رئيسُ هيئة الأركان اللواء “الغماري”: الطريقُ الوحيدُ للسلام يبدأُ بوقف العدوان والحصار وإلا فليستعدوا لضربات مؤلمة
عملية “نصرٌ مِن الله” أكّـدت أن القوات المسلحة تمتلكُ كفاءةً تمكّنها من تغيير الواقع الميداني وقلب المعادلات رأساً على عقب
توقعنا ذلك العدد من الأسرى في عملية “نصرٌ مِن الله” وتضمنت خطتنا إجراءاتٍ لتأمينهم
التعامل الإنساني مع الأسرى شكّل لديهم صورةً صحيحةً عن الجيش واللجان الشعبيّة عكس الصورة التي يحاول العدوّ ترسيخَها
“المجاهد” المؤمن والواثق بالنصر والمدرك لطبيعة المعركة هو كلمة السر لقوتنا
طريقُ السلام يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار عملياً وإذا استمر العدوّ في مراوغاته فنحن جاهزون لتنفيذ توجيهات الرد
إذا استمر العدوّ بعدوانه فليستعد لتلقي الضربات العسكريّة الموجعة؛ لأَنَّنا لن نظلَّ مكتوفي الأيدي
المزيد من الأسلحة والقوات الأمريكية والبريطانية لن يوفر أية حماية للسعودية
لدينا من القدرات والتقنيات ما يجعلنا قادرين على تحقيق أهدافنا العسكريّة في الزمان والمكان الذي نحدّده
خلال مقابلة مع صحيفة “اليمن الجديد” تعيد “المسيرة” نشرها:
المسيرة | متابعات
في توضيحٍ مهمٍّ لملامح المشهد العسكريّ لمعركة مواجهة العدوان، حاضراً ومستقبلاً، وبمنطق النصر المستحق بالصمود، وضع اللواءُ الركن، محمد عَبدالكريم الغماري -رئيس هيئة الأركان العامة-، خلال مقابلة مع صحيفة “اليمن الجديد”، معادلاتِ المواجهة واضحة، لتؤكّـد للعدو أن كُـلّ طرق النجاة مسدودةٌ أمامه، سوى طريق وقف العدوان، وإلا فالحُجَّة قد قامت عليه كاملة، ولا يلومنَّ إلا نفسَه، ولتؤكّـد للشعب اليمني أَيْـضاً أن قواتِه المسلحةَ ورجالَه المجاهدون ماضون بخُطَىً ثابتة وبقدرات أكثر تطوراً من أي وقت مضى في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والاستقلال.
ففيما يوضح اللواء الغماري أن عمليةَ “نصرٌ مِن الله” المزلزلة، قد مثّلت نموذجاً متكاملاً للتطور العسكريّ اليمن، يبرهن على أن القوات المسلحة وصلت إلى مستوى من الكفاءة يمكّنها من “قلب الموازين رأساً على عقب” وتجاوز كُـلّ توقعات العدوان، فهو من موقف القوة هذا، يؤكّـد أَيْـضاً على أن “طريق السلام” ما زال مفتوحاً، لكنه يبدأ من وقف العدوان ورفع الحصار بخطوات فعلية؛ لأَنَّ اليمن لن يظلَّ مكتوفَ الأيدي ولن يُخدَعَ بـ”المراوغات”، وَإذَا لم يتجاوب تحالفُ العدوان مع مبادرة القيادة اليمنية، فإن “ضربات مؤلمة وموجعة” تنتظره، وهو الآن يعي جيَدًا معنى ذلك الألم والوجع.
وفي نصيحة وتحذير من موقف القوة ذاته، يؤكّـد رئيسُ هيئة الأركان للسعودية، فيما إذَا كانت لا تزال تراهن على الغرب، أن “المزيد من القوات والأسلحة الأمريكية البريطانية” لن يشكل أية حماية مجدية من الضربات اليمنية، وأنها الآن أمام فرصة لتعيَ الواقعَ الذي يثبت لها بالصوت والصورة والأرقام أن “القدراتِ والتقنياتِ اليمنية” باتت قادرةً على تحقيق كُـلّ الأهداف المرادة في الزمن والمكان الذي تحدّده القيادة، وإلى جانب تلك القدرات والتقنيات، هناك الروحية الجهادية.. “كلمة السر” لقوة اليمن، وصانعة المتغيرات ومطورة التقنيات، وصادقة الوعد.
