هكذا تكون الحرية
شرف حسن الأهنومي
شعبٌ ينبض حرية من رأسه إلى أخمص قدميه، لا يقبل المساس والتنازلات عن دينه وعرضه ولا التطبيع والهرولة والانجرار وراءَ التحالفات المحاربة لحرية الشعوب واستقلالها.
هذه هي جماهير صنعاء، إضافةً إلى المدن الأُخرى والقرى خرجت؛ لتعلن للملأ أجمع أننا في ذكرى ثورتنا ماضين وسائرين لا رجعة، ماضين قدماً نحو عبق الحرية والاستقلال ولو بلغ بنا ما بلغ، وإن ثورتنا تبقى وستبقى خالدة، لسان حالها ونبض ضميرها وصفا ظاهرها تقول لمن يحلم بمصادرة حريتا وتحَرّكنا: “كفى حلماً”.
خرج شعبنا رغم المعاناة والحصار وتردي الأوضاع المعيشية، وهو فخورٌ بذلك غير آبه للمعاناة، الآن شعبنا العظيم يدرك بوعي وبصيرة أن لا سبيل إلى النصر الأبدي إلّا المرور بتلك المآسي والتضحيات البسيطة مقارنة بالكبيرة إن دنسَ المحتلُّ البلادَ.
إنَّ خروجَ شعبنا المشرف في ذكرى ثورته المستمرة، التي لا يريدها ولا يهواها المحايدون، وكذا من ارتمى في كنف الأحزاب المتحالفة لحربنا وحصارنا.
أكبر نعمة علينا هي أننا ضدَّ الذين لا يرقبون في مؤمن “إلاً ولا ذمة” نقاوم جبروتهم المتكالب علينا منذ خمسة سنوات، أضف إلى تلك النعمة أننا متوحدون متماسكون رغم المؤامرات الماكرة لتفرقنا وتشتيتنا، أوَليست هذه نعمةً كبيرةً يجب أن نحمدها ونشكرها دوماً، ونستمر لرفد الجبهات عزماً.