الثورة ثورتُكم فلا تتركوها تَذْبُلْ
علي حمود الأهنومي
كان اليمنُ يعيش في أزمة اقتصاديةٍ وسياسيةٍ ودينية خلقية، فرض عليهم هذه الحالةَ النظامُ والشلّةُ الحاكمة، طبعاً بأوامرَ خارجيةٍ يهوديةٍ بالتحديد؛ لكي يصرفوا نظرَه عن المسؤوليات التي من شأنها أن تجعل منه دولةً يحترمُها الكثيرُ في أرجاء المعمورة، وينسوه قضايا أمته المصيرية.
توالت الأحداث، ومرّت الأيام، واليمن من حالٍ إلى حال، إلى أن جاء السيد حسين الذي فهم اليهود مشروعه، واستشعروا خطورته قبل أن نعرفَ نحن قيمتَه، فقدّم منهجاً واضحاً وبسيطاً بلغةٍ يفهمُها المثقف والعاميُّ، كُلٌّ حسبَ وعيه وإدراكه، فلم يعجب الزعماء والأمراء، لمعرفتهم يقيناً أن في مشروعه نهايتهم، واستعبادهم لأبناء اليمن؛ لذلك شنّوا حروباً عليه وعلى أصحابه، وإنْ استشهد الحسين، فعينُه مفقود، ومثلُه في القلوب موجود.
أتت ثورةُ 2011م باستبشار عامّة الشعب، وتلهفهم لبناء دولة جديدة، فنجحت في بدايتها، لكنّ الذئاب “بشمسهم وخيلِهم وسيفهم” التفوا على الثورة و”أفسدوها”، وأبرموا لهذا الشعب أمرَ شرٍ، وخططوا لما هو أفظع من “الثعابين” الأولى (ما يقيد اللهُ إلا وحوشاً).
ثم جاءت المبادرة الخليجية، وسُلّمت السلطةُ إلى أيادي “آمنة”، فأَمّنوا مصالحَهم على حساب المواطن وأَمِنَوا جانبه وزادوا من الأسعار، الأمرُ الذي لم يقبل به اليمنيون الأحرارُ ومن خلفهم قائدهم، فكانت هذه شرارة ثورة 21 سبتمبر 2014م والذي توفّر لها ما لم يتوفّرْ لسابقاتها، من أمة واعية، ومنهج واضح، وقيادة حكيمة، وتحقق لهذه الثورة نصرُها، عند ذلك بدأ الناسُ يتمايزون، وكُلٌّ ذهب إلى أصله وهُويته.
لم تمهل السعوديةُ اليمنيين لإكمال فرحتهم، ولم تتحْ لهم التفاهمَ فيما بينهم، حيثُ أعلنت الحربَ على “المجوس” وقتلتهم في “مساجدهم” بأداتها التكفيرية المعروفة وهم يصلون لـ “النار”، وهرب من هرب من المنافقين، وبقي من بقي، أهمُّ شيءٍ أنَّ “العَلَمَ الإيراني” المزعوم لا زال (مرفوعاً فوق جبال مران) هكذا هو ديدنُهم مُذاك وحتى بعد 5 عجاف طاحنة يجابههم فيها اليمني “وحدَه” رافعاً عَلَمَه وشعارَه.
ما أريد قوله، أنَّ هذه الثورة لم تأتِ فجأةً ونكرةً، بل هي ثورة بوعي تراكَمَ عند الشعب اليمني منذُ عشرات السنين، فكانت كعصا موسى لبني إسرائيل، وسفينة نوح لقومه، وما يدُلُّ على مصداقيتها ما تواجِهُه اليوم من فراعنة العصر، وإجماع اليهود والمنافقين عليها.
إذن الثورةُ ثورتُكم أيها اليمنيون الأحرارُ، والأرضُ أرضُكم، فاسقوا هذه الشجرة ولا تتركوها تَذْبُلْ.