القواتُ المسلحة تكشفُ تفاصيلَ عملية “الشهيد أبو عبدالله حيدر” في نجران
خلال مؤتمر صحفي تضمّن مشاهدَ وثّقت أسر الآلاف من عناصر العدوّ بينهم جنود سعوديون
المسيرة | متابعات
كشف ناطقُ القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أمس الأحد، تفاصيلَ المرحلة الأولى من عملية “نصر من الله” الكبرى التي تم تنفيذُها في محور نجران، والتي أعلن عنها، أمس الأول، وتعتبرُ أكبرَ عملية عسكرية يمنية منذ بدء العدوان، موضحاً أن هذه المرحلة تم خلالها تنفيذُ أكبر عملية استدراج للعدوّ، أسفرت عن أسر أكثر من 2000 فرد من عناصره بينهم سعوديون، وأُرفقت تلك التفاصيل بمشاهِدَ مصورة وثقت مجريات هذه المرحلة، بما في ذلك لحظات استهداف جنود وآليات العدوان، وحصارهم، ولحظات استسلام المئات منهم على طول وعرض المساحة التي دارت فيها عملية الاستدراج.
عمليةُ الشهيد “أبو عَبدالله حيدر”
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، أمس، كشف سريع أن عملية “الشهيد أبو عبدِالله حيدر” هي المرحلة الأولى لعملية “نصرٌ من الله” التي انطلقت في الخامس والعشرين من أغسطُس الفائت.
وأضاف: “تعتبر هذه العملية من أبرز العمليات العسكرية الواسعة التي نفّذتها قواتُنا بكفاءة واقتدار خلال معركة التصدي للعدوان الغاشم على بلادنا، كما إنها أكبر عملية استدراج لقوات العدوّ والمخدوعين المغرّر بهم منذ بدء العدوان” مؤكّـداً أن “عنصر المباغتة للعدوّ كان من أَهَـمِّ الإنجازات للتفوق على العدوّ واستخباراته”.
وأوضح متحدث القوات المسلحة أنه “سبق العملية، رصدٌ دقيق واستطلاعٌ ومتابعة لمدة ثلاثة أشهر حتى الانقضاض على قوات العدوّ بعد استدراجها إلى الكمائن والمصائد المناسبة” منوّهاً إلى “الدور الذي اضطلعت به عناصرُ وطنية متعاونة من داخل صفوف قوات العدوّ والمخدوعين”.
الاستدراجُ.. الحصار.. ثم الهجوم
وحول مجريات العملية على البر، أوضح العميد سريع أن “وحداتٍ متخصصةً من قواتنا البرية المتقدمة بدأت بتطويق مجاميعَ كبيرةٍ من قوات العدوّ في محور نجرانَ بعد تقدُّمِها وبأعداد كبيرة إلى الكمائن والمصائد بحسب الخطة المرسومة، إضَافَـةً إلى السماح لأعداد إضافية بالدخول إلى المصيدة ضمن عملية تعزيز قواته للهجوم على قواتنا”.
وأضاف سريع أن “تشكيلاتٍ عسكريةً متخصصة تولت مهمةَ قطع خطوط إمداد (الخطوط الخلفية) العدوّ من مسارين مختلفين، بعد ذلك أحكمت قواتنا المتقدمة الحصارَ على تلك القوات من الجهات الأربع، لتبدأ وحداتٌ من المشاة والدروع والهندسة والمدفعية من قلب الجبهة بشن عملية هجومية واسعة”.
وأكّـد أن من أبرز نتائج العملية خلال ساعاتها الأولى، محاصَرةَ مجاميع مختلفة من قوات العدوّ ومهاجمة مواقعَ عسكرية محصّنة، مُشيراً إلى أن العملية خلال يومها الأول أَدَّت إلى وقوعِ خسائرَ كبيرةٍ في صفوف قوات العدوّ واغتنام أسلحة، إضَافَـةً إلى استسلام المئات من المخدوعين.
كما أكّـد أَيْـضاً أنه “شاركت بالعملية العسكرية الواسعة والنوعية وحداتٌ مختلفةٌ من القوات المسلحة ضمن استراتيجية تكامل القوى بين مختلف الوحدات العسكرية العاملة في مسارات متوازية وبمهامٍ متعددة ضمن مراحل العملية بعد أن وصلت قواتُ الاستطلاع، وقواتُ فتح الثغرات إلى أماكنها المحدّدة”.
