ثورة الـ21 من سبتمبر قطعت أذرع الوصاية وستعيد لليمن مجدَه وثقلَه المعهودَ أمامَ العالم
وزراء ومسؤولون وأكاديميون ومشايخ في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة:
المسيرة: نوح جلاس
في العيد الخامس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وبعد اتضاحِ كُـلِّ أبعادِ المؤامرة على اليمن، أعلن أحرارُ الشعب اليمني الاستمرارَ في هذه الثورة حتى تحقيق كاملِ أهدافها وتحقيق الحرية والاستقلال.
وفي هذه المناسبة، أجرت صحيفةُ المسيرة لقاءاتٍ سريعةً مع عدد من العلماء والوزراء والمسؤولين والسياسيين والأكاديميين، حولَ ما تميّزت به هذه الثورة، وأهَــمّ الإنجازات التي حقّقتها على طريقِ الحرية واسترجاع السيادة.
وفي هذا الصدد، أكّـد نخبةٌ من العلماء والسياسيين والمشايخ، أنَّ هذه الثورةَ أعادت لليمن أرضاً وشعباً المكانةَ التي يجب أن يكونَ عليها.
كما تطرّقوا إلى جوانبَ من مميزاتِ هذه الثورة عن غيرها، نستعرضها تالياً:
ثورةٌ تحلّت بالمبادئ القرآنية وثارت في وجه طغاةِ العصر:
السيدُ المجاهد العلامة أحمد صلاح الهادي أكّـد أنَّ ’’المبادئَ التي انطلقت منها ثورةُ الحادي والعشرين من سبتمبر هي مبادئُ قرآنية ومبادئُ دينية خالصةٌ للثورة ضدَّ أعداء الله الجبابرة والمتكبرين‘‘.
وقال العلامةُ الهادي في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة: ’’إنَّ الإمامَ الحسين ثارَ في وجه الطاغي يزيد، والإمامُ زيد ثارَ في وجه الطاغي هشام بن عبدالملك، واليوم قيادتُنا القرآنيةُ ثارت في وجه الطغاة والمستكبرين، وما أكثرَهم في هذا العصر‘‘.
وأضاف العلامة الهادي: ’’هذه الثورةُ جابهت جبابرةَ هذا العصر من الأمريكيين والإسرائيليين ومن تحالف معهم‘‘، مؤكّـداً أنها ‘‘جسّدت التسليمَ للقيادة القرآنية المتمثلةَ في الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، والسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي‘‘، متبعاً ‘‘مع التسليمِ يحصلُ النصرُ المبين، ومع التخاذلِ تحصلُ الهزيمةُ‘‘.
وشدّد الهادي على ’’ضرورةِ التسليمِ للقيادة القرآنية؛ لأنها ضرورةٌ ماسَّةٌ ومرتبطةٌ ارتباطاً وثيقاً بالجهاد في سبيل الله تعالى‘‘.
وخاطب العلامة الهادي قوى العدوان قائلاً: “ما عليكم إلا أن تختبئوا في مساكنكم حتى لا يحطمنكم سليمانُ اليمن وجنودُه الأنصار”.
ثورةٌ أزاحت قوى الهيمنة وحُورِبَتْ لاستعادة الوصاية:
بدوره، جدّد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، محمود الجنيد، التأكيدَ على أن ’’ثورةَ الحادي والعشرين من سبتمبر هي ثورةٌ حقيقيةٌ ونابعةٌ من إرادة الشعب اليمني لا شرقيةً ولا غربيةً، وحقّقت الكثيرَ من الانتصارات والإنجازات، منها استعادةُ القرار والسيادة للشعب اليمني‘‘، مضيفاً ’’الجميعُ كان يعرفُ أنَّ وضعَ القرار السياسي في السابق تابعٌ ومرتهنٌ للقوى الخارجية‘‘.
