صنعاء تحيي الذكرى الـ 42 لاستشهاد الرئيس الحمدي بمشاركة رسمية وحزبية وشعبيّة واسعة:

السامعي: إحياء الذكرى الأليمة لاستشهاد الرئيس الحمدي يؤكّـد للعالم أنَّ الشعب اليمني يسيرون على نهجه

القهالي: الدوافع الحقيقية لاغتيال الحمدي هي رفضُه التفريطَ بالسيادة وعدم سماحه للسعودية بشق طريق “نجران الشرورة”

زهرة: ألا يكفي 42 عاماً من المراوغة للكشف عن حقيقة المشاركين في جريمة اغتيال الحمدي وحلم الدولة؟

العليي: جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحمدي مثّلت اغتيالاً لكلِّ معاني الحرية والاستقلال والتقدّم

محطات مأساوية في حياة اليمنيين كانت السعوديةُ المخطّطَ والمنفّذَ:

 

من مجزرة تنومة إلى اغتيال الحمدي والصمّـاد.. تعددت الجرائمُ والقاتل واحد

 

تقرير| هاني أحمد علي:

ما بين اغتيالِ الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وبين ما يجري اليوم في اليمن من عدوان وجرائمَ ومجازرَ وحرب إبادة، مسافةٌ طويلةٌ من الزمن تمتدُّ إلى أكثر من 4 عقود، لكنَّ القاسم المشترك بينهما هو القاتل، فمن اغتال الرئيسَ الحمدي آنذاك هو نفسُ المجرم الذي يغتال النساءَ والشيوخَ والأطفال اليوم، وإن اختلفت الأدواتُ والأسلحةُ المستخدمة فالعدوانُ والإجرامُ واحد.

وفي ذكرى أليمة وتاريخ أسود بحياة الشعب اليمني، أحيت العاصمةُ صنعاء، أمس الأول الخميس، الذكرى الـ42 لاستشهاد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي وشقيقه المقدم عبدالله الحمدي، اللذَين تمَّ اغتيالهما في الــ11 من أكتوبر 1977م على أيدي النظام السعودي وحلفائه، وذلك بفعاليةٍ خطابية نظّمها تنظيمُ التصحيح الشعبي الناصري بالمركَز الثقافي بمشاركة رسمية وحزبية وشعبيّة واسعة.

 

السعوديةُ لا تريدُ أن يكونَ لليمنيين قرارٌ مستقل

وفي الفعالية، أشار سلطان السامعي –عضو المجلس السياسي الأعلى- إلى أنَّ إحياءَ الذكرى الأليمة الـ42 لاستشهاد الرئيس الحمدي وشقيقه عبدالله وآخرين من المخفيين قسراً، يؤكّـد للعالم أنَّ الشعبَ اليمني يسير على نهج الرئيس الحمدي، مبيناً أنَّ هذا الرئيس جاء بعدَ انحراف الثورة السبتمبرية عن مسارها وقاد ثورة تصحيحية، الأمر الذي لم يرق للجارة الشقية والسيئة فعمدت إلى قتله بأيدي عملائها وأدواتها، واغتالت الحلَم اليمني في بناء دولة مستقلّة، كما هو الحال في ثورة 21 سبتمبر 2014م التي اندلعت بعدَ انحراف ثورة 11 فبراير وجاءت لتصحيح المسار، وهو ما دفع الجارة الشقية لإعلان الحربِ على اليمن.

ولفت السامعي إلى أنَّ النظامَ السعودي لا يريد أن يكون لليمنيين قرارٌ مستقلٌّ، فبالتالي شنّت عدواناً عليه مستمراً منذُ 5 سنوات، واغتالت الرئيسَ الشهيد صالح الصمّـاد، وكلُّ هذا من أجل أن يعودَ هذا البلد تحت العباءة الخليجية، وهو ما سيكون مستحيلاً، مضيفاً أنَّ ثورةَ 21 سبتمبر جاءت ليقول الشعبُ اليمنيُّ للعالم أنه شعبٌ صامدٌ وحرٌّ، وسيحصد النصرَ العظيم قريباً.

