الإمارات والعودة إلى عصر الخيمة
مرفق يحيى مرفق
لماذا سارع العدوان السعودي الأمريكي بالرد على مبادرة السلام المقدمة من المجلس السياسي الأعلى بشن أكثر من مِئتي غارة سقط على إثرها عشرات الشهداء والجرحى في عمران والضالع وحجّة؟
وما الذي أزعج العدوّ من مبادرة السلام حتى كثّـف غاراته على المستضعفين؟
أحرار العالم العربي والإسلامي يتابعون مجريات المعركة في اليمن بكل عزة وكرامة ويستمعون إلى خطابات السيّد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليس لأَنّه يملك نبرة وملكة خطابية عظيمة ويعززها بالحقائق والمعلومات؛ بل لأنه شجاع ويمتلك مصداقية وجرأة عالية صادق الفعل والقول وهذا ما جعل اليمانيين يعتزون بقيادتهم الحكيمة.
خطابا رئيس المجلس السياسي الأعلى بمناسبتَي ثورتي 21 سبتمبر و26 من سبتمبر الأولى أعلن فيها مبادرة وقف استهداف السعودية بالطيران المسيّر والصواريخ بأنواعها جاءا بعد الضربة القاصمة التي استهدفت بقيق وخريص وَأصابت العدوّ في مقتل، حيثُ توقف 50% من الإنتاج وبات ينظر للنظام السعودي بالعجز والفشل رغم إمْكَانياته التسليحية وأنظمة الدفاعات بأنواعها، حيثُ فشلت فشلاً ذريعاً في التصدي للهجمات المستمرة، حيثُ كشفت مستوى الاستغلال والحلب للنظام السعودي من قبل الأمريكي في بداية الأمر تنصل بعد تلك الوعود بالحماية مقابل المليارات وبعدها أرسل تعزيزاتٍ ذات طبيعة دفاعية للسعودية وستفشل بعون الله وتأييده.
العدوّ لم يتفاعل مع مبادرة المجلس السياسي وكرّر عنجهية وتغطرسه على شعبنا اليمني المعتدى علية وقتل وسفك وشدد الحصار على بلدٍ جارٍ وشعب عظيم وكل ذلك إرضاءً للأمريكي والصهيوني.
والثانية بعد كُـلّ تلك الشواهد والبينات والحقائق التي تمادى العدوّ في ارتكاب مزيد من حصد أرواح الأبرياء يعلن رئيسُ المجلس عن تمسكنا بالمبادرة؛ تقديراً لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن ورسالة صريحة للعالم الميت المتغاضي المشترَى بأن يدنا للسلام ممدودة واستهدافنا للعدوّ الغاشم المستكبر إنما يأتي في سياق حقنا المشروع في الدفاع عن النفس.
المبادرة موضع اهتمام الملايين في العالم محبيّن ومبغضين وحتى مرتزِقة العدوان أصيبوا بالصدمة الشديدة من تطور قدرات الجيش واللجان الشعبيّة وغردوا في سرب العدوّ بالتقليل لعملية الردع الثانية وأنها إنما جاءت من إيران.
ما أكثر ما أرعب الإماراتيين في هذه المُبادرة، وبحسب تلويح السيد القائد عبدالملك الحوثي باستهداف المناطق الحيوية من مطارات وموانئ… إلخ إن لم تصدُقْ في انسحابها من اليمن وتهديد ناطق القوّات المسلحة العميد يحيى سريع بأن بنكَ الأهداف يشمل إمارتَي أبو ظبي ودبي.
صحيحٌ أن العميد سريع هدد بأن دائرة الاستهداف ستشملهم، وَالنقطة الأهم في المؤتمر هي أن عملية واحدة ستكلّفهم الكثير لكن يبدو في الميدان أنها لم تعبأ لكل الوعيد، وأصبحت اللامبالاة والاستعلاء في خطابهم تجاه الشعب اليمني وإطلاق تهديدات نارية باقتحام الساحل الغربي والحديدة بمينائها.
إذن ما سيقدم عليه الجيش واللجان من خيارات تجاه دويلة الإمارات سيعيدهم إلى عصر الخيمة والجمل وأنهم مجرد مدينة زجاجية سرعانَ ما تصبح حطاماً مهما عشعشت أحلامهم بأنهم قوة سيطرت على جنوب اليمن من أيدي الجيش واللجان، كُـلّ ذلك لم يكن ليتحقّق لولا تخندق مرتزِقتهم الذين باعوا أنفسهم برخص بدراهمَ معدودةٍ؛ ليسيطروا على موانئ وجزر ومطارات جنوبنا والزج بِآلاف في سجونٍ سرية وتجييش آلاف للقتال في جنوب السعودية فداءً للسعودي وكما قال المثل الشعبي “الحجر من الأرض والدمُ من رأس القبيلي” لكنها اليوم من رأس الجنوبي.
فمعركة الساحل الغربي ستكون مستنقعاً للغزاة والمحتلين وستبوء مخطّطاتهم ومشاريعهم بالفشل أمام إرادة وصلابة وشدة وبأس اليماني الباسل الذي ثقته بنصر الله عظيمة، وإن غداً لناظره قريبٌ.