التنديدُ لن يفيد
منير إسماعيل الشامي
توالت سيولٌ من بيانات الإدانة والاستنكار لعملية بقيق وخريص من كُـلّ الأبواق المأجورة في العالم -أنظمةً ومنظماتٍ ومراكِزَ ومؤسّساتٍ- ولا تزالُ تتوالى؛ تقرباً وزلفى للضروع المُدِرَّة المتبقية.
من حقنا أن نتساءلَ ونسأل كُـلّ من أدانوا هذه العمليةَ العسكرية المشروعة في هدف عسكري مشروع ونقول لهم: من أين لكم الحق لتدينوا وتندّدوا وتستنكروا عمليةً عسكرية مشروعة وَفْــقاً للقانون الدولي؟!
لماذا تفضحون أنفسَكم وتنحازون إلى جانب الإجرام طيلةَ خمس سنوات وتصرون على فضح سقوطكم وسقوط إنسانيتكم أمام جيفة الريال السعودي الملطخ بدماء أطفال اليمن ونسائه ورجاله الأبرياء؟!
لماذا لم نسمع منكم بيانَ إدانة لأكثرَ من ٣٠٠٠ جريمة حرب ومئات المجازر وأكثر من ٥٠٠ ألف غارة ارتكبها نظامُ الرياض في حق الشعب اليمني طيلة خمسة أعوام وسقط نتيجتَها عشراتُ الآلاف من الأطفال والنساء والرجال المدنيين في بيوتهم ومزارعهم ومدارسهم وشوارعهم وأسواقهم ودمّرت كُـلّ مؤسّساتهم وبُناهم؟!
لماذا لا تدينون الحصارَ المفروضَ على شعب طيلة خمسة أعوام وقد أصبح الشعبُ اليمني يعيشُ أعظمَ وأخطر كارثة إنسانية حدثت عبر التاريخ أمام عيونكم وأنتم تنظرون؟!
فمتى أصبح النفط أغلى من دم الإنسان؟ ولماذا تنظرون إلى الشعبِ اليمني هذه النظرةَ الدونية؟
أجبتم أم لم تجيبوا ولن تجيبوا فذلك لا يهم وإداناتُكم وبياناتكم لا وزنَ لها ولا قيمةَ، استمروا وشاركوا قوى الإجرام الصراخَ والعويلَ والبكاءَ والنحيب واللطم والنياحَ، فكل ذلك لن يغيّرَ من الأمر شيئاً.
لكننا نعدكم أن نفتحَ لكم كُـلَّ أبواب الإدانة والشجب والتنديد بشكل مستمرّ.
سنستهدفُ كُـلَّ ضُرُوع البقرة حتى يَجِفَّ الحليبُ تَمَاماً، وسنفرضُ عليكم الفِطامَ الإجباري، حينها ستنظرون إليها نظرةَ الذئاب إلى فريسة تحتضِرُ وستنقلبون عليها وتجتمعون لتذبحوها وتشربوا دماءَها، وستُجبَرون أن تنحنوا أمام هاماتِ أبطالنا وترتموا تحت أقدام اليمنيين رغم أنوفكم، فذاك ديدنُكم، وما ذلك اليومُ على الله ببعيد.