وقال عضوُ المجلس السياسي: إنَّ مبادرةَ الرئيس مهدي المشّاط -عضو المجلس السياسي الأعلى- هامَّةٌ، وقد تفاعل معها العالمُ إلا هؤلاء الأعراب السعوديين والإماراتيين، فإن جنحوا للسلم فنحنُ أهلُ السلام، وإن لم يجنحوا فلدينا المفاجآتُ الكبيرة والمذهلة خلال الأيّامِ القادمة بإذن الله.

وأشاد السامعي بالعملية العسكرية الكبرى “نصر من الله” في محور نجران، التي تحقّقت على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبيّة الذين يسطّرون أعظمَ الانتصارات بمختلف الميادين والجبهات، مثمناً صمودَ أبناء الشعب اليمني الصامد وحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

 

منفذو جريمة اغتيال الحمدي مجردون من القيم والأخلاق

وفي السياق، قال اللواء مجاهد القهالي –رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري-: إن الذين ارتكبوا جريمةَ اغتيال الرئيس الشهيد الحمدي وشقيقه عبدالله مجردون من القيم والأخلاق والإنسانية والشيم اليمنية والعربية والإسلامية؛ كونها عيباً أسودَ في تاريخ اليمن أن يتمَّ استدعاؤه لتناول الغداء ثم قتله غدراً داخل ذلك المنزل بمختلف أنواع الأسلحة كاتمة الصوت والخناجر، وبإشراف السفير السعودي.

وأضاف اللواء القهالي: إنَّ النظامَ السعودي يرتكب المجازرَ دون خوفٍ من الله أَو من أي أحد، مُشيراً إلى أنَّ الدوافع الحقيقية لاغتيال الرئيس الشهيد الحمدي هي رفضُه التفريط بسيادة الوطن وعدم السماح للسعودية شق طريق “نجران الشرورة” بعدَ أن أرسلت مندوبها إليه في منتصف السبعينيات، مبيناً أن السعوديةَ دفعت الكثيرَ من عملائها إلى إعلان التمرد ضدّ الحمدي، ولجأت إلى الغشمي وأمثاله؛ لقتل الرئيس الشهيد والتآمر عليه في ذلك الغداء الأسود وارتكاب جريمة يندى لها الجبينُ، لافتاً إلى أنَّ المملكةَ بعد اغتيالها للحمدي شقّت الطريقَ “نجران الشرورة” والذي يبلغ 360 كيلو متراً داخل الأراضي اليمنية.

واستعرض رئيسُ تنظيم التصحيح دورَ الرئيس الحمدي قبيل استشهاده ونضاله لبناء اليمن الجديد، وإنجازاته المشهودة في تلك الفترة، وفي مقدمتها التعاونياتُ الأهلية على مستوى اليمن، داعياً القيادةَ السياسية ممثلةً بالرئيس مهدي المشّاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- إلى فتح التحقيق في جريمة قتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وشقيقه، وفضح المتورطين والكشف عن المخفيين، كما طالب بإعادة النظر في وضع منتسبي الجيش والشرطة من أعضاء تنظيم التصحيح الشعبي.

 

رموزُ النظام السابق شاركوا في تنفيذ الجريمة

من جانبه، أكّـد عصام علي قناف زهرة –عضو اللجنة العليا لتنظيم التصحيح- في كلمته عن أبناء المخفيين قسراً منذُ اغتيال الرئيس الشهيد الحمدي يوم 11 أكتوبر 1977م، وأنَّ الأيّام تلو الأيّام والسنين تلو السنين تمرُّ وما زال الألمُ والحزنُ موجوداً داخلَ القلوب بفقدان الشهيد الحمدي الذي لم يكن رحيله خسارةً على أهله فقط، بل كان خسارةً للوطن كلِّه.

