العميد سريع : ضربةُ “بقيق” تحول السعودية إلى “مُشتر” للنفط والقوات المسلحة تتوعد الإمارات بعمليات مماثلة
العميد يحيى سريع:
– تم استخدامُ عدة أنواع من الطائرات برؤوس انشطارية.. بينها “قاصف3”
– أضرار أرامكو أكبرُ مما تم الاعترافُ به
– عملياتُنا متواصلة ولن تمضيَ معنا التهديدات
المسيرة | خاص
تواصلت تداعياتُ الضربة اليمنية الكبرى على مِصفاتي “بقيق” و”خريص”، والتي أسفرت عن توقف أكثرَ من نصف النفط السعودي، حيث كشفت وسائلُ إعلام دولية أنَّ السعودية ما زالت تطلبُ شراءَ كميات كبيرة من النفط؛ لتغطية التزاماتها بعد العجز الذي أصابها جراء الضربة، وسط فشلٍ مستمرّ في المحاولات الأمريكية لإثبات مسؤولية إيران عن الهجوم؛ من أجل الهروب من الفضيحة، خَاصَّةً بعد التفاصيل الهامَّة التي كشفها ناطقُ القوات المسلحة، نهايةَ الأسبوع الفائت، والتي تضمنت الكشفَ عن أنواع الطائرات المستخدَمة في الهجوم، وعرض صور التقطها “المتعاونون” في المملكة من داخل المنشأتَين، إلى جانب الكشف لأول مرة عن وجود العديد من المنشآت الإماراتية في قائمة الاستهداف، ضمن رسالة تحذير لافتة للنظام الإماراتي هي الثانية من نوعها بعد تصريحات رئيس الوفد الوطني.
السعوديةُ تشتري النفط من الدول المجاورة لتعويض العجز
فيما يخُصُّ تأثيرات وتداعيات الضربة على النظام السعودي، كشفت صحيفةُ “وول ستريت جورنال” الأمريكية أنَّ الرياضَ تشتري النفط من الدول المجاورة؛ بهدف تغطيةِ العجز في إنتاج النفط السعودي بعد الهجوم على حقل “بقيق” أكبر حقل لشركة أرامكو النفطية.
وأوضحت الصحيفةُ أنَّ السعودية طلبت من شركة تسويق النفط العراقية نحو 20 مليون برميل من النفط الخام؛ لتزويدِ مصافيها.
وتنسفُ هذه المعلوماتُ ادّعاءاتِ “عودة إنتاج النفط بشكل كامل” التي أعلنتها وزارة الطاقة السعودية، في محاولة منها لتفادي انهيار “سُمعتها” النفطية جراء الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها.
وكشفت “وول ستريت جورنال” أَيْـضاً أن كلاً من قطر والإمارات عرضتا بدائلَ عن النفط السعودي للمشترين الدوليين، في تأكيدٍ آخرَ على تدهور مكانة السعودية في سوق النفط العالمية.
ويأتي هذا في وقت تعيشُ السعودية مأزقاً حقيقياً في التعامل مع الضربة على المستوى الاقتصادي والسياسي، خَاصَّةً بعد اقتصار الموقف الأمريكي على “ابتزاز” الرياض بطلب الأموال منها مقابل “الحماية”، وهو ما أعلنه الرئيسُ الأمريكي دونالد ترمب مؤخّراً، ليؤكّـدَ على أنَّ الضربة اليمنية وضعت السعودية في ورطة لن تتعافى منها.
ناطقُ القوات المسلحة يكشفُ تفاصيلَ الهجوم
من جانب آخرَ، وفي الوقت الذي ما زالت فيه كُـلٌّ من الولايات المتحدة والسعودية تحاولان إثارة التضليلات حول مصدر الهجوم؛ بغرض التغطية على الفضيحة، والهروب من حقيقة كونها إحدى نتائج العدوان على اليمن، كشف ناطقُ القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، عن تفاصيل ومعلومات لم تكشف من قبل حول الهجوم.
وخلال مؤتمر صحفي عقده، الأربعاء، أعلن سريع أن “عملية توازن الردع الثانية” نفّـذت بعدة أنواع من الطائرات المسيرة “تعمل بمحركات نفّاثة وعادية انطلقت من ثلاث نقاط أَسَاسية بحسب المدى والمسار ومن جهات مختلفة بحسب مكان الهدف”.
وأوضح أن “النقطةَ الأولى انطلقت منها طائراتٌ من نوع قاصف من الجيل الثالث والتي تصل إلى مديات بعيدة وقد استُخدمت من قبلُ” وهي المرة الأولى التي يتم فيها الكشفُ من عن هذا الجيل من الطائرات.
وَأَضَافَ سريع أن “النقطة الثانية انطلقت منها طائرات صمَّـاد 3 والتي يبلغ مداها ما بين 1500- 1700 كم، فيما انطلقت من النقطة الثالثة طائرات ذات محركات نفاثة وقد تم استخدامها من قبل وسوف يتم الكشف عنها لاحقاً”.
