أحرارُ الشعب اليمني يحتشدون في العاصمة صنعاء احتفاءً بالعيد الخامس لثورة الـ21 من سبتمبر

في تظاهرة كبرى بساحة باب اليمن حضرها عشرات الآلاف من أبناء الشعب بينهم قيادات الدولة:

مفتي الديار اليمنية: لا خيرَ في الارتهان للخارج وكلُّ الخير في وَحدة الصف ومواصلة الثورة في وجه المستكبرين

عضو السياسي الأعلى الحوثي: ماضون في ثورتنا على النهج الجمهوري الديموقراطي الحافِظ سيادةَ اليمن وكرامةَ اليمنيين

 

المسيرة| صنعاء

إحْيَــاءً للذكرى التي أعادت لأبناء الشعب اليمني الحريةَ والإباءَ والاستقلال؛ واحتفاءً بالعيد الخامس للثورة التي قطعت أذرُعَ العمالة والخيانة ومزّقت حبالَ التبعية والوصاية، شهدت العاصمةُ صنعاءُ، أمس السبت، تظاهرة جماهيرية كبرى بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة بمشاركة رسمية وشعبيّة حاشدة.

وخلال التظاهرة التي حضرها عشرات الآلاف من أبناء الشعب اليمني يتقدمهم عدد من قيادات الدولة رفع المشاركون اللافتاتِ المعبِّرةَ عن الحرية والعزة والكرامة والاستقلال بخروج اليمن من عباءة الوصاية والتبعية والارتهان للخارج؛ بفضل دماء الشهداء وتضحيات الأبطال وتكاتف الشعب بمختلف فئاته ومكوناته، مردّدين الهتافات المؤكّـدة على الاستمرار في الثورة حتى تحقيق كُـلّ أهدافها واستعادة السيطرة على كُـلّ شبر في أرض الوطن.

وفيما حملوا العلَمَ اليمني وصورَ قائد الثورة، أكّـد المشاركون أن ثورة الـ 21 من سبتمبر تحطّمت على صخرتها المخطّطاتُ التآمرية على اليمن أرضاً وإنساناً، مشدّدين على أن الشعب اليمني لا يعرف الاستسلامَ مهما كانت قوة المعتدين والمستكبرين، مشيرين إلى أن الاحتفال بـ 21 سبتمبر هو احتفاءٌ بالانعتاق من التبعية والارتهان للخارج.

وجدّدوا تأكيدَهم استمرارَ الصمود والثبات في مواجهة تحالف العدوان حتى تحرير كامل تراب الوطن من الغزاة والمحتلّين.

وفي الفعالية، ألقى مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، كلمةً أكّـد فيها ’’أن اليمن يتسعُ للجميع، ولا خير للمرتزِقة في البقاء في أحضان العدوان بعد أن اتضحت مطامعُه وأهواؤه في استعمار شعبنا‘‘، مُشيراً إلى أن قيادة الثورة تبعثُ الطمأنينة في قلوبها، من قائد الثورة السيد عَبدالملك بدرالدين الحوثي إلى قيادة المجلس السياسي الأعلى على رأسها الرئيس مهدي المشّاط، مضيفاً “رسولُ الله عوّل على شعبنا، وكان شعبُنا بحق مَدَدًا للدين وأنصاراً لله”.

وأشَارَ إلى أهميّة ’’استمرار الوهج الثوري؛ لأَنَّ أمامنا عقباتٍ لا يمكن تخطِّيها إلا بروحية العزة والكرامة والتوكل على الله‘‘، مؤكّـداً على أن ’’الحالة الثورية هي حالة رسول الله التي عبر عنها القُــرْآنُ بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، وبقاؤنا مرتبطٌ بهذه الحالة‘‘، منوّهاً إلى أن ’’ثورة الـ21 سبتمبر كانت عصيةً على الكسر والالتفاف وقد كشفت أطماع العدوان‘‘.

وعلّق مفتي الديار اليمنية على الإدانات الواسعة لاستهداف أرامكو بالقول: “النفاق العالمي لا يمكن الرهانُ عليه لا من قريب ولا من بعيد، وهذا ظهر بعد استهداف شركة أرامكو السعودية وما حصل من إدانات”، مجدّداً التأكيد أنه ’’لا خيرَ في الارتهان لأعداء الله، وكلُّ الخير في وحدة الصف بمواجهة العدوان الغاشم‘‘.

وأضاف “العالم لم يُدِن السعودية رغم الذي لا زالت تقومُ به من جرائمَ وحشية وما يحل بشعبنا من كوارثَ وفظائعَ‘‘، متسائلاً: “بأي وجه سوف يقابل العالم المنافق الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وهو يسكت عن الجرائم بحق المستضعفين؟!‘‘.

كما ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، كلمة أكّـد فيها أن ’’ثورة 21 سبتمبر كانت بدايةَ الطريق نحو ثورات تصحيحية ثقافية وفكرية واجتماعية‘‘، مجدّداً التأكيدَ على أن شعبنا يرفض الخنوعَ والاستكبار والعنجهية.