وأشَارَ الجنيد إلى أن ’’تلك القوى الاستكبارية بعد أن فقدت أولئك العملاءَ شنّت عدوانَها على اليمن؛ بهَدفِ استعادةِ الوصاية على البلد، وأنَّ الثورة قطعت تلك الأذرع في أحد أهــمَّ إنجازاتها’’.
وأضاف الجنيد لصحيفة المسيرة: ’’اليوم ونحنُ نخوض هذه المعركة المصيرية في مواجهة العدوان الذي يريد أن ينهبَ اليمن ويهيمن على شعبه، فإن الضرورةَ هي الاستمرارُ في هذه الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها، والتي تعتبر حاجةً للشعب اليمني الذي عانى الكثيرَ جراء تعسفات قوى العدوان، منذُ سنوات عديدة وإلى اليوم‘‘.
وتطرّق الجنيد إلى أن ’’هذه الثورةَ تنطلق من منهجيةٍ وهُويةٍ يمانية دينية أصيلة راسخة في أوساط الشعب اليمني منذُ عقود من الزمن‘‘، لافتاً إلى مبادرة الرئيس المشَّـاط التي أطلقها، أمس الأول؛ لتحقيق السلام، مؤكّـداً أنها ’’تدلُّ على عظمة الشعب اليمني، وحكمةِ الرئيس المشَّـاط، وهي في الوقت نفسه تدلُّ على أننا مع السلام، ونرفض الاستسلام لهذا العدوان الغاشم‘‘.
طموحاتُ الثورة ستعيدُ تمحور اليمن كما يجب:
من جهته، تطرّق وزيرُ الخدمة المدنية والتأمينات، الأستاذ إدريس سعيد الشرجبي، إلى أن ثورة الـ 21 من سبتمبر ’’انطلقت من القيم الثورية القائمة على المبادئ والقيم الدينية والإسلامية وقيم الشعب اليمني الأصيلة ومبادئه في الحرية والعزة والكرامة والاستقلال‘‘.
وأكّـد الوزير الشرجبي في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة أن الـ21 من سبتمبر ’’أعطت الحقَّ للإنسان اليمني بأن يعيشَ في بلده بحرية وكرامة دون أي شكل من أشكال التبعية أَو الوصاية الخارجية‘‘.
وأضاف الشرجبي ’’ومن الطموحاتِ التي تسعى هذه الثورةُ المباركة لتحقيقها، أن تصلَ باليمن أرضاً وإنساناً إلى مصافّ الدول الحرة والمستقلة، وأن نقيم علاقاتٍ نديةً قائمةً على الاحترام المتبادل مع كامل المحيط العربي والإسلامي وكذا الدولي، بعيداً عن النظرة الدونية التي كانت قوى الاستكبار تتعاملُ بها مع اليمن في السابق‘‘.
من جهته، أكّـد وزيرُ الثروة السمكية، محمد الزبيري، أنه وفي العيد الخامس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ما زالت هذه الثورة تجسّد قيمَ التصالح والتسامح، وتدعو خصومَها للمصالَحة والشراكة، وتغليب السلم والمصلحة العامة كما فعلت في اللحظات الأولى لانتصارها قبل خمسة أعوام.
وقال الزبيري في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة: إن ’’المبادرةَ التي طرحها رئيسُ المجلس السياسي الأعلى هي مبادرةٌ إيجابيةٌ جاءت في خضم أحداث رهيبة بعد ضرب مصفاتي أرامكو في بقيق وخريص، والتي أكّـدت أنَّ اليمنَ بات في موضعِ قوة وقدرة أكثرَ من أي وقتٍ مضى‘‘.
وأضاف الزبيري: ’’ندعوهم للسلام، فإن استجابوا فأهلاً، وإن لم يستجيبوا فالمعركةُ مفتوحةٌ، ولدينا كُـلُّ الخيارات، وستظل هذه المعركة حتى الانتصارِ لشعبنا ولمظلوميتنا، والاقتصاص من كُـلِّ الطغاة والمجرمين الذين أسرفوا في قتل الشعب اليمني’’.
