الرئيس المشَّـاط: من منطلق القوة نعلن وقفَ استهداف الأراضي السعودية وننتظر إعلاناً مماثلاً كمبادرة جديدة لإحلال السلام في اليمن
في خطاب له بمناسبة العيد الخامس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر:
أعلن الرئيسُ مهدي محمد المشَّـاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى-، أمس الجمعة، في كلمة له بمناسبة العيد الخامس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، عن مبادرةٍ جديدة؛ للوصول إلى تحقيق السلام في اليمن، رافعاً تحيةَ إجلال وإكبار للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وفيما هنّأ قائدَ الثورة والشعبَ اليمني بهذه المناسبة، أكّـد القائدُ الأعلى للقوات المسلحة والأمن، المشير مهدي المشَّـاط أنه ‘‘ومن منطلق الثقة والقوة نعلن وقفَ استهداف الأراضي السعودية بالطيران المسيّر والصواريخ، وننتظرُ إعلاناً مماثلاً بوقف كُـلّ أشكال الاستهداف الجوي لأراضينا اليمنية‘‘، كمبادرةٍ جديدة لإحلال السلام في اليمن، مردفاً بالقول: ’’نحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة‘‘.
وأشَارَ الرئيس المشَّـاط إلى أن ’’استمرارَ الحرب لن يكونَ في مصلحة أحد، وقد يُفضي لتطورات خطيرة ضررُها الأكبرُ على دول العدوان، ولا نريدُها أن تحدُثَ‘‘، داعياً ’’دولَ العدوان إلى رفع الحظر عن مطار صنعاء فوراً، ووقفِ اعتراضِ السفن المتّجهة إلى ميناء الحديدة’‘.
وعن التطور المتسارع لقدرات الجيش واللجان الشعبيّة، قال المشير المشَّـاط: ’’أبَشِّرُ أبناءَ شعبنا بما تشهدُه قدراتنا العسكرية من تطورات مذهلة على مستوى الرفد للجبهات والتأهيل وبناء القوة الاحتياطية الضاربة‘‘، معبّراً عن اعتزازه ’’بالقدرات المتعاظمة في جانب التصنيع العسكري وما سيُكشَفُ عنه في الفترة المقبلة من تقدمٍ كبيرٍ في مجال الدفاع الجوي والصاروخي‘‘.
وَأَضَافَ المشَّـاط: ’’نيابةً عن الجيش واللجان وأمام العالم، أتعهَّدُ لشعبنا المظلوم بأنه لن يبقى يعاني بمفرده إلى ما لا نهاية‘‘، مؤكّـداً أنه ’’من الآن وصاعداً سوف تشملُ المعاناةُ كُـلَّ دول العدوان، ولن نتردّدَ في تدشين مراحل الوجع الكبير إذَا لم تستجبْ للسلام‘‘، محذراً ’’العدوانَ من الاستمرار في احتجاز السفن المرخَّصة أممياً وإصراره على تحويل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهات‘‘.
ودعا الرئيس المشَّـاط ’’المجتمعَ الدولي إلى إيقاف قرصنة العدوان وممارساته التعسفية المستخفة بمعاناة أبناء الشعب اليمني وتهديده للملاحة البحرية‘‘.
وفي سبيل المساعي لتخفيف المعاناة عن كاهل الشعب اليمني، أكّـد الرئيس المشَّـاط ’’استعدادَنا لتوريد الإيرادات إلى فرع البنك المركزي، وندعو لقاءَ ذلك إلى تغطية العجز لصرف مرتبات الموظفين في عموم محافظات الجمهورية‘‘، مُشيراً إلى أننا ’’نفّـذنا 90% من التزاماتنا في اتّفاق ستوكهولهم مع أن الطرفَ الآخر لم ينفّـذ إلى حَــدِّ الآن أيَّ شيء‘‘، مرحباً ’’بالانتقال المباشر إلى مفاوضات جادَّة تفضي إلى الحل السياسي الشامل في ظل وقف تام لإطلاق النار‘‘.
