نصرٌ من الله وفتحٌ قريب
سعد الموشكي
لم يعد الجوُّ ومصافي النفط فقط هي المستهدفةُ بصواريخنا وطائراتنا المسيّرة، بل إن دولَ العدوان أصبحت تعاني وتتكبد الخسائرَ الاقتصادية والبشرية والجغرافية من فترة لأُخرى، وليست في مأمنٍ بعدَ اليوم من شتى الجوانب، فدولُ العدوان إن كدّست جهودَها؛ لتأمين أجوائها فلن تأمن أراضيها وجنودها من خصمها القوي المظلوم، فالعمليةُ النوعية التي أعلن عنها الناطقُ الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، تمثل انتصاراً كَبيراً للشعب اليمني وهزيمةً فادحةً للعدوان ومرتزِقته.
عمليةُ “نصر من الله” العسكرية الواسعة والنوعية في محور نجران تعتبر أكبرَ عملية استدراجٍ لقوات العدوّ منذ بدء العدوان حتى الآن، كما وصفها العميدُ سريع في البيان الذي أصدره، أمس، حيثُ سقط خلالها ثلاثة ألوية عسكرية، وتم اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة تضمُّ مئاتِ الآليات والمدرعات، ووقع فيها المئاتُ ما بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى آلاف الأسرى من المرتزِقة والمخدوعين، بينهم العديدُ من الجنود والضباط السعوديين.
كلُّ ذلك جرى خلال 72 ساعة فقط، وقد تمَّ تحريرُ مئات الكيلومترات طولاً وعرضاً في محافظة نجران، وليست العملية الوحيدة، بل إن هناك العديدَ من العمليات القادمة والمفاجئة والمبشرة بالفتح والانتصار للشعب الصامد المظلوم.
وبأخلاقٍ عالية تطمئن القواتُ المسلحة جميعَ أهالي الأسرى في الداخل والخارج بأن أسراهم في أمان وسيحظون برعايةٍ جيدة، بل أنهم سيكونون في مأمن من طيران العدوان الذي كان صديقاً لهم ولم يسلموا من استهدافه لهم، كما فُعِلَ بمن قبلِهم من الأسرى في محافظة ذمار.
هذه العمليةُ تؤكّـد للعالم أنَّ مبادرةَ السلام التي أعلن عنها رئيسُ المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشّاط، جاءت من منطلق القوة والرغبة في السلام المشرّف، وليس من منطلق الضعف والاستسلام، ولكن لا حياةَ لمن تنادي.
ذلك هو الردُّ، وتلك هي القوة والحكمة، فبعد خمس سنوات من الحصار والمعاناة والقتل والتشريد لأبناء الشعب اليمني، يأتي بقوةٍ يهز بها كيانَ العالم ويؤثر على اقتصاده، بحكمة يمانية تحت ظل قيادة حكيمة، وهدى قرآني يَسْتَمِّدُ منه اليمن قوته وانطلاقته ومواجهته لقوى الطاغوت والاستكبار.