سبتمبر الحرية والاستقلال 2_2

مرتضى الجرموزي

 

حتّمت تلك الأحداث واستجابةً للواجب الديني والوطني للقوى الثورية ممثلةً بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وكذا القوى والوطنية والسياسية وجماهير الثورة أن وثبت؛ لتدافعَ عن نفسها وتحقن دماءها وتصون أعراضها، وهبّ المجاهدون الأحرار من الجيش واللجان إلى جانبهم المتطوعون من الثوار، ورفعوا السلاح في وجه حكومة قابلت مطالبهم بالنار والبارود.

وكما هي العادة في كُـلّ زمان ومكان أن ينتصر الحقُّ على الباطل، فسرعانَ ما تساقطت أرواقُ الخارج والمتمثلة بالحكومة وبكامل النظام، ومن التصعيد العسكري من قبل الحكومة كان على الأحرار والثوار أَن يقابلوا التصعيدَ بالتصعيد، فأطاح تصعيدُ الثوار بالحكومة وهرب من هرب بالزي النسائي إلى خارج اليمن، وكانت الوجهة لجلِّ الهاربين إلى السعودية، التي أشرفت إشرافاً مباشراً على قتل المتظاهرين وخلخلة الاستقرار وإقلاق الأمن والسكينة وتحريض مشايخ القبائل والقادة العسكريين والسياسيين على قمع الثوار.

وبما أن الله لا يصلح عمل المفسدين، وأن كيد الشيطان كان ضعيفاً، فقد بَطُلَ عملُهم وتاهت خططُهم، وتبعثرت أوراقُهم؛ لتغادر سفاراتِ وقنصليات العاصمة صنعاء؛ هروباً من خطر لم يهددهم بتاتاً، ولو لزموا سفاراتهم لما مسَّهم أيُّ سوء، ولكن هي إرادة الله بأنَّ لكل ظالم نهايةً يختارُها بيده.

هنا أعلن نجاح ثورة 21 سبتمبر، وفي غضون أيام قليلة تمَّ الاتّفاق على تشكيل حكومة إنقاذ وطني، بين مكون أنصار الله وقوى الثورة من جهة، وبين هادي وأحزاب أُخرى من جهة ثانية، فلم يرق لأعداء اليمن هذا الاتّفاق، وسرعان ما تداعت الأدوات للهرب وبحجج واهية، لتقدِّم الحكومةُ استقالتَها، وسارعوا وفق سيناريو رُسم في الرياض وواشنطن؛ بهدف إغراق اليمن في الفوضى الخلاقة إلى الهروب؛ ليُعلن أنّ صنعاءَ عاصمةٌ محتلة.

أي غباء هذا الذي يعيشه العالم وأحذيته في اليمن والخليج، وأي احتلال هذا وأيّ محتلّ يحتلّ بلاده الذي نشأ فيها وسكن وترعرع وأكل من خيراتها لعشرات السنيين، إنه غباء العمالة والارتهان للريالات السعودية النجسة، التي كان لها الدور الفعال في امتهان اليمن منذُ تأسيس النظام السعودي لأسرة آل سعود التي أثخنت اليمن بالجراح منذُ قيامها؛ تسلطاً وجوراً على جيرانها.

وبعد أن تأكّـد لقوى الخارج سقوط أوراقها وتمزق أحذيتها في اليمن، حيثُ كان يُعتبر هادي آخرَ أدوات أمريكا وربيبتها في السعودية، أوعزت إليه بالهروب إلينا حافياً بزيك النسائي، فقد سبقتك زوجةُ السفير.

ومع تكاتف قوى الثورة وتفكك قوى الخيانة والهروب إلى السعودية وغيرها، ومع ما يقارب خمسة أعوام من الحرب والدفاع، كنّا بالأمس لا شيء، وها نحن اليومَ أصبحنا -بفضل الله- كُـلَّ شيء، مُرّغت أنوفُ الأعداء ومرتزِقتهم، الذين آثروا الارتماءَ في أحضان المنافقين على البقاء بشموخٍ في وطنهم مع إخوتهم وأبناء جلدتهم، فالتحقوا بجنود الشيطان في مواجهة جند الله الذين كتبَ اللهُ النصرَ لهم وعلى أيديهم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com