وأشَارَ الحوثي إلى أن ’’اليمن قبل هذه الثورة كان يعاني الكثيرَ من المشاكل، فقد ثار الشعب من أجل الحق والعدالة وما زال ثائراً، وهو وقودُ هذه الثورة بعد أن أشعلها‘‘.

وأضاف “ثورتنا لن تخضعَ ولن تقبل بالذل، وهي أتت تحملُ العزة والحرية‘‘، محذراً دولَ العدوان من رفض مبادرة الرئيس المشّاط، مؤكّـداً أننا لن نُقَدِّمَ رقابنا لقوى الاستكبار”، مستطرداً “لسنا بحاجة لاعتراف دول العدوان بقوتنا، ويكفينا معرفةُ شعبنا بقوتنا التي تستطيع أن تردعَ العدوان فنحن نحمل العزيمة والقرار وبإمْكَاننا أن نضرب أي مكان، وتطور القدرات العسكرية مستمر”.

وأكّـد أن” سياستَنا واضحة ومكشوفة ولا نرسل رسائل غامضة، إن سالمنا سالمنا بصدق، وإن حاربنا حاربنا بصدق؛ لأَنَّنا لا نرهَبُ إلا الله”، مؤكّـداً ’’أن النظام الجمهوري هو النظام القائم والمستمر في اليمن، والنهج الديمقراطي هو النهج الذي نطمح إليه‘‘، لافتاً إلى “أننا الآن في وضع استثنائي بحاجة للحفاظ فيه على وعينا الثوري وتفاعلنا الثوري”.

كما أكّـد الحوثي ’’أن العدوان بكل ما يملك يريد أن يحيك المؤامرة تلوَ المؤامرة، ويجب أن تتحد صفوفُ الشعب اليمني في مواجهة العدوان‘‘، داعياً محافظي المحافظات ’’إلى تشكيل لجان لحل القضايا الثأرية، وللقيام بصلح عام يوحد صفوف الشعب اليمني‘‘، مُضيفاً “نحن نحمل مشروع اليمن الواحد الذي يؤمن بالآخرين‘‘.

بدوره، ألقى القائمُ بأعمال أمين عام حزب البعث العربي الأُستاذ محمد الزبيري كلمةَ الأحزاب السياسية المناهِضة للعدوان والتي أكّـد فيها أن ثورة الـ21 سبتمبر هي ثورةٌ محقة مستجيبةٌ لرغبة الشعب، مُشيراً إلى تمكّن الثورة من حشد الطاقات في مواجهة أعداء الأمة.

ولفت الزبيري إلى ما يحصل في المحافظات الجنوبية من أعمال تخريبية مدانة هادفة إلى تقسيم اليمن وتمزيقه، مشيداً بمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار.

وأكّـد أن الرؤية الوطنية لبناء الدولة والالتفاف حولها هي الحامل الطبيعي للمشروع الوطني.

من جانبها، أكّـدت كلمة حكومة الإنقاذ التي ألقاها الأُستاذ محمود الجنيد -نائب رئيس الوزراء- أن الثورة استعادت صوتَ الشعب وقراره وإرادته وشكّلت الضمير الاجتماعي واستنهضت ما خمل من الإباء، لافتاً إلى تبنّي الثورة أهداف الشعب العظيم في التحرّر من الوصاية وتجسيدها قدرة الشعب في استعادة قراره السياسي.

وأشَارَ إلى الإنجازات التي حقّقتها الثورةُ رغم ما تواجهه من تحدياتٍ كبيرة على رأسها العدوان الظالم والاختلالات في مرافق الدولة طيلة العقود السابقة، مؤكّـداً أن الصناعاتِ العسكرية والصاروخية حولت موازين القوى العسكرية لصالح اليمن، وها هي الانتصارات تتحقّق في مختلف الجبهات.

وأضاف الجنيد: “اليمنيون اليوم يتجهون من خلال الرؤية الوطنية لبناء دولتهم وتمكين المواطن اليمني من استغلال ثروته”، مبيناً أن ثورة 21 سبتمبر لم تقم على غايات سلطوية بل على أسس تحرير الشعب والوطن من هيمنة الاستكبار.

وقال: “الثورة التي تستند إلى قيادة قرآنية حكيمة، وشعب يستند إلى خالقه، لا يمكن إفراغ أبنائه من أهدافهم وقضيتهم”، مجدّداً تأكيد حكومة الإنقاذ على الاستمرار في الثورة حتى تحقيق الانتصار، ومؤكّـداً أن مبادرة الرئيس المشّاط رسالة سلام يجب على العدوان الاستفادة منها.

هذا وتخلل الفعاليةَ الكبرى قصيدةٌ لشاعر الثورة معاذ الجنيد ولوحةٌ فنية من الفلكلور الشعبي لفِرقة 21 سبتمبر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com