فيما يلي تعيد صحيفة “المسيرة” نص الحوار:
– في البداية.. ماذا تعني لكم عمليةُ نصرٌ مِن الله بمرحلتَيها الأولى والثانية؟
العمليةُ من تسميتها “نصرٌ مِن الله” فما تحقّق فيها كان بعون الله وتأييده، وقد جاءت بعد مرحلة من الإعداد والتحضير، ثم انتقلنا إلى مرحلة التخطيط ومن ثم التنفيذ وفق المراحل المعلن عنها، وكانت النتائجُ -كما تابع الجميع- مشرِّفةً لليمن واليمنيين الصامدين في وجه تحالف العدوان.
ومن أبرزِ ما تحقّق في هذه العملية هو العمل العسكريّ القوي والمنظم بكل المعايير العسكريّة من الاستطلاع حتى مشاركة وحدات متنوعة ومختلفة من قواتنا المسلحة، إضافةً إلى الأسلحة الاستراتيجية منها أعلن عنه ومنها ما لم يعلن عنه.
– برأيكم ما هي أبرزُ ما حقّقته العملية، إضافةً إلى ما أعلن؟
أولاً: على صعيد القوات المسلحة فالعملية أكّـدت وبما لا يدع مجالاً للشك أن قواتنا تمتلك من الخبرة والكفاءة ما يجعلها قادرةً على تنفيذ عمليات عسكريّة نوعية لتحقيق أهداف استراتيجية تعملُ على تغيير الواقع الميداني، وتقلب المعادلات رأساً على عقب، إضافةً إلى أن قواتَنا بمختلف تشكيلاتها باتت أكثر قدرة على تنفيذ المهام العملياتية ضمن تكامل القوى في الزمان والمكان حسب الخطة المرسومة.
ثانياً: على صعيد أصداء العملية، فقد كان لها صدىً كبيرٌ داخلياً وخارجياً، وانعكست إيجاباً على معنويات كافة منتسبي القوات المسلحة وكذلك المواطنين.
وأما على مستوى العدوان وأدواته، فقد كانت العمليةُ صادمةً بالنسبة لهم فلم يكن العدوّ يتوقع أن تتمكّنَ قواتُنا وفي وقت قياسي من تحقيق هذا الإنجاز والبناء عليه من خلال المرحلة الثانية التي ضاعفت بنتائجها من حجم خسارة العدوّ وأكّـدت هزيمة قواته المنهارة أمام شجاعة المجاهدين البواسل.
وبالتأكيد إنكم قرأتم التناولات الإعلامية الدولية عن العملية، منها من تحدث أن النموذج اليمني في مواجهة السعودية سيدرَّسُ في كُـلّ أنحاء العالم، وهذا يجعلُنا نفخَرُ كثيراً بقواتنا المسلحة وبالمجاهدين الأبطال الذين يضربون المَثَلَ في الشجاعة والبسالة والبطولة والتضحية.
ولا ننسى القول: إن عمليات “نصرٌ مِن الله” أكّـدت لِكُـلِّ من يشكّكُ في قدراتنا العسكريّة بأن اليمن حاضرٌ للرد على كُـلِّ معتدٍ وقادرٌ بعون الله على أن يوجعَ العدوَّ بعملياتٍ عسكريّة نوعية.
– برأيكم.. بماذا تتميزُ نصرٌ مِن الله بمرحلتَيها الأولى والثانية عن بقية العمليات العسكريّة للجيش واللجان الشعبيّة؟
العمليةُ واسعةٌ ونوعيةٌ شاركت فيها عدةُ وحدات عسكريّة مختلفة ضمن خطة مرسومة لها هدفٌ استراتيجي، واعتمدت فيها قواتُنا تكتيكاتٍ قتاليةً أكّـدت كفاءتها على أرض الميدان، حَيــثُ تمكّنت خلال المدة المحدّدة من تحقيق الأهداف كافة بروح معنوية عالية وشجاعة وإيمان وثقة بنصرِ الله، وأعتقد أن أهم ما يميز العملية وكل عملية عسكريّة لقواتنا هو المجاهد المؤمن بالله والمرتبط به والواثق بنصره فالمقاتل المدرك لطبيعة مهمته والمتحلِّي بالشجاعة والإيمان والإخلاص والمستوعب للقضية وأهميّة الدفاع عن الوطن خلال هذه المرحلة وفي كُـلّ مرحلة هو كلمة السر لقواتنا وعامل من عوامل النصر فإذا توفر لأي جيش مقاتلون من هذه النوعية يصبح السلاحُ وحجمُه ونوعيتُه مجرد عامل مساند أَو داعم؛ ولهذا نُحَيي كُـلَّ منتسبي القوات المسلحة من أفراد وضباط الجيش وكذلك اللجان الشعبيّة وكافة المتطوعين من أبناء شعبنا العزيز وقبائلنا الحرّة الأبية.
– ماذا عن الموقف العسكريّ أَو القتالي لقواتنا في بقية الجبهات؟
بشكلٍ عام الموقفُ جيدٌ، ونثقُ كما يثقُ كافةُ أبناء شعبنا بإخوانهم وأبنائهم من الجيش واللجان الشعبيّة الذين يؤدون واجبَهم الديني والوطني في مختلف الجبهات.
وبالتأكيد أن الجميعَ يتابع التطورات والمستجدات وكيف أن المتغيراتِ نتيجةَ الصمود الشعبي والعسكريّ كانت إيجابيةً بالنسبة للجيش واللجان الشعبيّة، فالعدوُّ يعيشُ مرحلةَ يأس؛ نتيجة ما تعرض له من انتكاسات وهزائمَ خلال الفترة الماضية، فاليمن اليوم يصنع ملحمةً عظيمة من البطولات والتضحيات على طريق النصر إن شاء الله.
– المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة تحدث عن توجيهات بشأن معاملة أسرى العدوّ.. رغم ما يتعرض له أسرى الجيش واللجان الشعبيّة لدى العدوّ لدرجة أن البعض يرى أن قواتنا تبالغ في الاهتمام بأسرى العدوّ ولا يقابل ذلك بالمثل بالنسبة لأسرانا لديهم؟
نحن بمعاملتنا الجيدة للأسرى نكون قد ترجمنا تعاليمَ ديننا وكذلك ما تمليه علينا ضمائرُنا وعاداتُنا وأخلاقنا وكما يقول المَثَلَ “كلٌّ يعمل بأصله”، فنحن نعمل وفقَ الدين والعادات والتقاليد والأخلاق الإنسانية، وهذا مبدأ من مبادئنا لطالما أكّـد عليه السيد القائد عبدالملك الحوثي وحث على تنفيذه؛ ولهذا أصبح من الإجراءات الاعتيادية لدينا أن نعامل الأسرى بالطريقة اللائقة وجميع الأسرى لدينا تتشكل لديهم صورة صحيحة عن الجيش واللجان الشعبيّة عكس الصورة التي يحاول العدوّ ترسيخها عنا.
– هل هذه المعاملةُ تشملُ كُـلّ الأسرى بما في ذلك السعوديون؟
نعم.. الجميعُ بلا استثناءٍ، فأيُّ أسير بغَضِّ النظر عن جنسيته سيلقى منا التعامُلَ الإيجابي واللائق الذي يعكسُ أخلاقنا والتزامَنا بديننا وعاداتنا وقيَمنا وهُوِيَّتنا.
– العدد الكبير من الأسرى خلال عملية نصرٌ مِن الله.. ترى كيف تمكّنت قواتنا من تأمينهم حتى لا تطالهم غارات العدوان الانتقامية؟
كان من ضمن خطتنا العسكريّة التعاملُ مع أيَّةِ مواقفَ استثنائيةٍ أَو طارئةٍ، ووضعنا في الاعتبار الأسرى وكيف يتم التعامُلُ معهم وتأمينهم؛ كوننا نعلمُ وهذا تكرّر كثيراً أن العدوّ لا يضع أيَّ اعتبار لأتباعه من المتورطين بخيانة البلد ولا يتردّد في استهدافهم وتحويلهم إلى أشلاء متناثرة عندما يعلمُ أنهم سلّموا أنفسهم؛ ولهذا لا أخفيكم بأننا توقعنا ذلك؛ ولهذا كان من ضمن إجراءاتنا بحسب الخطة تأمين الأسرى، وقد تمكّنت قواتنا بعون الله من الحفاظ على معظم هؤلاء الأسرى، فيما العشرات منهم كانوا ضحية للعدوان مرتين الأولى عندما استجابوا له وقرّروا القتال في صفوفه والثانية عندما استهدفتهم بغاراته وقضى عليهم.