ولفت سريع إلى أن “مختلفَ الوحدات العسكرية المشاركة في العملية باشرت تنفيذَ مهامها العملياتية وبدأت بنيران تمهيدية واسعة استهدفت كُـلَّ تجمعات وأماكن ومواقع العدوّ، تكللت بالنجاح، محقّقةً إصاباتٍ مباشرةً في مختلف الاتّجاهات الاستراتيجية للعملية وبحسب الخطة المرسومة”.
تحريرُ 350 كيلو متراً مربعاً
وحول الإنجاز الجغرافي للعملية، أكّـد سريع أن المرحلة الأولى أسفرت عن تحرير مساحة جغرافية تقدر بـ350 كيلو متراً مربعاً في كافة الاتّجاهات الاستراتيجية، والسيطرة على كافة المواقع العسكرية والمعسكرات المستحدثة للعدوّ ضمن المساحة الجغرافية المحرّرة وسقوط ثلاثة ألوية عسكرية تابعة للعدوّ أثناء تنفيذ العملية.
وأشَارَ إلى أن العملية عزّزت من مواقع الجيش واللجان الشعبيّة المتقدمة والمطلّة على مدينة نجران.
كما أكّـد العميد يحيى سريع أن القوات المسلحة “لن تسمحَ للعدوّ بتنفيذ مخطّطِه بالمحاور الشمالية وأن لديها القدرة الكافية لإفشال أية مخطّطات أَو محاولات أُخرى وتكبيد العدوّ خسائرَ إضافيةً في حال استمراره بالدفع بالمزيد من قواته ومرتزِقته إلى تلك المحاور”.
تنسيقٌ “بالستي- جوي” أعاق حركةَ طيران العدوان
العميد يحيى سريع، أكّـد أن من أبرز الوحدات العسكرية المشاركة في العملية “القوةَ الصاروخيةَ التي تمكّنت من تنفيذ ضربات مزدوجة استهدفت مقراتٍ وقواعدَ عسكريةً للعدوّ، منها مطارات تقلع منها الطائرات الحربية المعادية، كما استهدفت تجمعاتٍ وتحَرّكاتٍ للعدوّ ومرتزِقته في محاور نجران وعسير وجيزان وحقّقت أهدافها”.
وأوضح أن عدد عمليات القوة الصاروخية ضمن عملية “نصر من الله” بمرحلتها الأولى بلغت 9 عمليات “منها عملية دك مطار جيزان بعشرة صاروخية باليستية” فيما نفّذ سلاح الجو المسيّر “أكثرَ من 21 عملية ضد أهداف معادية كانت تشكّل خطورة على القوات المنفّذة للعملية الواسعة وأدّت تلك العمليات إلى إرباك قوات العدوّ وساهمت في إفشال مخطّطاته”.
وأضاف: “نجحت القوات المسلحة وفي غضون 24 ساعة في إعاقة حركة الطيران الحربي للعدوّ وذلك من خلال استهداف أَهَـمِّ قواعده العسكرية والمطارات المستخدمة بعمليات مزدوجة ومشتركة لسلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية”.
وكشف سريع أَيْـضاً أن “وحدات من قوات الدفاع الجوي شاركت في عملية نصر من الله بالتصدي الناجح لمروحيات الأباتشي والطيران الحربي وأجبرتها على مغادرة منطقة العمليات وقد نُفّذت عمليات التصدي بمنظومات دفاع جوي جديدة”.
خسائر العدوّ وغنائم المجاهدين
العميد سريع أكّـد أَيْـضاً أن وحدة ضد الدروع كان لها دورٌ بارزٌ في العملية، حيثُ دمّرت عدداً كبيراً من آليات وتحصينات للعدوّ، كما دمّرت وحدة الهندسة أكثر من 10 آليات ومدرعات، فيما استهدفت وحدة المدفعية خلال العملية تجمعات وتحصينات العدوّ.
وفيما يتعلق بغنائم العملية، بيّن العميد سريع أن القوات المسلحة اليمنية تمكّنت من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري بمختلف أنواعه وأحجامه، وتشمل تلك الغنائمُ أسلحةً ثقيلةً ومتوسطةً وخفيفةً والمئاتِ من المدرعات والآليات.
