مؤشرات المراحل التحريرية من عملية “نصر من الله”
د. هشام محمد الجنيد
لقد أثبتت مراحلُ التاريخ إخلاصَ الأنصار والأحفاد من القبائل اليمنية المخلِصة بدفاعهم عن الإسلام والوطن ضد الغزاة، وعلى وجه الخصوص قبائل شمال الشمال التي أعجزت الغزاة: الرومان والأحباش والعثمانيين عن أن يسيطروا على هذه المناطق. ما جعل جُلَّ عناصر قبائل هذه المناطق محصَّنةً من الغزو الثقافي والديني، ملتزمةً بالتعاليم الأخلاقية في وقتَي السلم والحرب.
والسير على منهج القائد الأول للمسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- الذي بعثه الله في الزمان والمكان المناسبَين كان هو الأَسَاسَ في صمود وثبات الجيش واللجان الشعبيّة في الدفاع عن الإسلام والوطن ضد العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي، كان هو الأَسَاسَ في الانتصارات، ومنها التي نشهدُها من خلال منجزات الطائرات المسيّرة، وما نشهدُه اليوم في نجران، والتي سنشهدها في مناطقَ أُخرى بإذن الله.
وأكبر عمليات الصمود والنصر منذ بداية العدوان وحتى الوقت الراهن هي المرحلة الأولى من عملية “نصر من الله” وتحرير 350 كيلو متراً مربعاً، وفي المرحلة الثانية حرّرت القواتُ اليمنية المشتركة أكثرَ من 150 كيلو متراً مربعاً، ووصلت إلى المرتفعات المطلة على مدينة نجران. وقادمُ المراحل الدفاعية ستكونُ بإذن الله امتداداً لعمليات التحرير والفتح لتحرير الشعوب المستضعفة ولنشر الدين المحمدي الأصيل.
القواتُ اليمنية المشتركة الماضية في جهادها على خُطَى المسيرة القرآنية صنعت الهزيمةَ العسكريةَ والنفسية لقوى العدوان السافر، بل غيّرت قواعدَ الاشتباك والحرب، في تفوُّقٍ كبير لقواتنا الجهادية ومنها على سبيل المثال ما سيطر عليه العدوّ خلال ثلاث سنوات سيطر عليه الجيش واللجان الشعبيّة خلال عشرة أيام الحرب البرية بتحرير أكثر من 500 كيلو متر مربع في عملية نصر من الله، وعلى مستوى سلاح الجو التابع للعدوان فقد عجز عن إنقاذ قواته، تم دك مطار نجران بالصواريخ، وأسر ما يزيد عن ألفين بالمرحلة الأولى من العملية، معظمهم يمنيون مخدوعون ومغررٌ بهم، ومن بينهم سعوديون ومن جنسيات أُخرى، وفي المرحلة الثانية تم أسرُ مجموعة كبيرة ومن بينهم سعوديون، واغتنام في المرحلتين مئات الآليات والمدرعات العسكرية والسيطرة على ألوية ومعسكرات ومخازن أسلحة وعتاد عسكري.
إن المرحلتين الأولى والثانية من عملية “نصر من الله” هما بإذن الله مؤشرٌ لمراحل تحريرية قادمة، وَللمزيد من الانتصارات في قادم العمليات الحربية الدفاعية، وَمؤشِّــرٌ للفتح القريب (الوعد الإلهي) بقيادة بإذن الله المجاهد العلَم قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وَمؤشِّــرٌ لإزالة الظالمين من بني إسرائيل وحلفائهم في المنطقة، وَمؤشِّــرٌ لجرف عروش الأنظمة الاستكبارية، وَمؤشِّــرٌ لهبوب رياح الخير (نفَس الرحمن) من موطن الإيمان والحكمة لبث العدالة والحرية ولنصرة المستضعفَين، وَمؤشِّــرٌ لإحياء الشعوب وصحوتها من ضالة المعتقدات والثقافات الدينية المغلوطة التي تعيشها، وَمؤشِّــرٌ لبدء ثورة الربيع العربي الحقيقية في المنطقة وعلى المسار الإسلامي، وَمؤشِّــرٌ لتغيير الخارطة السياسية في المنطقة لمصلحة شعوبها في مختلف المجالات وفي إطار المسيرة القرآنية.