الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتّحاد الأوروبي: “هادي” ليس شرعياً وبقاؤه يطيلُ أمدَ الحرب ويعرقلُ السلام
في تصريحات غير مسبوقة ضمن تداعيات العمليات العسكرية الكبرى داخل العمق السعودي:
المسيرة | متابعات
في تطور غير مسبوق لتداعيات الإنجازات العسكرية الكبيرة التي حقّقتها قواتُ الجيش واللجان داخل العمق السعودي مؤخّراً، وتأثيرها على الموقف الدولي إزاء العدوان على اليمن، قالت مسؤولةٌ رفيعةٌ في الاتّحاد الأُوروبي، هذا الأسبوع: إن الفارّ هادي “ليس رئيساً شرعياً” وإن بقاءَه بات سبباً في توسيع الأزمة اليمنية وإطالة أَمَدِ الحرب، وإن الحل السياسي مرهون برحيله.. تصريحاتٌ هي الأولى من نوعها على المستوى الدولي منذ بدء العدوان، وتعتبر مؤشراً هامًّا على أن المعادلات الميدانية الجديدة التي استطاع اليمن فرضَها بعد هجوم “بقيق” و”خريص” والتقدم الواسع في نجران، قد نقلت صورةً واضحةً للعالم بأن السعودية خاسرة لا محالة، وأن المصالحَ العالمية في المملكة غيرُ آمنة في ظل استمرار العدوان، كما تعتبر هذه التصريحاتُ إقراراً دولياً واضحاً بزيف كُـلّ مبرّرات العدوان وبعدم مشروعية “التحالف” السعودي الإماراتي من أَسَاسه.. الأمر الذي يمثّلُ فضيحةً مدويةً للعدوان وكل رعاته واعترافاً بسلطة صنعاء وانتصار اليمن.
ونقلت وكالاتُ أنباء ووسائل إعلام دولية، بينها صحيفة “De Morgen البلجيكية” أن رئيسة المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتّحاد الأوروبي، فيدريكا مورغيرني، تحدثت مطلع هذا الأسبوع أمام ورشة أوروبية حول قضايا الأمن والسياسة في الشرق الأوسط، وخلال تصريحاتها عن اليمن اعتبرت أن الفارَّ هادي “لم يعد شرعياً”، مشيرة إلى أن أيةَ “تسويات” لحل الوضع في اليمن مرتبطةٌ بالبحث عن “بديل” له.
وضمن ما قالته مورغيني: إن الفارّ هادي “أصبح سبباً في فتح الأزمات وتوسيع رقعة الحروب في بلاده، وهذا ما أكّـدته تقاريرُ رسميةٌ حصل عليها الاتّحادُ الأوروبي”.
وأضافت أن الحديثَ عن “الشرعية” في اليمن “غير مُجدٍ، ولن يأتيَ بثمار، بل قد يزيد من تعميق الأزمات في البلد، حَيْــثُ أصبح الشعبُ اليوم غاضباً من (هادي) في شمال اليمن وجنوبه”.
تصريحاتُ مورغيني تضمنت أَيْـضاً توضيحاً آخرَ لزيف “شرعية” الفارّ هادي، من خلال الإشارة إلى أنه مجرد أداة ومِظلة للعدوان، حَيْــثُ قالت: إن “جهات سياسية” هي من تسيطر على القرار “ولا تريد للحرب أن تتوقف”.
وتعتبر هذه التصريحات هي الأولى من نوعها على المستوى الدولي منذ بدء العدوان، وتشكل انعطافةً جذرية في الموقف الدولي إزاء مِـلَـفِّ اليمن، بعد أكثرَ من أربع سنوات لم يتم خلالها أبداً التطرقُ إلى مسألة “الشرعية” بصراحة؛ كونها الغطاءَ الأَسَاسي الذي يتحَرّك تحته العدوانُ بدعم دولي، وبالتالي فإن بدءَ الحديث عن الأمر وبهذه الطريقة ينزعُ عن “التحالف” كُـلَّ مبرّرات استمرار حربه على اليمن بشكل رسمي، ويجعله وحيداً ومكشوفاً أمام العالم أجمع، الأمر الذي يجبره على الانصياع للسلام.
وقالت “مورغيني”: إن اليمن أصبح أقرب للسلام بعد المبادرة التي أعلنها رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشّاط قبل أيام، بشأن وقف الضربات الصاروخية والجوية على السعودية، معتبرة أنها خطوةٌ مهمة لإيقاف الحرب.
هذه التصريحات تمثل أَيْـضاً اعترافاً بسلطة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، وبمشروعية الحرب الدفاعية التي تخوضها قواتُ الجيش واللجان، والتي لولاها لَما تم انتزاعُ هذا الاعتراف، حَيْــثُ تأتي هذه التصريحاتُ بعد الضربات اليمنية الكبرى التي تلقتها السعودية مؤخّراً، والتي أعقبتها مبادرةُ الرئيس المشّاط للسلام، وهي المبادرةُ التي أشادت بها “مورغيني” نفسُها ضمن حديثها، وكان الاتّحادُ الأوروبي نفسُه قد رحّب بها سابقاً.
وفي هذا السياق أَيْـضاً، كان نائبُ وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، قد أبدى قبل أيامٍ “ترحيبَه” بما وصفَه “التهدئة التي أعلنت من اليمن”، وهو ما اعتُبر اعترافاً ضمنياً أَيْـضاً بسلطة المجلس السياسي الأعلى، وسقوط مسألة “شرعية هادي” بين الطرفين الحقيقيين في المواجهة: السعودية، واليمن ممثلةً بسلطة صنعاء.
ظروفُ وتوقيتُ هذا التحول الكبير في الموقف إزاءَ ما يسمى “الشرعية” تثبت أن العمليات اليمنية الواسعة الأخيرة التي أوقفت نصفَ إنتاج النفط السعودي ونقلت المعركة البرية إلى مشارف مدينة نجران، قد استطاعت أن تهُزَّ العالم، إلى حَــدِّ إجبارِه على الاعتراف بسلطة صنعاء، والضغط على تحالف العدوان بشكل غير مسبوق؛ خوفاً على المصالح العالمية في السعودية، إذ يعتبر سقوطُ ورقة “الشرعية” سقوطاً لـ”التحالف” ككل، إذ لا مبرّرَ لوجوده بعد ذلك.
وكانت ملامحُ هذا الواقع قد اتضحت على مدى الفترة الماضية من خلال مسارعة العالم لـ”الترحيب” بمبادرة الرئيس المشّاط، في الوقت الذي اضطرت فيه السعوديةُ لإبداء تفاعلها مع المبادرة، ولو من باب “المراوغة”.. إلا أنه يعتبر نزولاً واضحاً عن الشجرة، وإذعاناً لـ”شرعية” ومعطيات الواقع الذي فرضته صنعاء.