قائدُ الثورة: دفاعُ اليمنيين عن أنفسهم موقف حق نؤكّـدُ استمرارَه وثورة الـ21 من سبتمبر منهجُهم لاستعادة الحرية
في بيان بارك فيه حلولَ الذكرى الخامسة للثورة ونصح دول العدوان بالاعتبار مما وصلت إليه:
المسيرة| خاص:
أكّـد السيدُ عبدالملك الحوثي “أن ما يقوم به الشعب اليمني في سبيل الدفاع عن نفسه وأرضه واستقلاله، يستند إلى الموقف الحق والقضية العادلة”، موضحاً بأن “المظلومية التي يتعرض لها اليمنيون لا مثيلَ لها”.
وبارك قائد الثورة في بيان له، أمس السبت، للشعب اليمني حلولَ الذكرى السنوية الخامسة لانتصار الثورة الشعبيّة، مُشيراً إلى “أن من أهم إنجازات ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة التحرّر من الوصاية الخارجية واستعادة الاستقلال والحرية”، في إشارة واضحة إلى أن الثورة ما زالت مستمرةً حتى تحقيق كامل السيادة والاستقلال.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله إلى “الثمرة التي حقّقها الشعب اليمني بتضحياته وصبره وصموده من نصر وقوة، في الوقت الذي بات فيه العدوّ أكثر تراجعاً وضعفاً من أي وقت مضى”.
قائد الثورة وفي بيانه دعا الشعبَ اليمني إلى الاستمرار في تعزيز عوامل الصمود والتعاون والحفاظ على وحدة الصف، “محذراً اليمنيين من مكائد الأعداء في إثارة المشاكل الداخلية” والتي يسعون لتحقيقها تحت مختلف العناوين.
وأكّـد البيان على ضرورة الاستمرار في دعم ورفد الجبهات بالمال والرجال.
السيد وفي بيانه وجّه النصحَ لتحالف العدوان بالتوقف عن عدوانهم والاعتبار بما قد وصلوا إليه من الفشل الذريع، وقال مخاطباً تحالف العدوان “بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيشُ واللجانُ الشعبيّة الضرباتِ التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والصاروخية”، مضيفاً “إذا استمر القصف والحصار فإن الضربات الأكثرَ إيلاماً ستصل إلى عمق مناطق تحالف العدوان، وأن لا خطوط حمراء”.
كما تطرق قائد الثورة إلى عدد من الجوانب نستعرضها في نص بيانه:
بيانُ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة العيد الخامس لثورة 21 من سبتمبر:
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُــوْلِهِ خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِــهِ الطَّاهِرِيْنَ، ورضي الله عن صَحْبِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبِين.
نبارِكُ لشعبنا العزيزِ بحلول الذكرى السنوية الخامِسة لانتصار الثورة الشعبيّة المباركة ثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبر التي كان من أوَّلِ وأَهَــمِّ وأكبرِ إنجازاتها التحريرُ لشعبنا العزيز من الوِصاية الخارجية واستعادةُ حَقِّــه في الاستقلال والسيادة والحُـرِّيَّـة، إنَّ مُشكلةَ قوى الاستعمار والاستكبار وعملائها في المنطقة مع شعبنا العزيز ليست سوى هذه المشكلة، فقد استكثروا على بلدنا أن يكونَ مستقلًّا في قراره السياسي، واستكبروا من إصرارِ شعبِنا على حَـقِّهِ المشروعِ في إدارة شؤونه واتخاذِ قراراته بعيدًا عن التَّـدَخُّــلِ الخارجي بعدَ أن كانت نتيجةُ ذلك التَّـدَخُّــل الخارجي الذي كانت تُديرُه السفاراتُ الأجنبية للدول العشر في صنعاءَ بقيادة السفير الأمريكي كارثيةً ومدمِّــرةً أوصلت البلادَ إلى