العدوان ينتقم من مرتزِقته
وفيما يتعلق بخسائر العدوّ البشرية في عملية “الشهيد أبو عَبدالله حيدر”، أكّـد العميد سريع مصرع وإصابة المئات من قوات العدوّ معظمُهم من المخدوعين، وأكّـد أن المعلومات الأولية تشير إلى أن إجمالي خسائر العدوّ البشرية أكثرُ من 500 ما بين قتيل ومصاب، بالإضافةِ إلى سقوط أكثرَ من 200 قتيلٍ بغارات الطيران العدوان الحربي الذي قصف مرتزِقته بعشرات الغارات، ومنهم من قُتلوا أثناء الفرار وآخرون قُتلوا أثناء عملية الاستسلام.
وأضاف سريع: “حاولت قواتنا تقديم الإسعافات الأولية لمصابي العدوّ جراء الغارات إلا أن استمرار التحليق المكثّـف وشن غارات إضافية أَدَّى إلى وقوع المزيد من الخسائر في صفوف المخدوعين والمغرّر بهم”.
وأكّـد أن الدفاعات الجوية المشاركة في العملية لم تتوقف عن التصدي للغارات المعادية، بما في ذلك الغارات التي استهدفت مجاميع المخدوعين والمغرّر بهم.. وأوضح أن “ما حدث للمرتزِقة –المخدوعين- إبادةٌ جماعية نفّذها طيرانُ العدوان الحربي الذي كثّـف من غاراته؛ لمنعِهم من الفرار أولاً أَو الاستسلام لقواتنا”.
حشودٌ من الأسرى
بخصوص الأسرى، أشار سريع إلى أن العملية أَدَّت إلى “أسرِ أكثرَ من 2000 من قوات العدوّ، وللأسف أن عدداً من الأسرى هم من الأطفال اليمنيين الذين يزج بهم العدوّ إلى جبهات جيزان وعسير ونجران للدفاع عن قواته”.
وأكّـد العميد سريع أن معظم الأسرى “سلّموا أنفسَهم طواعيةً بعد حصارهم من كافة الاتّجاهات وتعرضهم لغارات الطيران الحربي المعادي” موضحاً أن معظم الأسرى من المخدوعين والمغرّر بهم يمنيون، وهناك أسرى من جنسيات أُخرى، منها فصيل سعودي كما أكد متحدث الجيش في المؤتمر الصحفي المنعقِد أمس أول السبت”.
وجدّد ناطق القوات المسلحة التأكيد على التزام القوات المسلحة بتوجيهات القيادة في التعامل الجيد مع كافة الأسرى وَفْـقاً لمبادئ الإسلام وأعراف وتقاليد أبناء اليمن.
كما أكّـد على ما ورد في بيان أمس الأول بشأن التعامل مع الأسرى وَفْـقاً للمبادئ والأخلاق والقيم والعادات من خلال صفقة شاملة لتبادل الأسرى مع العدوان وأدواته؛ باعتبَارِ هذا المِـلَـفِّ إنسانياً قبل أن يكونَ سياسياً.
وأشَارَ إلى أن العملية الأخيرة “أثبتت مستوى استهتار العدوّ السعودي بأرواح المخدوعين وعدم اكتراثه بحياتهم”.
القواتُ المسلحة تدعو المخدوعين للاستسلام وتَعِدُ بتأمينهم ونقلهم إلى مناطقهم
ودعا ناطقُ القوات المسلحة “كافة المغرّر بهم والمخدوعين في جبهات محاور نجران وجيزان وعسير إلى ترك مواقعهم والعودة إلى الوطن حتى لا يكون مصيرهم مصير سابقيهم”.
وأكّـد أن القوات المسلحة “مستعدة لتأمين عودة كُـلّ من يرغب بالعودة من خلال تسليم نفسه للجيش واللجان الشعبيّة وسيحظون بالرعاية والاهتمام وسيتم نقلهم إلى مناطقهم”.
ولفت سريع إلى أن “كل من يعمل في الدفع باليمنيين للدفاع عن جيش العدوّ والقتال في صفوفه يعتبر هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة، وستقوم بنشر كافة ما يصل إليها من معلومات حول الجهات الضالعة بجريمة تجنيد المرتزِقة والتغرير بهم من شخصيات وقادة وأحزاب وغيرها”.
“وسامُ الشجاعة” للمجاهدين المشاركين في العملية
وأعلن سريع أن القائدَ الأعلى للقوات المسلحة أصدر قراراً بمنح كافة المشاركين في العملية وسامَ الشجاعة، مشيراً إلى أن هذه العملية “تعكس المستوى الذي وصلت إليه القواتُ المسلحة اليمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها من تنظيمٍ وكفاءة وقُدرة كبيرة على تنفيذِ العمليات العسكرية في وقت قياسي”.