مبادرةُ سلامٍ يمنية قوبلت بجرائمَ وحشيةٍ سعودية
نوال أحمد
عشيةَ الاحتفال بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، القيادةُ السياسية في صنعاء كانت قد أطلقت مُبادرة سلام، أعلنها سيادة الرئيس المشير مهدي المشّاط في خطابه الذي ألقاه بمناسبة إحياء الثورة، والتي نصّت على توقف كامل للعمليات العسكرية اليمنية على كُـلّ الأهداف السعودية، مُقابلَ توقف الغارات العدوانية السعودية الإماراتية الأمريكية التي تقتل الشعبَ اليمني وتدمّر أرضَه وكافَّةَ بُناه التحتية.
الرئيس المشّاط وخلال خطابه، أكّـد أنَّ السلامَ لن يكون من طرف واحد، وعلى السعودية أن توقف عدوانها الظالم وأن ترفع حصارها عن الشعب اليمني المظلوم، حيثُ على مدار الخمسة أعوام والشعب اليمني يُعاني الأمرين، ويُقتل مظلوماً من دون ذنب، إما قصفاً بالغارات العدوانية السعودية، أَو جوعاً ومرضاً جراءَ الحصار الخانق على كُـلّ المنافذ اليمنية..
المبادرة جاءت من مصدر قوةٍ لا ضعف، وما حصل في بقيق وخريص كان خيرَ دليل وشاهد على ذلك، القيادتان الثورية والسياسية مدّت يدها للسلام، وأتى ذلك من باب إلقاء الحجة على العالم المنافق الذي يدّعي السلامَ ويتغنى بالسلام، وهم يمارسون كُـلَّ أنواع الإرهاب بحق الشعب اليمني.
وفي تبيين للمحجة أمام كُـلّ الأشهاد، قياداتنا ترسل الرسائلَ للعالم، فحواها أننا رجالُ سلم وسلام لا استسلام، وها نحن نبادر بالسلام، وندعو لإحلال السلام لا خوفاً ولا ضعفاً ولا استسلاماً؛ وإنما بغيةً لحقن الدماء وتجنيب البلدان تداعيات الصراع، وما سيترتب عليه من آثار كارثية بكلا البلدين.
كانت الرسالةُ واضحةً وصريحةً بأننا لن نتركَ الشعبَ اليمنيَّ يتوجع بمفرده، وإن لم ينتهز النظامُ السعودي هذه الفرصةَ ويوقف عدوانه، فهو الخاسر وسنجعله يندم لكن بعد أن يتذوق الهزيمة ويصيبه الوجعُ والألمُ من ضربات يمانية، تكون -بإذن الله- أقوى وأكبرَ من التي قد أصابته.
ولكن لأن قيادات الأنصار ورجال اليمن الأحرار، يواجهون بشرفٍ عدواً بلا شرف وبلا أخلاق، عدواً لا يحمل ديناً ولا إنسانية، ها هو يزيدُ من إجرامه ويصعّد من عدوانه بحق المدنيين الأبرياء منذُ اليوم الثاني لإعلان المبادرة اليمنية، في استخفاف منه بالقوانين الدولية والاستهانة بالدم اليمني، فالعدوان السعودي أمام مرأى ومسمع العالم يتعمد قتلَ النساء والأطفال ويرتكب المزيدَ من الجرائم والمجازر الوحشية واللاإنسانية بحق أبناء الشعب اليمني، الذي استرخص العالمُ دماءه أمام النفط السعودي.
ولكن أمام هذا التعنت والإجرام وبعد استخفاف النظام السعودي بكلام الرجال وبعد تحذير قائد الثورة له بأن ما بعد المبادرة لا خطوطَ حمراء، فلينتظر الردَّ القاسي والمؤلم، وعلى العالم المنافق أن يخرسَ أمام الرد اليماني المرعب؛ لأنه سيكون رداً مزلزلاً لدول العدوان ورداً يكون رادعاً وكبيراً بحجم كُـلِّ هذه الدماء التي سفكت ظلماً وعدواناً، والعالمُ يتفرج..
لا تستعجلوا فحقُّ الرد محفوظٌ، ولدينا من قوة الله ما يمكّننا من هزيمتكم، ومن قوة وبأس الرجال ما يشفي قلوبَ كُـلّ المظلومين، وليس الله بغافلٍ عما يعمل الظالمون.. وغداً سوف تندمون، وإن غدا لناظره قريب.