وأشَارَ الزبيري إلى أنه وبعد تنامي القدرات اليمنية ’’سيعاد تموضعُ اليمن في الإقليم، وتتمكّنُ من تأكيد وفرض وجودها القوي أمام دول العالم‘‘.
ثورةٌ بدّدت النفوذَ الخارجي وأسّست عملية إصلاح شاملة:
وفي السياق، أكّـدت الدكتورة نجيبة مطهر -نائبُ رئيس جامعة صنعاء لشؤون الدراسات العليا- أنَّ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أسّست طريقاً نحوَ الإصلاح السياسي البعيدِ عن الاملاءات الخارجية.
وقالت نائبُ رئيس جامعة صنعاء في تصريح خاص لصحيفة المسيرة: إنَّ ثورة الـ21 من سبتمبر ’’استطاعت أن تقضيَ على النفوذ الخارجي الذي كان يهيمن على اليمن أرضاً وإنساناً ويهيمن على كُـلّ مقدرات الوطن‘‘.
وأشارت الدكتورة نجيبة مطهر إلى أن ’’الثورةَ حركةٌ شعبيّةٌ تصحيحية دعمت الشراكة الوطنية، وأعادت الأمل بأن يكونَ الحكم في إطار وطني‘‘، مؤكّـدةً أنَّ أبسطَ ما حقّقته تلك الثورة المباركة هو أنها ’’حرّرت اليمنَ من كُـلِّ أشكال التبعية وأعلنت سيادةَ الشعب اليمني‘‘.
من جهته، أكّـد رئيسُ دائرة الدفاع والأمن برئاسة الوزراء، طه السفياني أن ’’ثورةَ الحادي والعشرين من سبتمبر أتت لتصحيح الثورات السابقة‘‘، مُشيراً إلى أن ‘‘نجاحَها ومشروعَها يَكْمُنُ في تبنيها وتجسيدها للقيم والمبادئ القرآنية الإسلامية الخالصة، وتعاملت مع محيطها كما تعاملَ الرسولُ الأعظمُ مع محيطه في ذلك الزمن‘‘.
ولفت السفياني إلى أن ’’هذه الثورةَ لم تأتِ لتنتقمَ كما هو سائرُ الثورات، بل أتت لفتح صفحةٍ جديدةٍ مع خصومها من أول يوم، رغم أنهم حاربوا هذه الثورةَ ونكّلوا بالثوار ورموهم في المعتقلات والزنازين، وهيّأت لخصومها الفرصةَ لأن يعودوا إلى رُشدهم وإلى لُحمتهم الوطنية وإلى مجتمعهم‘‘.
ونوّه السفياني إلى أن ’’قائدَ الثورة -حفظه الله- قادَ الثوارَ في سبتمبر 2014م خطوةً بخطوة ولحظةً بلحظة، وكان يُطلُّ على الشعب اليمني باستمرار؛ ليعطيَ التوجيهات السديدة؛ لضمان نجاح الثورة والتي توجت بانتصار الشعب والاستجابة لمطالبه وقطعت أذرع العمالة والخيانة وكذا يد الوصاية التي كانت تجر اليمن لتبعيتها‘‘.
وأضاف طه السفياني: ’’هذه الثورةُ يتعلّمُ منها الجميعُ ويقتدي بها الجميع، فهي ليست ثورةَ استبدادٍ وظلمٍ وانتقامٍ، بل عدل ومساواة‘‘، مؤكّـداً أنَّ ’’هذه الثورةَ المباركة انتصر فيها الدمُ على السيف، وفيها نهج السيدُ عبدالملك منهاجَ الحسين أمام يزيد ومنهاج زيد أمام هشام بن عبدالملك‘‘، مؤكّـداً أن ’’هذه الثورة جاءت؛ لترفع رأسَ اليمنيين لا لتركعَهم كما فعلت بعضُ الثورات التي سلّمت الشعبَ للأيادي الأجنبية‘‘.
