الغارديان: بريطانيا وراءَ المذابح في اليمن
دعت وسائل الإعلام والسياسيين إلى رفع الأصوات المعارِضة للحرب:
المسيرة: ترجمة
في ظل استمرار الانتقادات في وسائل الاعلام في بريطانيا على خلفية قيام الحكومة البريطانية بأدوار بارزةٍ ومباشِرة في العدوان على اليمن، أكّـدت صحيفة “الغارديان” أن بريطانيا تقفُ مباشرةً وراء الجرائم والمذابح المرتكبة في اليمن.
وأكّـدت الصحيفة في تقرير بعنوان “بريطانيا وراء المذابح في اليمن” للكاتب لديها “ديفيد ويرنغ” المتخصِّص في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط، أن ‘‘الطائرات والقنابل البريطانية تسبّبت في عمليات القتل باليمن’’، مشددة على ضرورة قيام ‘‘السياسيين ووسائل الإعلام برفع أصواتهم بالمعارضة’’.
وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى أن ’’هذه القصص ليست أخباراً تُعَدُّ بالمفاجِئة، لكن عندما تقدم حكومتنا دعماً حاسماً لحملة القتل العشوائي في اليمن التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الناس، ويتم التعامل مع ذلك كشيء هامشي في سياستنا بدلاً عن أن تعد فضيحة وطنية، فمن الواضح أن شيئاً ما يسير بطريقة خاطئة وبشكل سيء‘‘، في إشارة إلى الدور المفضوح للحكومة البريطانية في العدوان على اليمن.
وأوردت “الغارديان” في تقريرها ’’أن تقريراً لخبراء الأمم المتحدة حذر الأسبوع الماضي من أن بريطانيا يمكن أن تكون متواطئة في جرائم الحرب من خلال تسليحها للتحالف الذي تقوده السعودية والذي يشن حرباً شاملة على اليمن‘‘، منوّهةً إلى أن هذا ’’التقرير هو الأحدث في سلسلة طويلة من تقارير الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الأكثر احتراماً في العالم التي توثّق نمطاً ثابتاً من الانتهاكات‘‘.
وأكّـدت الصحيفة أن التقرير صنف بريطانيا ’’ضمن الجهات المشاركة في ارتكاب انتهاكات القانون الدولي‘‘، في إشارة إلى مساندة لندن لتحالف العدوان على اليمن ومشاركتها المباشرة بالسلاح والمقاتلين، كما أعلن جيشنا ولجاننا، مضيفةً ’’وقد توفي حوالي 100 ألف شخص؛ بسبب الحرب والحصار الذي فرضه التحالف السعودي الإماراتي، والذي هو السبب الرئيسي لأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ما دفع الملايين إلى شفا المجاعة‘‘.
وأضافت الجارديان: ’’القصف الجوي السعودي -الذي غالباً ما يكون عشوائياً- هو المسؤول عن معظم القتلى المدنيين، وهذا القصف يعتمد اعتماداً كلياً على الدعم البريطاني والأمريكي‘‘.
وبناءً على هذا قالت الصحيفة البريطانية ’’إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تزودان التحالف بالقنابل وتدربان الطيارين وتوفران قطع الغيار والصيانة التي تبقي الطائرات قادرة على التحليق‘‘، متطرقةً إلى أن ’’الحصار على اليمن خلق المجاعة تُستخدم كتكتيك حرب‘‘, مستنكرةً التواطؤَ البريطاني في هذا الجانب أيضاً.
ونوّهت الصحيفة إلى أن ’’هذا الوضع الذي لا يمكن الدفاع عنه استمر لفترة طويلة؛ لأنه لم يُلاقِ مستوىً من الاهتمام السياسي يتناسب مع حجم الكارثة‘‘، في إشارة إلى حجم التواطؤ الدولي الممنهج الذي وفر الغطاء الإعلامي والسياسي لتحالف العدوان؛ كي يستمر في جرائمه المروعة بحق اليمنيين، مضيفة بالقول: ’’إن حكومتنا هي المسؤولة عن سياساتها الخَاصَّة، لكن الفشل في ممارسة الضغط الكافي عليها لإنهاء تلك السياسات هو أمر نحن مسؤولون عنه‘‘.
وتابعت الصحيفة: في الواقع، تم بيع معظم الطائرات البريطانية الصنع للسعوديين والتي تشارك في الحرب على اليمن‘‘، مؤكّـدةً أن ’’المعارضة الرسمية لم تقم بالدور اللازم، مقارنة مع عمق التواطؤ البريطاني في معاناة شعب ذلك البلد‘‘.
وعبّرت الصحيفة عن أسفها لتعاظم التواطؤ البريطاني في قتل الأبرياء في العراق واليمن وأفغانستان، مشيرة إلى أن هذا التواطؤ يأتي ضمن مخطّط مرسوم‘‘، مضيفةً ’’بالنسبة لدولة تتحدث باستمرار عن مكانتها في العالم، فإن الكثير من الثقافة السياسية لبريطانيا تظلُّ ضيّقة بشكل كبير وتستوعبُ نفسَها بنفسها وتتسمُ بالوقوع بشكل ملحوظ في مسؤولية التكاليف الإنسانية الضخمة لسلوكها في الجنوب العالمي‘‘، في إشارة إلى تكذيب الشعارات الزائفة التي تتبناها لندن في وسائل الاعلام.
كما أشارت الصحيفةُ في ختام تقريرها إلى أن ’’ثلثَي الجمهور يعارضون مبيعات الأسلحة إلى الرياض، بما في ذلك نصف الناخبين المحافظين وهناك إمْكَانات هائلة للمجتمع المدني والطبقة السياسية لإعطاء صوت وقوة لهذه الآراء‘‘، مؤكّـدةً في الوقت نفسه أن السياسة الخارجية للحكومة البريطانية لا يمكن أن تتغير في ظل شراكتها الراسخة مع الولايات المتحدة في كُـلّ الحروب التي تُشَنُّ في الشرق الأوسط.