وأوضح زهرة أنه آن الأوان لكشف الحقيقة، متسائلاً: ألا يكفي 42 عاماً من المراوغة كُـلّ ما جاء السؤال عمّن شارك وموّل هذه الجريمة؛ من أجل أن يحاسَبَ المشاركون في اغتيال الحمدي وحلم الدولة؟ كما تساءل: ألا يكفي مرور 42 عاماً لأعرفَ مصيرَ والدي علي قناف زهرة الذي اختفى أثرُه في يوم وقوع الجريمة، ولا نعلم عنه شيئاً إلى اليوم؟.

وأضاف: “كنا نتفهّم في السابق تجاهلَ النظام لفتح التحقيق في اغتيال الرئيس الحمدي؛ لأن رموزَ النظام هم من شارك في تنفيذ هذه العملية”، منوّهاً إلى أنَّ السعودية ليست عدوًّا للرئيس الحمدي فقط، بل عدوٌّ واضحٌ للشعب اليمني بالكامل، داعياً إلى كسر الصمت تجاه التآمر السعودي على هذه البلد؛ خدمةً لأسيادهم تل أبيب وواشنطن، كاشفاً بأنَّ هناك دولاً كثيرة سكتت عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحمدي، ولم تتطرق إليه نهائياً آنذاك.

وطالب زهرة القيادةَ السياسية بجعل ملف جريمة اغتيال الرئيس الحمدي وملف المخفيين قسراً منذُ 42 عاماً في قائمة أولوياتها؛ من أجل تعرية النظام السعودي الذي كشف حقدَه وغِلَّه على أبناء اليمن، وتسبب في مقتل الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ وتدمير البلد، موضحاً أنَّ العدوانَ سيتوقف رغماً عن أنوفهم شاءوا أم أبوا.

 

الحمدي دفع حياتَه ثمناً لمشروع الوحدة ودولة النظام

إلى ذلك، أوضح أحمد العليي –منسق الجبهة الوطنية الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال- أنَّ أيادي الغدر والخيانة امتدت في الــ 11 أكتوبر 1977م؛ لتغتال الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه عبدالله، مدفوعةً من قرن الشيطان الذي ما لبث أن يحيك المؤامرات والدسائس على هذا الوطن من ذلك الوقت وحتى اليوم.

ولفت العليي إلى أنَّ الرئيس الشهيد الحمدي كان رمزاً لمشروع دولة النظام والقانون والحرية والاستقلال، وقد دفع حياتَه؛ ثمناً لهذا المشروع العظيم ومشروع الوحدة الذي كان يوشك الإعلان عنه في الــ14 من أكتوبر من عدن وبجانبه الرئيس الشهيد سالم رُبَيِّع علي، مضيفاً أنَّ الجريمةَ مثّلت اغتيالاً لكلِّ معاني الحرية والاستقلال والتقدّم.

وبيّن منسقُ الجبهة الجنوبية أنَّ محطاتٍ مأساويةً كثيرةً في حياة الشعب اليمني كان لقرن الشيطان يدٌ فيها، فمن جريمة تنومة إلى جريمة اغتيال الرئيس الحمدي إلى جريمة الصالة الكبرى وغيرها من الجرائم والمجازر إلى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصمّـاد، يظل القاتلُ واحداً.

وقال العليي: إن ما بين قتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي والرئيس الشهيد صاح الصمّـاد والشهيد إبراهيم بدرالدين الحوثي، مساحات واسعة من الزمن مليئة بالدماء والأشلاء والبكاء وأنين الثُكالى، والتي يقف خلفها النظامُ السعودي، مُشيراً إلى أنَّ التاريخَ سيدوِّنُ أن عملية “نصرٌ من الله” قد كسرت قرنَ الشيطان وإلى الأبد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com