الرئيس المشّاط: قدّمنا خطواتٍ عمليةً نحو السلام وأجّلنا ضرباتٍ استراتيجيةً لمنح السعودية فرصةً أخيرة
خلال لقائه المبعوث الأممي أمس بالعاصمة صنعاء:
المسيرة: سبأ
التقى الأخ مهدي المشّاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- مساءَ أمس الثلاثاء، بالعاصمة صنعاءَ، المبعوثَ الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث وأعضاء فريقه، بحضور رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن جلال الرويشان.
وفي اللقاء، أكّـد الرئيس المشّاط على تمسّك الجمهورية اليمنية بالسلام الشامل من خلال الحلول السياسية، بما يؤدي لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وإعادة الاستقرار لليمن والمنطقة.
وأشَارَ الرئيس المشّاط إلى أنه في هذا السياق قدم اليمن العديدَ من الخطوات العملية التي تؤكّـد جديتَه في التوصل إلى حلول سلمية، بدءاً بتنفيذ ما يزيد عن 90% من التزامات اتّفاق استكهولم المتعلق بالحديدة منذ عدة أشهر، دون أن يقدم الطرف الآخر أيةَ خطوة في الاتّفاق.
وأضاف الرئيس المشّاط أنه وفي سبيل تحقيق السلام قدّم اليمنُ العديدَ من المبادرات والتي كان آخرها وقف استهداف الأراضي السعودية مقابل وقف استهداف الأراضي اليمنية ورفع الحصار، وإطلاق سراح المئات من الأسرى من جانب واحد، فيما لا يزال العدوان يُحجِمُ عن تقديم أية خطوات عملية تؤكّـد رغبته بالسلام.
وأشَارَ الرئيس المشّاط إلى أن موقفَ الطرف الآخر من السلام لم يتعدَّ التصريحات التي ليس لها أية ترجمة على أرض الواقع.
وقال الرئيس المشّاط خلال اللقاء: إننا حين أطلقنا المبادرةَ كان هدفنا هو السلام، وفي سبيل التوصل إليه اضطررنا إلى تأجيل العديد من الضربات الاستراتيجية التي تم الإعداد والتخطيط لها وهي لا تقل من حيث الحجم والتأثير عن ضربة أرامكو؛ وذلك لمنح الطرف الآخر الفرصةَ لالتقاط المبادرة واستغلالها والاستماع لصوت العقل والمنطق.
وأضاف الرئيس المشّاط: “إننا حين قدمنا تلك المبادرات أردنا أن نُعلِيَ صوتَ السلام، وَإذَا لم يستمعوا له فلدينا ضرباتٌ موجعة ستجعلهم يستمعون إليه”.
وتطرق الرئيس المشّاط إلى إصرار العدوان على إغلاق مطار صنعاء ومضاعفة معاناة الشعب اليمني، داعياً الأمم المتحدة إلى القيام بدورها بفتح المطار؛ باعتباره يندرج ضمن الملفات الإنسانية.
كما أشار الرئيس المشّاط إلى استمرار الحصار الوحشي المفروض من قبل قوى العدوان على مدينة الدريهمي وسكانها منذ أكثر من عام ونصف عام، وعدم التفاعل الجدي من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه هذه القضية الإنسانية في الوقت الذي يموت سكان المدينة من الجوع والمرض دون أن يُسمح بإدخال رغيف خبز أَو علبة دواء.
ولفت الرئيس المشّاط إلى أن دول العدوان وبدلاً عن أن تقدم خطوات عملية نحو السلام عملت على تصعيد حربها الاقتصادية على الشعب اليمني من خلال تصعيد أعمال القرصنة واحتجاز السفن التي تحمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، محذراً من أن تلك الأعمال ترفع من مستوى تهديد الملاحة البحرية وعسكرة البحر الأحمر، محملاً دول العدوان تبعات كُـلّ ذلك.
وفي ختام اللقاء، أكّـد الرئيس المشّاط أن اليمن سيواصل دعمه لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بما يؤدي إلى نجاحه وتلبية تطلعات الشعب اليمني.
من جانبه، تحدث رئيس مجلس النواب يحيى الراعي عن الخطوات العملية التي قدمها اليمن والتي كان آخرها مبادرة الرئيس المشّاط وإطلاق سراح مئات الأسرى، مُشيراً إلى اليمن قدم خطوات عملية تؤكّـد على استقلالية قراره، والتي تفند مزاعم دول العدوان بوجود نفوذ أَو تأثير لأية دولة على القرار اليمني.
من جانبه، تحدث نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن جلال الرويشان عن الموقف السلبي للأمم المتحدة تجاه قرار نقل البنك المركزي إلى عدن وتجاهلها لتنصل الطرف الآخر عن تنفيذ ما التزم به أمامها؛ بشأن صرف مرتبات كافة موظفي الدولة منذ ثلاثة أعوام.
من جانبه، أشاد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بمبادرة الرئيس المشّاط والإفراج عن مئات الأسرى، معتبراً أن ذلك يمثل دفعة قوية نحو السلام.
وأشَارَ المبعوث الأممي إلى أنه سيواصل تحَرّكاته لاستغلال الظروف المواتية لتحقيق السلام الشامل في اليمن.