حافةِ الانهيارِ في كُـلّ المجالاتِ الاقتصادية والأمنية والسياسية، وسيطرت على القرارِ والسياساتِ في كُـلِّ مؤسّساتِ الدولةِ؛ لتحوِّلَها إلى إدارةٍ تعملُ حصريًّا لصالحِ الخارجِ بدلًا عن خدمةِ الشعبِ اليمني.. والنتيجةُ كانت هي التوجّـهَ التلقائيَّ نحوَ الانهيارِ الشاملِ وصَوْمَلَةُ البلاد لولا التحَرُّكُ الشعبيُّ الواسعُ في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الذي أعاد لشعبِنا العزيزِ الاعتبارَ وحَفِظَ له الكرامةَ وأخرجه من وِصايةِ الأعداءِ المستكبِرين، وقد كان التحَرُّكُ الشعبيُّ من كُـلِّ تياراتِ وأبناءِ الشعبِ اليمني وبمختلفِ المذاهبِ والمناطقِ تحتَ مِظَلَّةٍ واحدةٍ وهدفٍ واحدٍ وثورةٍ عظيمة ونقية خالصة لا تشوبُها شوائبُ الاستغلال الخارجي من أيِّ طرف، وبتمويلٍ شعبيٍّ معروفٍ، وهو تلك القوافلُ التي كانت تصِلُ من مختلف المناطق إلى مخيَّماتِ الاعتصام، وبالرغم من أن هذه الثورةَ المباركةَ تُوِّجَـت باتّفاقِ السِّلْمِ والشراكة وفتحت المجالَ واسعًا لِكُلِّ أبناء هذا البلد وقواه السياسيّة للتعاون والشراكَة في بناءِ المستقبلِ الواعدِ على أَسَاسِ الحُـرِّيَّـة والاستقلال، إلّا أن العُمَـلَاءَ والخَوَنَةَ الذين لم يتعوَّدوا على الحُـرِّيَّـةِ ولا يحملون مبادئَها ولا قِيَمَها انقلبوا على هذا الاتّفاقِ بعد أن كان مجلسُ الأمن قد اعترف به والأممُ المتحدة والقوى الإقليميةُ، وقد سعى الأمريكي ومعه أدواتُه الإقليميةُ والمحليةُ إلى الالتفاف بالاحتيال على هذا الاتّفاقِ وعلى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ومكتسباتِها الكبرى في استعادةِ الاستقلالِ والقرار السياسي، فكان أن وَقَفَ الشعبُ بحزمٍ وأسقط كُـلَّ المؤامرات، فاتّجهوا إلى شَـنِّ عدوانٍ شاملٍ حمَلَ وِزرَه وتولَّـى كِبَرَه وتقلَّد عارَه النظامُ السعودي ومعه النظامُ الإماراتي ومن تحالَفَ معهم تحتَ إشرافِ أمريكا وشراكةٍ مع إسرائيلَ، وكانت أمانِـيُّهم أنَّهم سيحسمون المعركةَ خلال أسبوعَين بِالحَدِّ الأدنى أَو شهرَين بِالحَدِّ الأقصـى، واعتمدوا في تكتيكِهم في هذا العدوان على التدميرِ الشاملِ والإبادة الجماعية والحصار الخانق، وفعلوا كُـلَّ ما يستطيعون؛ بهَدفِ كَسْرِ إرادة شعبنا والوصولِ به إلى الانهيار والاستسلام؛ بهَدفِ إخضاعِه والسيطرةِ عليه من جديدٍ، إلَّا أن أحرارَ هذا البلد من مختلَفِ مُكَوِّناته الاجتماعية والقبَلية والقوى السياسيّة وقفوا الموقفَ المشرِّفَ بالاستعانةِ بالله تعالى والتوكُّلِ عليه للتصدِّي لهذا العدوان، وكانت ثمرةُ الاعتماد على الله تعالى والرهانِ عليه والثقةِ به والتوكُّلِ عليه هي ما نرى عليه الواقعَ الآن في العام الخامسِ منذُ بدايةِ العدوان بتماسُكِ شعبِنا وثباته واتّجاهِه لبناءِ قدراته والعناية بكُلِّ عوامل الصمود وأسباب القوة، وصدَقَ اللهُ تعالى حيثُ قال: {ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُو حَسْبُهُ}، لقد أثمرت تضحياتُ شعبنا وصبرُه وصمودُه نصرًا وقوةً، والعدوُّ اليومَ أكثرُ تراجعًا وضعفًا من أيِّ وقتٍ مضـى، وهو يتلقى الضرباتِ الموجعةَ والقويةَ، وكان منها الضربةُ الموجَّهة لأرامكو والمصنّفةُ بأنها الضربةُ الأكبرُ التي شهدتها الساحةُ العالميةُ منذ أربعين عامًا..
