأحرار هيبة أمريكا الأسطورية.
ثورة أزهقت الباطل وأفشلت كُـلّ مخطّطات الخارج وعلى رأسها أم المخطّطات (مخطّط القرن الخبيث) وأربكت كُـلّ مؤامراتهم، وعرّت كُـلّ عملاء الداخل، وأسقطت الأقنعةُ الزائفةُ عن الوجوه القبيحة المتصهينة والمتسترة باسم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية، وكشفت أقنعتهم الحقيقية الزائفة وعرت أدوارهم الحقيقة التي تدار من خلف الكواليس، في مشهد مظلم لعالم الصمت المخزي الذي لا يرعى أدنى حرمة لأي مواطن بسيط في هذا العالم بكله، عالمٌ لا يرعى حرمةَ دم ولا إنسانية، عالمٌ يسود فيه الظلم والطغيان، عالم يريد لنا أن يقوضنا ليقضيَ علينا لنكونَ عبيداً لهم لا نملك أيةَ حرية أَو قرار.
ثورة 21 سبتمبر ثورة يمنية 100% بدون تدخلات وضغوطات ومساعدات خارجية، ثورة حقيقية، ثورة تساند وتدافع وتحمي كُـلّ اليمنيين، ثورة صمدت أمام وجه تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الإسرائيلي، ثورة تدافع وتقاتل بكل صدق وإخلاص وبكل صمود وتضحية وفداء جيوش ومرتزِقة الأعداء.
ثورة جعلت كُـلّ يمني حر شريف يفتخرُ من جديد بأنه يمني، وَصحّحت مسار الانحراف، أعادت الروح والقيمة والموقع للإنسان.
ثورة أفشلت مخطّطات وسياسات ممنهجة لسقوط وانهيار حتمي، حرّك من خلف الستار ومن تحت الطاولة بأيادي عفاش وزمرته وأدواته الإخوان حزب الإفلاس ومن حولهم من العملاء والمتنفّذين.
ودائماً يسعى تحالف العدوان السعودي الأمريكي بكل جهد وطريقة ووسيلة إلى “فكفكة نسيج مجتمع الصمود والتصدي والدفاع والتضحية” والذين شكّلوا العائق الرئيسي أمامهم، ولكنهم فشلوا في تفكيكه وفي بعثرت نسيجه؛ لأَنَّ قاعدة وجذور يمن الإيمان والحكمة صلبة وقوية ونسيجه الاجتماعي والإيماني والبنياني متماسك ومواكب لكل التغيرات والأحداث؛ لذلك فهو يتحَرّك بوعي عالٍ وبصمود كبير، ويدفع باستمرار كُـلّ الرجال الأحرار إلى ساحات الجبهات، وينفق باستمرار الأموال ويقدم قوافل البذل والعطاء بجود وسخاء، في مشهد فريد من نوعه لم يسبق له تاريخ حروب اليمن مثيل.
ثورة 21 سبتمبر ثورة وعي إيماني قرآني، قائمة في وجه الطاغوت ومقارعة كُـلّ الجبابرة والظالمين والعملاء والخونة على مدى العصور والأزمنة، ثورة مُستمرّة إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل.