اتّفاق السويد على وشك الانهيار: العدوان يدشِّنُ تصعيداً عسكرياً معلناً ضد الحديدة
رئيس الوفد الوطني: غارات العدوان من شأنها أن تنسفَ “الاتّفاق” والموقف الأممي على المحك
بالتزامن مع إعلان انضمام السعودية والإمارات إلى تحالف “بحري” أمريكي يضم “إسرائيل”
المسيرة | خاص
في خطوة تصعيدية نحو نسفِ اتّفاق الحديدة بشكل نهائي، شنَّ تحالفُ العدوان، مساءَ أمس الأول، سلسلةَ غارات جوية مكثّـفة على المحافظة، ضمن ما أسماه “عملية عسكرية نوعية” أعلن عنها بشكل رسمي، فاتحاً بذلك البابَ على مصراعَيه لعودة التصعيد العسكري ضد المحافظة.. تصعيدٌ باتت ملامح التخطيط الأمريكي له أكثر وضوحاً، بعد مسارعة السعودية والإمارات للانضمام إلى ما يسمى “التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية” الذي يضم “إسرائيل” أَيْـضاً، في نفس الوقت الذي تتحدث فيه القوات الأمريكية عن “تهديدات” في البحر الأحمر، بينما تلتزم الأمم المتحدة الصمتَ كعادتها.
تصعيدٌ يهدّدُ بنسف الاتّفاق
الغاراتُ التي شنَّها تحالف العدوان، والتي تركز معظمها على مديرية الحالي، لم تكن أول خروقاته لاتّفاق الحديدة لكنها كانت أبرزها، خاصَّةً وأنه أعلن عنها رسمياً، متحدياً بذلك نص ومضمون الاتّفاق بشكل سافر يعبر عن توجّـه لدفن الاتّفاق بشكل نهائي.
هذا ما أكّـد عليه أَيْـضاً رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عَبدالسلام، في تعقيبه على الغارات، حيث أوضح أنها تمثل “تصعيداً خطيراً من شأنه أن ينسف اتّفاق السويد”، وأن “تحالف العدوان سيتحمل تبعات هذا التصعيد”، في إشارة إلى استعداد الجيش واللجان الشعبيّة للرد.
وَأَضَافَ عَبدالسلام: إن “موقف الأمم المتحدة من هذا التصعيد، على المحك” في استنكار لصمتها الذي لم ينكسر بعدُ، بينما عادةً ما تكون سريعة “التنديد” بالعمليات العسكرية التي تنفّـذها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة ضد تحالف العدوان، والتي لا تكونُ لها أية علاقة باتّفاق الحديدة في الأَسَاس.
بدوره، قال ناطق حكومة الإنقاذ، ضيف الله الشامي: إن “العملية العسكرية” التي نفّـذها تحالف العدوان في الحديدة تعتبر “تنصلاً رسمياً عن اتّفاق السويد”، في تأكيد آخر على أن هذه الغارات ليست كغيرها من الخروقات التي تواصلت على مدى الفترة الماضية، وأنَّ “الالتزام الأُحادي” من قبل قوات الجيش واللجان الشعبيّة لن يستمرَّ في ظل هذا التصعيد العدواني.
كما ذهبت السلطة المحلية لمحافظة الحديدة في الاتّجاه ذاته، محمّلةً تحالفَ العدوان “مسؤوليةَ إفشال اتّفاق السويد” بتصعيد غاراته على المحافظة، ومسؤولية “ما يحصلُ من إبادة بحق أبناء الدريهمي المحاصَرين”، ومستنكرة “احتجاز الإمارات للسفن”.
السعوديةُ والإمارات ضمن تحالف أمريكي “بحري” يضم “إسرائيل”
غاراتُ تحالف العدوان تزامنت مع مؤشرات أُخرى على التحضير لتصعيد عسكري ضدَّ الحديدة في إطار خطة أمريكية جديدة، حيث كان “التحالفُ” قد ادّعى، أمس الأول، أَيْـضاً تصدِّيَه لـ “هجوم بحري للحوثيين في البحر الأحمر”، وهو ادّعاءٌ يأتي بعد يومين من إعلان السعودية والإمارات انضمامهما إلى ما يسمى “التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية (تحالف جديد أنشأته واشنطن ويضم إسرائيل وبريطانيا)”.
وقد بات واضحاً أنَّ الولايات المتحدة تجهّزُ لتحَرّكات جديدة ضد اليمن تحت غطاء هذا التحالف، إذ يأتي انضمامُ السعودية والإمارات بعدَ أسابيعَ قليلة من إعلان “الأسطول الخامس” للقوات البحرية الأمريكية عن “تهديدات” قبالة سواحل اليمن، واستعداده لحماية السفن هناك.
وتلتقي هذه المعطياتُ بوضوح شديد مع تصريحات تحالف العدوان بخصوص غاراته الأخيرة على الحديدة، حيث ادّعى أنه دمّــر مواقعَ “لتجميع وتفخيخ الزوارق الحربية المسيرة عن بُعد”، في محاولة لتكريس ما أعلنته القواتُ الأمريكية بخصوص “التهديدات”، في إطار اختلاق مبررات للتحَرّكات الجديدة ضد اليمن.
وكان الكيانُ الصهيوني أعلن سابقاً انضمامَه إلى هذا التحالف، الأمر الذي يضعُ السعوديةَ والإمارات في قلب فضيحة تطبيع جديدة، تكشفُ المزيدَ من جوانب الارتباط الوثيق بين الرياض وتل أبيب وأبو ظبي، وخَاصَّةً فيما يتعلق بالحرب على اليمن، إذ كان “نتنياهو” نفسُه قد كشف، العام الماضيَ، عن “التحالف الجديد”، حيث أعلن أن “إسرائيل ستشاركُ في حِلف دولي لحماية الممرات البحرية”.
وفي مقابل هذه المحاولات والترتيبات الأمريكية الخليجية لتكريس مسألة “التهديدات البحرية”؛ لتبرير التصعيد على السواحل اليمنية، أكّـد رئيسُ الوفد الوطني، محمد عَبدالسلام، أن “استمرار احتجاز السفن ومنعها تفريغ حمولتها في ميناء الجديدة، عمل حربي عدواني يهدّد أمنَ الملاحة البحرية”، في رسالة واضحة على أن استمرار الحصار على اليمن ستكون له عواقبُ وردودٌ على المستوى البحري، وبالتالي فإن الخططَ التي تحيكُها دول العدوان اليوم لتشديد هذا الحصار لن تسيرَ كما تشتهي واشنطن.