العبدُ يضرب بالعصا والحرُّ تكفيه الإشارة
لطيفة العزي
مبادرة المجلس السياسي الأعلى كانت إشارةً للمملكة السعودية ليتحقّقَ لها الأمنُ والأمان، ويسلم اقتصادها عوضاً عن سياسة أمريكا التي تقود المملكةَ إلى قعر بئر مظلم ليس له نهاية..
تلك المبادرة السلمية التي جاءت على مبدأ السلام ستكون في صالح الأمَّـة العربية التي تخوض اليوم حرباً موجعة بالوكالة، تدور رحاها فيما بينها ونسيت من هو العدوّ الذي وجبت مواجهته..
لم يعرفوا قيمةَ تلك الإشارة بل على العكس تماماً! فقد زادت خروقاتهم وازداد تلاعبُهم وكثرة غاراتهم.. لم يعوا ما قدِّم لهم من سلام على صحن من ذهب ورفضوه على الرغم من أن غيرهم وجدها لهم فرصة عظيمة؛ للحفاظ على ما تبقى من ماء وجوههم؛ ولاستقرار المملكة وتخلصها من هذا الكابوس الذي أدخلت نفسها فيه.
قامت الحجةُ اليوم على عدوانهم، وتبين للعالم مدى حَقّارتهم ومدى هم دعاة حرب لا دعاة سلم، فقد تبين زيفُ الملوك أمامَ شعبهم وكيف يقودون المملكةَ إلى الهاوية؛ خدمةً لأعداء الأمَّـة.. يقودها ملوكها نحو الهلاك، نحو الظلام ونحو التدهور الاقتصادي.. فاستمرارُ الحرب مع الشعب اليمني الذي كثرت آهاته وأوجاعه من ذلك العدوان الهمجي أثبت للعالم أجمع أنَّ اليمنَ الحرَّ أهلٌ للسلام من موقع القوي المقتدر، وأثبتوا للعالم مدى عدوانيتهم.. فمبادرةُ السلام كشفت للعالم الحقيقة كاملة.
فبعدَ أن أكرمهم الشعبُ اليمنيُّ بتلك المبادرة، ردّت دولُ تحالف العدوان بزيادة ضجيج غاراتها وتكثّـف عدوانها وكأنها ترمي بنفسها للانتحار واثقة بوعود الشيطان، وما وعوده إلّا غرور.
تطاولت أياديهم في العبث وزادت حربهم باحتجاز 11 سفينةَ نفطٍ ليقتلوا ببطء آلافَ المرضى والأطفال والنساء في المستشفيات.. غير مكترثين ولو مات الشعب اليمني بأكمله!!
سعد الأغلبُ بتلك المبادرة، ولكنَّ ملوك الخليج لم يرحبوا بها؛ لأَنَّ أمريكا لم تأذن للسعودية بالموافقة على تلك المبادرة؛ ولأن السلام سينهي دورها في حلب السعودية أكثر فأكثر..
فيا أيها المجلسُ السياسي ويا قائدَ الثورة: اضربوا العبدَ بالعصا؛ كي يفهم هؤلاء بأنهم ليسوا دعاةً للسلام وليسوا أحراراً، ولم يفهموا تلك المبادرة التي قدِّمت لهم.. فهم ليسوا أهلاً لسلام الأحرار.. والعصا هي اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء..