21 سبتمبر.. ثورةٌ أعادت لليمن استقلالَه وللشعب حريتَه
أنعم: رغم محاولات العدوان وأد هذه الثورة إلا أننا أمام فجر مشرق يعيد للإنسان اليمني كرامتَه وللوطن حريته
الزبيري: الثورة انعطافٌ تاريخيّ في حياة اليمنيين نقلتهم من حالة اليأس والإحباط إلى مرحلة التحدي والصمود
دغار: ثورة 21 سبتمبر وضعت حجرَ الأَسَاس لبناء اليمن الجديد المستقل كامل السيادة والقرار
الرياشي: لقد جاءت الثورة لإسقاط الهيمنة وسد الأبواب أمام تكريس الوصاية على القرار اليمني
الشامي: ثورة 21 سبتمبر أعادت الاعتبارَ للشعب اليمني وأفشلت مخطّطَ تقسيم البلد وأسقطت الوصايةَ والتبعية
الحباري: 21 سبتمبر هي الثورة الوحيدة التي قامت في وجوه المتسلطين والمستبدين والفاسدين المرتهنين للخارج
صحيفة “المسيرة” تستطلعُ آراءَ عدد من الوزراء والمسئولين في الذكرى الـ5 لثورة الـ21 من سبتمبر:
المسير: هاني أحمد علي:
جسّدت ثورة الـ21 من سبتمبر 2014 أسمى معاني الحرية والاستقلال التي يتوقُ إليها أبناءُ اليمن بعد عقود من التبعية والوصاية السعودية والتدخلات الخارجية المتحكمة بالقرار السيادي عبر نظام عميل جعل خدمةَ الأجنبي هدفاً له على حساب الشعب والوطن، فمن رحم المعاناة والألم والعذاب ولدت هذه الثورة الشعبيّة المباركة ليختار المواطن اليمني طريقَ الحرية وإن كان ثمنُها غالياً لا يزال يدفعُ فاتورتها حتى اللحظة مع استمرار العدوان والحصار والإبادة الجماعية على مدى 5 سنوات.
وما يميز الذكرى الــ5 لثورة الــ21 من سبتمبر هذا العام أنها تأتي والشعب اليمني يعيش فرحتين، فرحة الاحتفال بالمناسبة، وفرحة الانتصارات العظيمة التي تتحقّق على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في العمق السعودي ومختلف جبهات القتال، والتي كان آخرها العملية الهجومية النوعية للطيران المسيّر في ضرب اقتصاد النظام السعودي واستهداف أكبر حقول ومعامل النفط التابعة لشركة أرامكو في بقيق وهجرة خريص، والتي اهتز لهولها العالم بعد توقف إنتاج وتصدير ما يقارب 5 ملايين ونصف مليون برميل من النفط يومياً.
وبحلول الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر، استطلعت صحيفة “المسيرة” آراء عدد من الوزراء والمحافظين والمسئولين حول دورها في تخليص الشعب اليمني من التبعية والوصاية وسطوع شمس الحرية والاستقلال، فإلى المحصلة:
ثورة التحرّر من الوصاية والتبعية والارتهان:
قال الأُستاذ محمد طاهر أنعم -عضو فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي الشامل-: إن ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014 هي ثورة التحرّر اليمني من الوصاية والتبعية والارتهان، وبالرغم من أن ثورة 26 سبتمبر 1962 كانت ثورةَ الانتقال إلى الجمهورية إلا أنها ظلت مرتهنةً في البداية للمصريين وبعدها أصبحت مرتهنةً للنظام السعودي طيلة 4 عقود؛ لذا كان لا بُـدَّ للشعب اليمني أن يتحَرّك للتحرّر من التبعية للسعودية، وقد تمثل هذا التحَرّك الشعبي في ثورة 21 سبتمبر.
وأوضح أنعم في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن الشعب اليمني كان قد وصل إلى طريق مسدود وأصبح في ذيل قائمة دول العالم من، حَيْــثُ تردي خدمات الصحة والتعليم وكل مقومات البنية التحتية، مبيناً أن الدعم الذي كان النظام السعودي يقدمه لليمن هو لمراكز النفوذ في قيادة الدولة وقادة الأحزاب والشخصيات الاجتماعية والعسكرية الكبيرة الذي جميعهم يخدمون سياسةَ آل سعود فقط، بينما الشعب اليمني ظل يرزح تحت الفقر والجوع، الأمر الذي كان لزاماً عليه أن يتحَرّك في 21 سبتمبر 2014 لتحطيم هذه الأغلال والقيود.
وأضاف عضو فريق المصالحة الوطنية، أن الجميع أمام فجرٍ مشرق ومستقبلٍ أفضلَ تعيد للإنسان اليمني كرامتَه وللوطن عزته وحريته واستقلاله رغم محاولات النظام السعودي وأد هذه الثورة المباركة.
انعطافٌ تاريخيٌّ في حياة الشعب اليمني:
أكّـد الأُستاذ محمد الزبيري -الأمين العام القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي قُطر اليمن-: لقد مثّلت ثورة 21 سبتمبر انعطافا تاريخيا في حياة الشعب اليمني بعد أن نقلته من حالة اليأس والإحباط إلى مرحلة التحدي والصمود وانتزاع الانتصار، متوكلة على الله والإعداد الجيد والعلمي للمواجهة وحشده كُـلّ الطاقات والقدرات معتمدة على العمل المؤسّسي المنظم والمنضبط، مرتكزة على الثوابت الوطنية.
وأوضح الزبيري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014 الشعبيّة هي امتداد لثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م؛ لتحقيق أهداف الثورة في الاستقلال والتحرّر والوحدة والقضاء على الاستبداد والاستعباد وبناء النظام الجمهوري، مبيناً أنه خلال الثورتين، خاض الشعب اليمني نضالاً كبيراً لتحقيق هذه الأهداف التي اعتبرتها الرجعية العربية في مقدمتها آل سلول تهديداً لمستقبلهم وأمنهم ومشاريعهم وخططهم التآمرية على الأُمَّــة، فناصبت الثورات الوطنية والقومية العداءَ، مستخدمةً كُـلّ الوسائل والطرق والأوراق التي مكّنتها من إفراغ القرار السياسي المستقل من محتواه ليظل اليمن حديقةً خلفية لهم تسودُها الانقساماتُ والصراعات الداخلية ويعاني شعبنا شَظَفَ العيش والارتهان الاقتصادي للخارج وهجرة متواصلة للقوى العاملة، لافتاً إلى أن كُـلّ تلك الأسباب شكلت عواملَ لحراك شعبي واعٍ وانتفاضة واسعة في سبتمبر 2011م مطالبةً بدولة مدنية حديثة عادلة مستقلة دولة النظام والقانون دولة المؤسّسات والشراكة والحفاظ على الثوابت الوطنية.
وأشَارَ الأمين العام القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي، إلى أن قوى الثورة المضادة حاصرت الفعلَ الثوري وعطّلته ودفعت به إلى أحضان الرجعية العربية التقليدية للتوقيع على وثيقة المبادرة الخليجية التي رهنت الشأنَ الوطني للخارج وأجازت لها التدخلَ لتنفيذ هذه الاتّفاقية؛ باعتبَارِها مرجعيةً قانونيةً وحصرت القضية الوطنية في السلطة والشراكة ولم تلامس همومَ الشعب، فكانت الشراكة مُجَــرّد شعار فضفاض زاد من حدة الاستحواذ والتقاسم والسيطرة والصراع ومعاناة الشعب، مؤكّـداً أن ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م انطلقت كامتدادٍ للثورات اليمنية السابقة لتصحيح الانحرافات وتصويب الاتّجاهات نحو تحقيق الأهداف وفي مقدمتها الاستقلال السياسي ومطالب الشعب وترسيخ مبدأ الشراكة في السلطة دون تدخلات خارجية في القرار الوطني، مضيفاً: ورغم التوقيع على وثيقة السلم والشراكة من كُـلّ القوى السياسية والوثيقة المكملة لها؛ ولأن المصالح الوطنية قد اصطدمت بالمشروع الصهيو أمريكي في المنطقة، ما عجّل التدخل الخارجي والبدء بتنفيذ العدوان وسحب السفارات كمؤشر لمرحلة جديدة وتطويع دول العالم والأمم المتحدة لمساندته واتخاذ قرارات أممية غير قانونية.
وبيّن الزبيري أن العدوان على يمننا الحبيب، الهادف إلى تمزيق وَحدته وتفتيت نسيجه الاجتماعي ونهب ثرواته والسيطرة على سواحله وجزره وممراته؛ لإضعافه وتبديد طاقاته وكسر إراداته وتدمير مكونه الحضاري والفكري والثقافي والقومي لم يكن محضّ صدفة، بل يأتي في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد الهادف إلى تفتيت الوطن العربي وتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على موارده وبحاره وترسيخ الكيان الصهيوني كشرطي في المنطقة؛ لإضعافه من أداء دوره الإنساني، مستغلاً المظالم والحرمان والطائفية والمذهبية وسيلةً لتحقيق أهدافه بتمويل ودعم دول طارئة في المنطقة خارجة عن نطاق الفعل والتأثير التاريخي، منوّهاً إلى أن استحضار الأحداث في الوطن العربي توضح بصورة جلية مضامين وأبعاد هذا المشروع وأدواته التي انعكست آثاره في تدمير العراق وسورية وليبيا واليمن وغيرها؛ لتقويض قاعدة البناء الحضاري والفكري والثقافي القومي الإسلامي التي ظلت على مدى التاريخ موحدة وترسل بإشعاعها الحضاري والإنساني للعالم مفعمة بالحب والإخاء والمساواة والحرية، مبيناً أن البيئة الفكرية والثقافية العربية والتحديات التي واجهتها الأُمَّــةُ خلقت محورَ مقاومة ضد مشروع الصهيو أمريكي في المنطقة، وقد تمكّن المحور من إسقاط نظرياته في لبنان وسورية والعراق وأحيا في الأُمَّــة عواملَ التصدي والمقاومة، فربطت قوى وقيادة ثورة 21 سبتمبر بين القضية الوطنية والقومية والإسلامية لتشكل حلقة تحدٍّ وصمودٍ وانتصار.
وضعت حجر الأَسَاس لبناء اليمن الجديد:
من جانبه أكّـد نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور أحمد محمد دغار أن ’’ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وضعت حجر الأَسَاس لبناء اليمن الجديد المستقل كامل السيادة والقرار‘‘.
وأشَارَ نائب وزير التخطيط في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة، إلى أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي بدأ بالتخطيط للحرب على اليمن منذ انتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي استعادت القرار اليمني من داخل السفارات الأمريكية والسعودية والإماراتية إلى القصر الجمهوري اليمني، مضيفاً ’’أمريكا والسعودية خططتا للعدوان قبل تنفيذه بخمسة أشهر وهذا ما جاء على لسان الجبير، أي بعد انتصار الشعب اليمني في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي قطعت حبال الوصاية والتبعية التي كانت بيد قوى الاستكبار، وهو ما أثار حفيظتها لتشن هذا العدوان ليس لاستعادة ما يسمى الشرعية وإنما لاستعادة الوصاية على اليمن‘‘.
ونوّه الدكتور أحمد دغار إلى أن اليمن وبعد قرابة خمس سنوات من العدوان والحصار بات يملك كُـلّ ما يؤهله لأَن يواجه كُـلّ التحديات والمؤامرات التي تحاول انتزاعَ سيادته والسيطرة على قراره ونهب ثرواته، لافتاً إلى التطور الكبير في القدرات العسكرية اليمنية التي أصابت الأعداء بمقتل وهزت العالم بعد ضربة أرامكو النوعية، مؤكّـداً أن ’’التطور الشامل والمتسارع في القدرات اليمنية سيأتي بالصفعات الموجعة للأعداء حتى تجبرهم على إعلان الاستسلام‘‘.
أتت لإسقاط كُـلّ مشاريع الهيمنة:
أوضح الدكتور وليد الرياشي -رئيس الجهاز التنفيذي للمجلس الأعلى لكليات المجتمع-، أن الظروف التي وُلدت فيها ثورة ٢١ سبتمبر كانت بالغة التعقيد عما قبل، من التدخل الخارجي في القرار الوطني والانتهاك لسيادة اليمن، ويوم وصل أنصار الله والقوى المتحالفة معها إلى صنعاء أخذ هذا اليوم حيزاً في تاريخ اليمن وشكل تحولاً مهماً في البلد.
وأضاف الدكتور الرياشي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن تاريخ ٢١ سبتمبر ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجةُ صراع طويل ممتد إلى زمن الصرخة الأولى التي أطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمة الله عليه- من مران، فالثورة هي ناتج تاريخ الحركة وخلاصة مشروعها للانطلاق باليمن وغيره إلى التحرير من الهيمنة والوصاية الخارجية، لافتاً إلى أنه وبعد خمس سنوات من عُمُرِ الثورة الباسلة الشريفة التي أسقطت نظامَ الفساد وأطاحت برموز العمالة وفتحت الباب للقرار السياسي من دون الوصاية والهيمنة الخارجية، ها هو اليمن يشهد تطوراً عسكرياً كبيراً رغم العدوان والحصار الاقتصادي الجائر على بلدنا الحبيب.
