توازُنُ الردع الحلُّ القادم
عبدُالله هاشم السياني
منذُ لحظة الإعلان عن عملية توازن الردع الأولى التي حاولت دولُ العدوان التعتيمَ العالمي على آثارِها واستطاعت النجاحَ في ذَلك بشكل نسبي، ونحن ننتظرُ اللحظةَ التي نتجاوزُ فيها تحكُّمَ الدول الكبرى على ما يصلُ للرأي العام الدولي والإقليمي من أخبار ومعلومات، وقد جاءت عمليةُ توازن الردع الثانية التي ضربت قلبَ الاقتصاد النفطي للنظام السعوْدي الذي ينتجُ ٧ ملايين برميل من النفط في اليوم الواحد، وحرمت هذا النظامَ من تصديرِ ٥٠٪ من إنتاجه الذي يعتمدُ عليه الاقتصاد العالمي؛ لتجعل النظامَ الرسميَّ بقيادة أمريكا عاجزاً عن منع الصدى العالمي لهذه العملية الموفّقة؛ ونتيجة لذَلك استطاعت اليمن أن تجعلَ من توازن الردع حقيقةً لا يمكن تجاهُلُها، وأصبح الحديثُ عن الحل السياسي في اليمن وإيقاف العدوان حاجةً وضرورةً لتحالف العدوان.
ولعل الإعلان عن انطلاق عملية “نصرٌ من الله” البرية في قطاع نجران والنصر الإلهي الذي صاحبها قد ضرب تحالُفَ العدوان مقتلاً في كُـلّ أهدافه وقضى على كُـلّ أكاذيبه، وكشف ضعفَه ودرجةَ هزيمته وعجزَه، وعزّز وثبّت عمليةَ توازن الدرع رغماً عن أنفه.
واليومَ نحن ننتظرُ المراحلَ القادمةَ لعملية نصر من الله التي قد تُخَلِّقُ التكامُلَ البري والجوي في عملية توازن الردع وتجعلُ السعوديةَ وتحالفَ العدوان أمامَ خيارات محدودةٍ جِـدًّا بحيث لن يكونَ أمامه سوى الرضوخِ لإرادة الأُمَّةِ اليمنية وهي صاغرةٌ وعندئذٍ يفرَحُ المؤمنون بنصرِ الله.