أبو حرب الملصي أُسطورةٌ يمنية
محمد إبراهيم الجنداري
كنا نسمعُ قديماً عن أساطيرَ كثيرةً وعن قادة حروب مُرعبين، ولكن أغلبها كانت مجرد قصص خيالية من نسج خيال الكاتب.
لم نشاهد أحداً من أولئك الأبطال على أرض الواقع.
ولكن أتى اليوم الذي نرى فيه أسطورةً يمنيةً تشكّلت فيها كُـلُّ معالم الرجولة والقوة والشموخ، أسطورة لم يمتلكها أيُّ مقاتل في العالم.
إنه الشهيد المجاهد / حسن الملصي “أبو حرب”.. هذا القائد الشجاع والمُلهم الذي تمكن بإخلاصه وببأسه من جذب قلوب الملايين من اليمنيين، ولكن جذبها نحو الجهاد، نحو معرفة الله، نحو مواجهة أعداء الله.
في ذكرى استشهاده، نتذكر هذا المقاتل المتميز ببساطته، بنشاطه، بعزيمته، بإرادته، بقوته، بإخلاصه، بصدقه، بصلابته، بشهامته، تمكن من نشر هدى الله بتلك الطريقة البسيطة والقريبة من كُـلّ الناس، وباللهجة العامية التي لا تمل منها مهما طالت.
كان صاحب الصولة والجولة في نجران.. تحَرّك عندما رأى ذلك اليمني الذي قصف الطيران منزله وقتل جميع أفراد أسرته، وظهر من أمام ركام المنزل قائلاً: من عيوني يا سعودية!!
ثم رد عليه أبو حرب من داخل نجران بعد إحراق موقعٍ لجيش العدوّ السعودي بقوله: أقول لليمني الحُر الذي قال من عيوني يا سعودية، أن إحنا اليوم قلعنا عين من عيون السعودية وماضيين نقلع العين الثانية.
“أبو حرب” بندقيته شَهدت لها كُـلّ الجبهات، وبطولاته وثقتها كُـلّ العدسات.
كُـلّ ثائر في الأرض جعل من حسن الملصي قدوةً له، حتى الأطفال عندما يلعبون، يرددون هتافاته.
وضع بصمتَه الحربية في كُـلّ مكان، وعند كُـلّ الناس.. وستظل إلى آخر الزمان.
أصبح “أبو حرب” مدرسةً عسكريةً إيمانيةً متكاملةً، تخرّج منها الآلاف من المجاهدين العظماء الذين ما زالوا ينكلون بالعدوّ حتى اليوم، وما زال صدى المعارك الذي يتردد في مسامع العدوّ حتى اللحظة..!