ولفت رئيس الجهاز التنفيذي للمجلس الأعلى لكليات المجتمع، إلى الظروف التي فرضها العدوُّ والحرب الظالمة التي استهدفت كُـلّ المؤسّسات وبما فيها المؤسّسات التعليمية، حَيْــثُ تم استهدافُ أكثرَ من ٦٥ مؤسّسة تعليمية بين معاهدَ فنية وكليات مجتمع، مضيفاً: ومع ذلك حاولنا استمرار العملية التعليمية في كليات المجتمع رغم انقطاع المرتبات وتدمير الورش والمعامل في المعاهد والكليات وما زلنا صامدين حتى دحر العدوّ والمحتلّ من كُـلّ شبر في الوطن.
وبيّن الدكتور الرياشي أن ثورة 21 سبتمبر 2014 أتت كمسار تصحيحي للتحولات التي طمح إليها الشعب اليمني، كما أنها أتت لتسقط كُـلّ مشاريع الهيمنة وتسد الأبواب التي كانت تفتح لتكريس الوصاية على القرار اليمني، ولإفشال مشروع تقسيم اليمن إلى أقاليم متناحرة.
وأشاد رئيس الجهاز التنفيذي للمجلس الأعلى لكليات المجتمع بالملاحم البطولية التي يسطّرها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة في مواقع الشرف والكرامة لمواجهة قوى العدوان، داعياً إلى استمرار رفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد؛ دفاعاً عن الأرض والعرض.
من أجل إعادة الاعتبار والكرامة للشعب اليمني:
من جانبه، أشار المحامي محمد عبدالمؤمن الشامي -رئيس مركز وطن للدراسات والاستشارات والتطوير المؤسّسي-، إلى ما تعرضت له اليمن عبر السنوات الماضية من حملة تدمير مُمَنهجة ومدروسة من النخبة السياسية والحكومات المتعاقبة التي تعاونت مع القوى الإقليمية؛ لإبقاء اليمن في حالة فشل، وإبقاء الحال على ما هو عليه، مَا أثَّر بشكل كبير على حياة اليمنيين اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً؛ إضافةً إلى استمرار الهيمنة السعودية على الحكومات المتعاقبة ومؤسّساته في إطار مخطّط عدواني؛ بهَدفِ تجويع الشعب اليمني، بطريقة ممنهجة ومقصودة، الهدف منها تركيعُ اليمن، مضيفاً: ومن هنا جاءت الثورة ثورة 21 سبتمبر والالتفاف الشعبي حولها خَاصَّة أنها جاءت تصحيحاً لثورة 11 فبراير في وقت بلغت المشاريع الطامعة والمؤامرات والأزمات ذروتها؛ لتمزيق وتفتيت نسيج الشعب اليمني وإثارة الانقسامات الطائفية والمذهبية والمناطقية.
وأوضح الشامي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن ثورة 21 سبتمبر جاءت من أجل إعادة الاعتبار والكرامة للشعب اليمني، كما أنها تمكّنت من إفشال المخطّطات الأمريكية السعودية في تقسيم اليمن إلى أقاليمَ متناحرة، وأسقطت الوصاية والتبعية، ومثّلت تطلعات وطموحات اليمنيين، فواجهت بعد ذلك عدوانا سعوديا إماراتيا أمريكيا منذ 26 مارس 2015، وهو ما يؤكّـد حقيقة أن الهدف الأول من هذا العدوان هو تمزيقُ اليمن وتفتيته، وخيرُ دليل هذه الأيّام وشاهد هي حال المناطق الجنوبية التي أصبحت ساحاتٍ لقتال، وهذا ما يريده دول العدوان السعودي والإماراتي والأمريكي، ليس بالمحافظات الجنوبية فحسب بل لجميع محافظات ومدن اليمن.
