ما بين حمق السعودية وذل إسرائيل
أمل المطهر
الهواجس الإسرائيلية من استهداف منشآت أرامكو مقال للدكتور مصطفى اللداوي.
طرح فيه حالةَ التوجس والرعب الذي وصل إليه الإسرائيليون من ضربات الطيران المسيّر اليمني، خَاصَّة الضربة الأخيرة التي استهدفت فيها شركة أرامكو ومصفاة بقيق.
ووضح الدكتور مصطفى كيف أصبح الإسرائيليون يبحثون ويجتمعون مع الخبراء والمختصين في مجال الدفاع الجوي؛ للوقوف على طبيعة الهجوم وطريقته ودراسة تفاصيله وكيفيته.
أصحابُ التفكير السطحي والعقول المتبلدة سيسألون كعادتهم، ما علاقة إسرائيل بقصف شركة أرامكو ولماذا تصاب هي بالرعب؟
بالطبع إن كُـلَّ ما يجري منذ بداية هذا العدوان يخدمنا، وأحيانا كثيرة على يد أعدائنا، فها هي إسرائيل وأمريكا تظهران إلى العلن كعدو وجهة أَسَاسية مشاركة في العدوان على اليمن، بعد أن كانتا تفضلان التواري خلف الستار وبالأخص إسرائيل.
لكن يبدو أن تسارعَ الأحداث وَالتطور الكبير والسريع للقوة الصاروخية والطيران المسيّر والتصنيع الحربي اليمني، دفع بها إلى الظهور بدون ساتر، وإبداء قلقها وامتعاضها من كُـلِ ما يجري في اليمن.
وذلك القلقُ والرعب من قبل الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي ليس -كما يظنه ويفسره بعضُ الحمقى في السعودية والإمارات- خوفاً عليهم وحرصاً على أمنهم، فالحمقى لم يفهموا حتى اللحظة بأنهم في نظر الإسرائيلي والأمريكي لا يساوون ربطةَ حذاء مستوطن إسرائيلي أَو كلب مدلل أمريكي، كُـلُّ ما في الأمر -كما وضح الدكتور مصطفى في مقاله- أنَّ بطارياتِ الباتريوت والتي يمتلكون منها الكثيرَ وعجزت عن إيقاف تلك الطائرات، جعلتهم يفكرون جيَدًا ويخافون من تكرار هذا السيناريو على أهداف داخل كيانهم، مما خلط عليهم الأوراق وقلب الطاولة وجعلهم يعيدون دراسةَ خطواتهم القادمة بشكل أكثر دقة وحذر.
أما بالنسبة للسعودية والإمارات وأمنهما واستقرارهما فهذا آخرُ ما قد يفكرون به، أَو يتحَرّكون لأجله، فقد ينزعجون ويغضبون؛ بسبب النفط الذي تحرقه الطائراتُ المسيّرة والشركات الأمريكية التي تقصفها فقط، أما غير ذلك فغيرُ وارد ولتذهب السعوديةُ وملوكُها إلى الجحيم، المهم أن تبقى إسرائيل وأمريكا في أمان.
وقد أصبحت هذه الحقيقة واضحةً ومكشوفةً مؤخّراً بشكل كبير، لكن ملوك الرمال والزجاج ما زالوا يأملون في أن نجاتهم من مأزقهم سيكون بيد أسيادهم وقد ضيعوا فرصةً كبيرة أُعطيت لهم على شكل مبادرة سلام، لكنهم بكل حمق فوتوا فرصةَ إخراجهم من عنق الزجاجة الذي حشروا أنفسهم فيها، وها هم ينتظرون مفاجآتِ الطائرات اليمنية بعد هذه الخطوة الحمقاء.
عدوٌّ أحمق، وعدو ذليل، كلاهما له نفس الأهداف والرؤية والمنهجية والنفسية، لكن الفرق هنا أنَّ الذليلَ يراجعُ نفسه مئات المرات قبل أن يرمي نفسه في الجحيم، أما الأحمق فهو من يسير بقدمه إلى حتفه بدون توقفٍ، والقادم سينبئنا عما سيحدث لعدونا الأحمق؛ كي نتفرغَ بعدها لمواجهة الذليل.