المقاتلُ اليمني.. أسطورةُ العصر
هنادي محمد
عمليةُ “نصرٌ من الله” عمليةٌ نوعيةٌ حيويّةٌ فريدةٌ من نوعها منذ أن بدأ العدوان السعوصهيوأمريكي ومنذ أن انطلق الردُّ اليماني وسطّر موقف الدفاع عن الأرض والعرض، انتصاراتٌ عديدة وكبيرة حقّقها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف الجبهات والميادين أظهرت حجم الاستبسال والشجاعة التي يمتلكها المقاتلُ اليمنيّ الذي يحمل سلاحَ الكلاشنكوف ويخطو خطواتِه الشامخةَ حافيَ القدمين يتجاوزُ الوديانَ ويصعَدُ الجبالَ ويقطعُ المسافاتِ الطوالَ دون تذمُّرٍ أَو ضعضعة، الكثيرُ من المعارك الأسطورية كمعركة السلالم وغيرها والكثير من المواقف البطولية التي دوّنها التاريخ وشاهدها العالمُ أجمع وشهد بأنها تمثّل إعجازاً ما كان ليكونَ لولا وجود شيء خارق يمتلكه أولئك الأبطال، ولا يعلمون أنه سلاحُ الإيمان بالله -جلَّ شأنُه- الذي يتدخل فيغير مسارات محكمة فيجعلها مكشوفةً للمؤمنين..
رغم كُـلّ هذه الانتصارات والتغيرات على مدى خمسة أعوام من الصمود اليماني والعدوان الجُهنَّمي إلّا أن بإمْكَاني أن أجزم يقيناً أن عملية نصرٌ من الله كفيلة بتغيير موازين القوى عسكرياً وسياسياً في المنطقة برمتها وليس فقط صناعة متغيرات جديدة سيتخذها العدوّ مجبراً في استراتيجية العدوانية، كيف لا ونحنُ الذين نؤمن بأن التدخل الإلهي يصنع ما لا يمكن أن يصنعَه الإنسانُ إذَا انطلق معتمداً على نفسه بعيداً عن الله؟!
المشاهد التي عُرضت في المرحلة الأولى من العملية خطفت أنظارَنا وقلوبنا وعقولنا وأدمعت أعيننا وأثلجت صدورَنا وجأرت صرخةُ الحق من حيثُ لا نشعر وكأننا نطقنا ولم ننطق فرحاً وفخراً بالمجاهد اليمني الذي بات اليوم حديث العالم، المجاهد الذي أثبت جدارته في الميدان على أرقى مستوى، كيف بنا نرى عشرات الآليات تهرول؛ هرباً من رصاصة؟!، وكيف بنا نرى مجاهدين بعدد الأصابع يسيطرون على ألوية ويُمسِكون زمامَ المعركة التي تضم مئات من الجند المدججين بأسلحتهم فيخضعون ويستسلمون أمامهم بكل سهولة؟!، فكيف بهم وبما سيشعرون به؟!، مؤكّـد سيجفّ ريقهم، وترتعد فرائصهم، وتشخص أبصارهم، وترتعب قلوبهم، وستتزعزع أقدامهم من مواضعها..
أبانت مقدار الحكمة التي تمتلكها القيادة اليمنية في قيادة المعارك ورسم الخطط والتكتيكات العسكرية، وجعلتهم يدركون جيَدًا أنهم يحاربون شعباً ألِفَ الحروب، وتربّى على الشدائد وتعلّم من التجارب فأصبح كما هو عليه اليوم..
من نتائج العملية أنها ستسبب في اندلاع سخط وغضب من قبل المجتمع السعودي خَاصَّة شعب الجزيرة، بعد أن شهدوا تناثر أشلاء أبنائهم إثر قصف الطيران الذي سارع للخَلاص منهم كعادتهم وتسببوا في إسقاط خمسمِئةٍ ما بين قتيلٍ ومصاب، لن يقبل الشعب السعودي بأن يُجبَرَ أبناؤهم على خوض معركة باطلة لم تحقّق نتيجةً منذ أعوام، بل يتكشف زيفها وبشاعتها لهم مع مرور الوقت، لن يقبلوا بأن يُساقوا إلى الموت وإلى حتوفهم المحتومة على يد أسيادهم.
من نتائجها العظيمة أنها ستجبر النظام السُّعودي في التعاطي مع مِـلَـفِّ الأسرى الإنساني بجدّية بعد أن رماهُ جانباً، إن لم يكن حرصاً منه على قيادته، فخوفاً على الموقف الشعبيّ..
إذن العملية تعتبر حدثاً أسطورياً في تاريخ الحروب وستُخلَّدُ حتى قيام السَّاعة، وهي خيرُ دليلٍ على أحقية مظلومية الشعب اليمني، وأنها قضيةٌ تحظى بالرعاية الإلهية الفائقة التي ستعصف بكل الطغاة والمجرمين..