إِنَّ كُـلَّ ما يقومُ به شعبُنا في الدفاعِ عن نفسِه وأرضِه واستقلالِه وحريَّتِه يستندُ فيه إلى الموقفِ الحَقِّ والقضيةِ العادلةِ والمظلومية التي لا مثيلَ لها والمعاناةِ الإنسانيةِ التي يعترفُ بها كُـلُّ العالَمِ.
وإنَّنا في هذه المناسبة نؤكّـدُ على ما يلي:
ندعو شعبَنا العزيزَ إلى الاستمرارِ في تعزيزِ كُـلِّ عواملِ الصمودِ والتعاوُنِ والحِفاظِ على وَحدةِ الصَّفِّ، والحذرِ من مكائدِ الأعداءِ في إثارة المشاكِلِ الداخليةِ تحتَ مختلَفِ العناوينِ.. ونؤكّـدُ على ضرورة الاستمرار في دعم الجبهات بالمال والسلاح والرجال.
نُوَجِّهُ النصحَ لتحالُفِ العدوانِ بالتوقّف عن عدوانهم والاعتبارِ بما قد وصلوا إليه من الفشل الذريع ولدرجةٍ بات من الواضحِ معها لكُلِّ العالَمِ استحالةُ تحقيقِ الأهداف العدوانية وغير المشروعة بكَسْرِ إرادةِ شعبنا والسيطرةِ عليه من جديد.
ومن مصلحةِ تحالُفِ العدوان الاستفادةُ من المبادرة التي قدَّمها رئيسُ المجلس السياسي الأعلى، إذ بوقفِ عدوانِهم وقصفِهم وحصارِهم سيوقف الجيشُ واللجانُ الشعبيّة الضرباتِ التي يوجّهها إلى العُمقِ بالطائرات المسيَّرة والصاروخية.
أمَّا مع استمرارِ القصفِ والحصارِ والعدوان فإِنَّ الضرباتِ الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرًا ستصِلُ إلى عمقِ مناطقهمِ وإلى أَهَــمِّ منشآتِهم الاقتصاديةِ والنفطيةِ والحيويةِ، ولا خطوطَ حمراءَ في هذا السياق.. مع تأكيدِنا على المواطنين في تلك المناطِقِ بأخذِ الحِيطَةِ والحَذَرِ والابتعاد عن تلك المنشآت.
نؤكّـدُ على مواقفِنا الثابتةِ والمَبْدَئِيَّةِ تجاه قضايا أمتِنا المَصيرية والكبرى، وفي مقدمتها القضيةُ الفلسطينيةُ جنبًا إلى جنبٍ مع أحرارِ الأُمَّــةِ في محورِ المقاومة بالتصدِّي للخطر الإسرائيلي ومناهَضة الهيمنة الأمريكية والتصدِّي لِكُلِّ المُؤامراتِ الفِتنويةِ والظالمةِ التي تستهدفُ أبناءَ الأُمَّــةِ الإسْلَامية، حَيْثُ تربُطُنا بهَذَا المِحْوَرِ الأُخوَّةُ الإسْلَاميةُ والقَضَايَا العَادِلَةُ وَالمَوَاقِفُ المُوَحَّدَةُ.
وخِتَامًا نَسْأَلُ اللهَ –تَعَالَى- أَنْ يَرْحَــمَ شُهْدَاءَنا الأبرارَ، وَأَنْ يَشْفِــيَ جَرْحَانا، وَأَنْ يُفَــرِّجَ عن أَسْرَانا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِهِ.. إِنَّـهُ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النصيرُ.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
عبدُالملك بدرالدين الحوثي
21 محرَّم 1441ه
21 سبتمبر 2019م