– القوات المسلحة أكّـدت أنها في المرحلة الثانية من العملية سمحت للمتورّطين بخيانة الوطن بالهروب باتّجاه مدينة نجران.. ترى ما هي الأسبابُ الداعية لذلك؟
نعم خلال المرحلة الثانية كانت قواتنا قد تقدمت وأصبحت على مشارفِ الانتهاءِ من تنفيذ المرحلة الثانية بحسب الخطة المرسومة، وقد سمحنا لمجاميعَ من المتورطين بخيانة الوطن بالهروب نحو مدينة نجران وسهّلنا لهم ذلك بعد أن كان جيشُ العدوّ يحاولُ الدفعَ بهم مجدداً إلى قتال قواتنا وبشكل إجباري رغم معنوياتهم المنهارة؛ ولهذا فإنَّ تسهيلَ فرارهم أفشل مخطّطَ جيش العدوّ الذي لا يضعُ أيَّ حساب لليمني الذي يقاتل معه ويدافع عنه، وكنا نحن أكثرَ حرصاً على حياتهم رغم أنهم -كما أسلفنا- متورطون بخيانة وطنهم وبلدهم، ونأملُ أن يعودوا إلى مناطقهم ويتركوا القتال في صفوف العدوّ كما عاد المئاتُ من قبلهم إلى مناطقهم.
وقواتنا بحسب التوجيهات لا تستمرُّ بإطلاق النار على كُـلِّ مَن يفرُّ من المعركة، لا سيما إذَا كان يمنياً، وهذا المبدأ يُطَبَّقُ في مختلف الجبهات، فنحن أكثر حرصاً على أرواح اليمنيين الذين يفرون من المعركة ويقرّرون النجاة بأنفسهم لعلمهم أن موقفَهم خطأ وأن قتالَهم في صَـفِّ العدوّ جريمةٌ وخيانة يُعاقِبُ عليها القانون.
– تحدثتم عن عدم إطلاق النار على كُـلّ من يفر وذكرتم اليمنيين المتورطين بالخيانة.. ماذا عن السعوديين لا سيما من أبناء نجران وعسير وجيزان؟
في الحقيقة نحن نعتبرُ أبناءَ هذه المناطق بحكم الارتباط التاريخي الأقربَ إلينا من غيرهم؛ ولهذا بالتأكيد أننا نضعُ الروابطَ التاريخية في الاعتبار، فنحن حريصون عليهم ولا نرضى بأن يصيبَهم أيُّ مكروه؛ ولهذا فإن عليهم رفضَ كُـلّ محاولات العدوّ الزجَّ بهم في معركة لا هدفَ منها سوى قتل إخوانهم، ونحن نعلم أن معظمَ أبناء تلك المناطق غير راضين على عدوانية النظام السعودي وعلى جرائمه، وكلنا ثقة بأن صوتَهم سيرتفعُ إذَا ما استمر العدوان علينا وعليهم؛ كَون الدفع بهم إلى قتالنا يعتبر عدواناً عليهم.
– كيف تتابعون في قيادة القوات المسلحة المسارَ السياسيَّ والدعواتِ لوقف العدوان ورفع الحصار؟
نحن في القوات المسلحة ملتزمون بالدفاع عن شعبنا العزيز وملتزمون بتنفيذ المهامِّ والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا، فالمؤسّسةُ العسكريّةُ أمامها تحديات عدة، وقد تمكّنت بعون الله من تجاوز الكثيرِ منها حتى فرضت معادلةَ ردع، وهذا انعكس إيجاباً على المسارات الأُخرى كالمسار السياسي الذي لولا الفعلُ العسكريّ الميداني لَما وصل إلى هذه الدرجة من التقدم على صعيد إقرار العدوّ بأنه يتَّجهُ نحو الفشل والهزيمة وأن خروجَه من اليمن بوقف عدوانه أفضلُ الخيارات بالنسبة له أما إذَا استمر في العدوان فعليه أن يستعدَّ لتلقي الضربات العسكريّة الموجعة والمؤلمة فليس من المنطقي أن يستمر في عدوانه ونظل مكتوفي الأيدي، فكلما استمر في العدوان كلما تصاعدت عملياتُنا العسكريّة الدفاعية المشروعة وكلما تنوعت أهدافُنا وتوسّعت خارطةُ تلك الأهداف لتشملَ ما يتوقعُه وما لا يتوقعُه.
– ماذا لو كان العدوُّ هذه المرة جادّاً في التعاطي الإيجابي مع كُـلّ جهود السلام؟
طريقُ السلام يبدأُ بوقف العدوان ورفع الحصار، فإذا كان العدوّ جادّاً فعليه أن يؤكّـدَ ذلك فعلياً، ونحن في القوات المسلحة مع أيِّ توجُّـهٍ للقيادة بما يلبّي مصلحةَ الشعب ويحقّق أهدافه، وبالتأكيد أن هدفَ وقف العدوان يُعتبَرُ أولويةً بالنسبة للجميع، فإذا استجاب العدوانُ لمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى فذلك أمرٌ إيجابي، وَإذَا استمر في مراوغاته فالقوات المسلحة حاضرهٌ لتنفيذ أية توجيهات في إطار حقِّنا المشروع بالدفاع عن شعبنا ووطننا.
– بالتأكيد إنكم تابعتم الأنباءَ التي تتحدث عن قدوم خبراء أمريكيين إلى السعودية والإمارات مع منظومات دفاعية بعد عملية توازن الردع الثانية.. ترى ما تعليقُكم على ذلك وهل سيؤدي ذلك إلى تغييرٍ في موازين القوى العسكريّة، لا سيما بعد أن تفوّقت المسيّرات اليمنية على المنظومات الأمريكية؟
الخبراءُ الأجانبُ متواجدون في السعودية والإمارات ويُشْرِفون على العمليات العسكريّة لتحالف العدوان، والسعودية ليست بحاجة إلى خبراء إضافيين ولا إلى منظومات دفاعية إضافية؛ كَونها لن تحقّقَ أكثرَ مما حقّقته المنظوماتُ الموجودة، وبالتالي فإن المزيدَ من الأسلحة الأمريكية والبريطانية لن يوفرَ أية حماية للسعودية، فلدينا من القدرات والتقنيات ما يجعلنا قادرين على تحقيق أهدافنا العسكريّة في الزمان والمكان الذي نحدّدُه.
وأرى أن هذه الخطوةَ تأتي في إطار الاستنزافِ الأمريكي للأموال السعودية، فإرسالُ الخبراء الإضافيين والمنظومات والأسلحة وغير ذلك ليس مجاناً بل بمبالغَ كبيرةٍ جِـدًّا؛ ولهذا نؤكّـدُ أن الهدفَ الأمريكي حالياً يتمثلُ في إطالة أَمَدِ العدوان؛ لتحقيق كافة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية المعلَن عنها وكذلك غير المعلَنة، ومن ضمن تلك الأهداف بالطبع ما يتعلق بالسعودية نفسها، أما نحن فموقفُنا لم ولن يتغيرَ، فنحن ندافع عن بلدنا وهذا حقنا المشروع وسنتخذ كُـلَّ ما بوسعنا من أجل ممارسة هذا الحق، ولن نتردّدَ بالأفعال قبل الأقوال في الدفاع عن شعبنا والعمل على رفع معاناته بشتى الوسائل والطرق.
– برأيكم ما مدى استعدادِ القوات المسلحة فعلياً لتنفيذِ عملياتٍ عسكريّةٍ أشدَّ وأقوى من عملية توازن الردع الثانية؟
القواتُ المسلحة أصبحت قادرةً على خوضِ معاركَ دفاعيةٍ وهجومية ليس لأشهرٍ قادمةٍ بل لسنواتٍ، والعدوُّ يدركُ تماماً أن قواتِنا خلال العام الخامس أقوى من حَيث الكفاءة القتالية وكذلك الأسلحة مما كانت عليه خلال السنوات السابقة، ولدينا من أسلحة الردع ما يجعلُنا بالفعل قادرين على تنفيذِ ما وعدت به القيادةُ شعبَنا العزيزَ وما توعدت به قوى العدوان والاحتلال.