وكشف سريع أن الطائرات المستخدَمة في العملية “لها رؤوس انشطارية تحمل أربعة قنابل دقيقة في الإصابة وتستطيع بأنواعها التخفي والمناورة وتستطيع إصابة الهدف من عدة زوايا”.
وَأَضَافَ أنه “سبق العملية تخطيط وتجهيز على أعلى المستويات وبأساليبَ عملياتيةٍ متقدمة ومتطورة، بحيث تمت الموازنة بين الطائرات ذات المحركات النفاثة والعادية وذات المدى الأكبر والمتوسط بحيث تصل إلى أهدافها في وقت واحد”.
وأعلن أنه أَيْـضاً “تم استخدامُ طائرات أُخرى للتمويه والتشويش على العدوّ لتتمكّن الطائرات الأَسَاسية من الوصول إلى الهدف، وكان الهدف منها إشغالَ الدفاعات الجوية المعادية وإيهامها بأنها هي الهدف”.
وَأَضَافَ أن القوات المسلحة ما زالت تحتفظ بالتفاصيل الكاملة للعملية وستكشفها في الوقت المناسب.
وخلال المؤتمر، عرَضَ العميد يحيى سريع صوراً لمعامل “بقيق” و”خريص” قبل الاستهداف، موضحاً أن هذه الصور “التقطت من قبل طائراتنا الاستطلاعية قبل العملية”، كما عرض صوراً من داخل المواقع المستهدَفة تم التقاطها في إطار عملية الرصد الاستخباراتي التي سبقت العملية.
وأوضح سريع أن الولايات المتحدة عمدت إلى “نشر صور مفبركة لما بعد العملية في محاولة للتقليل من شأنها”، مؤكّـداً أن “الأضرار أكبر بكثير مما تظهره الصور وأكبر مما تم الاعتراف به” وأن “الحريق استمر لعدة ساعات ولم تتمكّنِ الجهاتُ المختصة في دولة العدوان السيطرة عليه”.
هذه التفاصيلُ أكّـدت على مدى التطور العسكري والاستخباراتي اليمني الذي حاول العدوانُ التغطيةَ عليه من خلال الادّعاء بأن الهجومَ جاء من إيران؛ لأَنَّ هذا التطور يشكل فضيحة للنظام السعودية وللولايات المتحدة ومنظوماتها الدفاعية.
وفي هذا السياق، أوضح سريع أن السعوديين والأمريكيين “يحاولون الهروبَ من حقيقة واضحة للجميع وذلك في إطار استهانتهم بالقدرات اليمنية والإمْكَانيات اليمنية حتى لا يكونوا أمام استحقاقات الوضع اليمني الجديد”.
سريع أكّـد أَيْـضاً على استمرار عمليات الردع اليمني، وأن الضجيج العالمي حول استهداف أرامكو، لن ينقذ النظام السعودي.
وفي هذا السياق، ذكر ناطق القوات المسلحة بتحذير قائد الثورة، في وقت سابق والذي قال فيه “لن نسمح بأن يموت الشعب اليمني جوعاً”، كما أكّـد على أن اليمن “لن يتردّد في الرد على هذا العدوان وسيستخدم حقه المشروع في استهداف كافة الأهداف المشروعة في عمق دول العدوان”.
الإماراتُ على رأس قائمة أهداف العمليات القادمة
ناطقُ القوات المسلحة وجّه أَيْـضاً رسالةً تحذيريةً بالغةَ الأهميّة للإمارات، وهي رسالة تأتي بعد يوم واحد من تصريحات رئيس الوفد الوطني محمد عَبدالسلام بأن الإمارات تستحق الاستهداف في هذا الوقت أكثرَ من أي وقت مضى، الأمر الذي يجعل أبو ظبي على قائمة العمليات العسكرية القادمة للجيش واللجان.
وقال سريع موجّهاً خطابه للنظام الإماراتي: “عملية واحدة فقط ستكلِّفُك كثيراً، ستندم، نعم ستندم، إذَا ما قرّرت القيادةُ إصدارَ توجيهاتها للقوات المسلحة بتنفيذ أية عملية رد خلال الأيّام أَو… الأسابيع القادمة”.
وأضاف: “اليومَ نعلنُ ولأول مرة أن لدينا عشراتِ الأهداف ضمن بنك أهدافنا في الإمارات، منها في أبوظبي ودبي، وقد تتعرض للاستهداف في أية لحظة.. فاليمنُ اليوم أقوى، وأشدُّ، وأعتى، وأصلب، ولن تمضيَ معنا التهديدات والتلويحات”.
رسالةٌ واضحةٌ أكّـدت على أن محاولةَ الخداع التي مارستها أبو ظبي بإعلانِ سحب قواتها من اليمن، لم تعد تنفعها، وأن العملياتِ النوعية التي استهدفت المنشآتِ السعودية كانت رسائلَ للإمارات، لكنها رفضت استيعابَها، وبات عليها أن تواجهَ العواقبَ.