وقال رئيس مركز وطن للدراسات: إن مخطّط تحالف العدوان فشل في تجزئة اليمن باسم الأقاليم عبر الخائن الفارّ عَبدربه منصور هادي الذي قدم استقالته في يناير 2015، فشنت طائرات العدوان السعودي غاراتها الجوية على العاصمة صنعاء وأعلنت السعودية من واشنطن بدأها العدوان على اليمن تحت مسمّى (عاصفة الحزم) بتاريخ 25 مارس 2015م، منوّهاً إلى أنه ومنذ اللحظات الأولى عمد العدوان إلى استهداف المحافظات الشمالية والجنوبية واستهداف المدنيين، قتلٌ وتدميرٌ مستمرّ طال البشر والشجر والطير والحجر، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية، وحصار شامل برا وبحرا وجوا إلى اليوم، وهذا كله؛ بهَدفِ إجهاض ثورة الشعب ثورة 21 سبتمبر الشعبيّة.
وأكّـد الشامي أن الشعب اليمني يخوض اليوم أقدسَ المعارك؛ حفاظاً على مكاسب ثورة 21 سبتمبر وَالتحرّر من الظلم والهيمنة والوصاية والفساد والمحسوبية التي ظلت تعيق أي تقدم أَو تطور لشعبنا عبر السنوات الماضية، مضيفاً: اليوم نحن في العام الخامس من العدوان وبالصمود الأسطوري الذي سطّره اليمنيون -جيشاً ولجاناً شعبيّة- أفشلوا كُـلّ المخطّطات والمؤامرات والمشاريع الهادفة إلى تشطير اليمن، وتقسيمه ليس فقط لشمال وجنوب بل إلى أقاليم ودويلات؛ لذَلك فإن ثورة 21 سبتمبر هي أول ثورة عربية حقيقية تصحّح مسار ما يسمى الربيع العربي ورفضت الوصاية الأمريكية السعودية.
ولفت رئيس مركز وطن إلى أن ثورة 21 سبتمبر لها قيمة خَاصَّة في قلوب كُـلّ اليمنيين، ويدركون جيَدًا أن التحديات والمخاطر على اليمن هي دول العدوان التي تستهدف وحدة اليمن وهُوِيَّته الوطنية؛ لذَلك يجب أن يعيَ كافة أبناء الشعب اليمن في الشمال والجنوب، في الغرب والشرق، في الداخل والخارج، من المهرة إلى صعدة، وأن اليمن هي المستهدَفُ الأول من قبَل دول العدوان، فالعدوان لا يفرق بين شمال أَو جنوب أَو غرب أَو شرق لا يفرّق بين البشر والحجر ولا بين الماضي والحاضر، والمستهدف هو اليمن أرضاً وإنساناً ومقوماته وأمنه ووحدته واستقراره، وهذا ما يجب أن يدركه اليمنيون وممثلو الأحزاب والمكونات السياسية والناشطون السياسيون وممثلو منظمات المجتمع المدني وَكُـلّ شرائح وأطياف المجتمع اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً.
تعبّر عن آمال وتطلعات شعبنا اليمني:
وفي السياق، قال الشيخ فارس الحباري -محافظ محافظة ريمة-: إن ثورة 21 سبتمبر جاءت مبشرةً بالنصر للمستضعَفين، وهي الثورة الوحيدة التي قامت في وجوه المتسلطين والمستبدين والفاسدين المرتهنين للخارج وهذا معروفٌ عند الجميع، كما حقّقت هذه الثورة الكثير من الإنجازات على الصعيد التنموي في مختلف المحافظات ومنها محافظة ريمة التي حظيت بعدد من المشاريع في مجال المياه والطرقات، هذا ونحن في ظل حصار وحرب وبرغم شحة الإيرادات للمحافظات الحرة.
وأشَارَ الحباري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن ذلك يثبت للمواطن اليمني وللعالم أجمعَ توفُّرَ الإرادة السياسية لبناء الدولة وإيصال الخدمات للجميع، وأن خيراتِ الوطن اليوم تصُبُّ في المصلحة العليا، وأن شعبنا اليمني يمتلك الكثير من مصادر القوة والثروة الكفيلة بنقله إلى مصافي الدول المتقدمة، مبيناً أن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر تعبر عن آمال وتطلعات شعبنا اليمني في نيل الحرية والاستقلال، وباتَ الكثير من الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني مراهنةً على قدوم هذه الثورة؛ لتخليصها من الهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني وأدواتهم في المنطقة، لافتاً إلى أن الصمودَ الشعبي وتطور القدرات الحربية والصناعات العسكرية للجيش واللجان الشعبيّة، أفشلت مخطّطات قوى العدوان ومرتزِقتهم وباتت مصدر قوة يفخر بها كُـلّ الأحرار.