ودعا رئيسُ المجلس السياسي الأعلى ’’جميعَ الفرقاء إلى الانخراط في مفاوضات جادَّة تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً؛ حقناً للدم اليمني وحرصاً على أواصر الإخاء‘‘، متبعاً ’’نجدد قرارَ العفو العام وندعو كُـلَّ المخدوعين لاستغلاله والعودة إلى حضن الوطن وجادّة الصواب‘‘.
فيما دعا ’’دولَ العدوان إلى وقف عرقلة اتّفاق تبادل الأسرى والانخراط بإيجابية في عملية تبادل شامل وكامل لجميع الأسرى من الجانبين‘‘، ووجّه الرئيس المشَّـاط ’’الجهاتِ المعنية بإطلاق سجناء الرأي وكلِّ سجين لم تثبُتْ بحقه تهمة‘‘.
وفي خضم خطابه في العيد الخامس لثورة الحرية والاستقلال 21 سبتمبر، تقدّمَ الرئيسُ المشَّـاط ’’إلى أبناء شعبنا اليمني العظيم بكافَّة مكوناته وقبائله الوفية وإلى رفاق السلاح من أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبيّة بالتهنئة‘‘، مؤكّـداً أنَّ ’’ثورة الـ 21 من سبتمبر كانت يوماً تاريخياً ومفصلياً في حياة شعبنا الذي قرّر رفض التبعية والارتهان والفساد والاستبداد التي استمرت لعقود‘‘.
وقال المشَّـاط:’’كان اليمن أمام خيارين، إما الاستمرار تحت وطأة المعاناة والاستبداد، أَو التحَرّك لاستعادة قراره وكبريائه ومكانته‘‘، مُشيراً إلى أن ’’ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر كانت الخيارَ الذي يليق باليمن العظيم ولو كان الثمنُ باهظاً‘‘، مؤكّـداً أنَّ الثورة ’’تميّزت بالوعي والثقة وتشبثت بخيار السلمية ودعت لوطن يتسع للجميع على قاعدة الشراكة‘‘.
وأضاف: “ثورة 21 سبتمبر غلّبت شيمَ العفو وانحازت للغة السلام، وانتظمت على قدم المساواة مع كُـلّ خصومها بتوقيع اتّفاق السلم والشراكة، وهي أول ثورة في التاريخ تحاور خصومها ولا تنصب لهم المشانق، وكانت تهدف إلى خلق مُناخٍ ملؤه التسامح والتعايش”.
وأكّـد الرئيس أن ’’قوى العمالة –وبكل أسف– لم تستسغ مشهدَ التسامح؛ لأَنَّها لم تألفِ الشراكةَ والقُربَ من الشعب، وتنكرت لكرم الثورة ومضت تجلب دول الوصاية وتحشد القتلةَ؛ لقصف وقتل نساء وأطفال اليمن وحصارهم‘‘، مردفاً ’’بفضل الله ثم الثورة وقيادتها الحكيمة خابت وفشلت قوى العمالة ولم تجنِ سوى الخزي والعار‘‘.
وجدّد الرئيس المشَّـاط التأكيدَ على أنه ’’وبعد قرابة خمسة أعوام من العدوان الغاشم بإمْكَاناته الواسعة، ها نحن أقوى عزماً وأمضى إرادة وأكثر تماسكاً وأكثر تقدماً في كُـلّ المجالات‘‘، منوّهاً إلى أنه ’’يحق لشعبنا اليمني العظيم أن يفخرَ بثورته وقيادته وأن يعتز بصموده وتضحياته؛ لأَنَّها لم تذهب سدىً وستثمر عزاً ونصراً‘‘، متبعاً بالقول: “يسعدُني أن أعربَ لكل أبناء شعبنا عن عميق الاعتزاز بصمودهم العظيم”.
وتطرق الرئيسُ المشَّـاط إلى عددٍ من الجوانب تستعرضُها صحيفةُ المسيرة في نص خطابه صـ 8، 9، 10.