استقلالُ القرار تجسِّده الخياراتُ التي فرضها الشعبُ على قوى الاستكبار:
وفي السياق ذاته، أشار عضوُ مجلس الشورى، طلال عقلان، إلى أن هذه الثورة ’’كانت ثورةَ البسطاء والمستضعفين، ولم تكن هناك أيُّ أيادٍ خارجيةٍ خلال إشعالها وما بعد انتصارها، وهذا ما ميزها‘‘.
ولفت عقلان في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة إلى أنَّ ’’الثوراتِ السابقة كانت تشارك فيها القوى الأجنبية، بينما هذه الثورة قطعت أيادي التدخل الخارجي، وصمدت في وجه العدوان الذي جاء لفرضِ التدخل، واستطاعت الصمودَ في كثير من المحطات، وستنتصر بإذن الله‘‘.
كما أكّـد عقلان أن هذه الثورةَ كعادتها تجسّد قيم التصالح والتسامح، وهي في موقع القوة والسيطرة والثقة الكاملة، متطرقاً إلى مبادرة الرئيس المشَّـاط التي ‘‘أكّـدت صدقَ النوايا الوطنية، وقوةَ وعظمةَ الشعب اليمني، قيادةً ومحكومين‘‘.
ونوّه عقلان إلى أنَّ هذه المبادرةَ “تضع الطرفَ الآخر في زاوية ضَيِّقة، حيثُ لا يستطيع إثباتَ امتلاكه القرارَ والاستجابة الإيجابية لهذه المبادرة التي جاءت من رجل كريم وحكيم”.
وفي السياق، قال عضو مجلس الشورى، خالد المداني، للمسيرة: ’’نحن في معركة الاستقلال مازلنا مستمرين، وكانت نقطةُ 21 سبتمبر إحدى هذه المحطات المهمة جِـدًّا في انتزاع سيادتنا واستقلالنا وحريتنا، نعيشُ اليومَ المرحلةَ الأخيرة من مراحل استعادة الاستقلال والحرية، وما وصل إليه اليمنُ من تطور في قوته من جميع الجوانب إلا أحد مظاهر الحرية والكرامة‘‘.
وأضاف المداني: ’’اليوم يشهدُ العالمُ بأكمله ويقول: إنَّ اليمنَ أصبح قوياً مستقلاً، وبات يوجِّهُ الضرباتِ الموجعة لكل الأعداء الذين ارتكبوا أبشعَ الجرائم بحقه‘‘.
مردفاً بالقول ’’وما تلك الضربات التي توجّـه لقوى العدوان وبتلك الجرأة، إلا دليلٌ على أنَّ القرارَ مستقلٌ والإرادة قوية ومستقلة، وأنَّ القرارَ بيد قيادة الثورة والقيادة السياسية لا بيد الخارج‘‘، مؤكّـداً أن ’’أكبرَ مكسب اكتسبه الشعبُ من ثورة الـ21 من سبتمبر، هو أن الكلَّ يشهد بأن اليمنَ استطاع أن يصلَ إلى مرحلة الحرية والاستقلال على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي‘‘.
القبيلة ومبادئُها الأصيلةُ في ثورة الـ21 من سبتمبر:
من جهته، أكّـد الشيخ ضيف الله رسّام -رئيس مجلس التلاحم القبلي- أنَّ ’’ثورة 21 سبتمبر ثورةٌ يمنية عربية بأصالة قبلية يمنية، جمعت كُـلَّ القيم الحميدة والأخلاق الفاضلة‘‘، مُشيراً إلى أنها “أوجدت لليمن والشعب اليمني الحريةَ والكرامةَ والعزةَ والإباء، وخلصته من الفساد والإفساد والارتهان والخيانة لقوى الطغيان والاستكبار”.
وأضاف الشيخ رسام في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة: ’’مستمرون في الثورة، ونحن قادمون إليهم بعَون الله، وسنطهّر الأرضَ والمقدَّساتِ من دنس الخونة والصهاينة بإذن الله سبحانه وتعالى‘‘.