خروقات وانتهاكات وحصار في الساحل.. وضبط نفس يمني يعقبه انفجار العدوان يحفر مقابر مرتزقته
حكيم محمد
يواصلُ أبناءُ الجيش واللجان الشعبيّة المرابطون في جبهة الساحل الغربي للدفاع عن الوطن أمامَ مرتزِقة العدوان وقواته، الالتزامَ بوقف إطلاق النار الذي تمَّ الاتّفاق عليه قبلّ أقلِّ من عام في العاصمة السويدية ستوكهولم، ضمن مباحثات السلام الرامية إلى وقف العدوان، على رغم استمرار الطرف المعادي في تنفيذ الخروقات وقصف المدنيين في قرى ومديريات الساحل ومدينة الحديدة وغيرها من محافظات اليمن.
ومنذُ إطلاق الرئيس المشير مهدي المشّاط مبادرةَ وقف إطلاق الصواريخ والطائرات اليمنية على المنشآت العسكرية والاقتصادية داخلَ المملكة، ارتكب العدوانُ ومرتزِقته مئاتِ الخروقات بشكلٍ يومي وغير منقطع، على المدنيين في المحافظة الساحلية الأكثر فقراً وتضرراً من العدوان.
خروقاتُ العدوان ومرتزِقته تمثّلت في الغارات الجوية المتواصلة لطائراته وقذائف المدفعية التي استهدفت منازلَ وممتلكاتِ المواطنين في مدينة الحديدة وضواحيها الجنوبية، بالإضافة إلى التمشيط المتواصل لقوى العدوان بالمدفعية والعيارات النارية المتوسطة والخفيفة على مناطقَ متفرقةٍ في المدينة والقرى القريبة من أماكن تمركز تلك القوات، التي تحاول جرافاتُها العسكرية استحداثَ نقاطٍ وتحصيناتٍ عسكريةٍ للمرتزِقة بين وقتٍ وآخرَ.
واستهدف العدوُّ بكلِّ وحشية منازلَ المواطنين في الجبلية وبيت الفقيه وحيس والتحيتا، بمختلف الأسلحة ودون أدنى التزامٍ باتّفاق السويد، كما واصل محاصرتَه للأهالي في مديرية الدريهمي منذُ أكثر من عام ونصف عام.
وفي الدريهمي أَيْـضاً، استهدف العدوُّ بغاراته ومدفعيته منازلَ المواطنين وأحرق ممتلكاتِ الكثير منهم، ومنع وصول المساعدات الطارئة لهم، في الوقت الذي تزداد فيه نسبةُ المجاعة وموت حديثي الولادة واعتماد أهالي المديرية على أوراق الشجر كمصدرٍ للغذاء.
مؤسفٌ ما تتعرض له الدريهمي، من حصارٍ وقتل وتدمير متعمَّدٍ في ظل صمت المجتمع الدولي وتجاهل المنظمات التي بات دورُها مشبوهاً وهي ترى تلك الصورَ القادمة من المديرية المنكوبة وتستمر في غضِّ الطرف عنها.
ما يعانيه أبناءُ الدريهمي هو عدوانٌ لم يشهدْ له التاريخُ الحديث مثيلا في ظُلمه وهمجيته، وليس لهم ذنب سوى أنهم أبـوا الخنوعَ والارتهان لأطماع العدوان ورفضوا تمريرَ مشروعه بصمودهم وثباتهم وحفاظهم على هُويتهم.
ورغم كُـلِّ تلك المعاناة التي تزيد من حدتها ممارساتُ العدوّ ومرتزِقته في الساحل، وإلى جانب كُـلِّ تلك الانتهاكات واستمراريتها، ما زال الجيشُ اليمني واللجان الشعبيّة يلتزمون بوقف إطلاق النار إلا في حالات نادرة، كمواجهة هجمة للعدو أَو صد زحف لمرتزِقته، رغم القدرات والإمْكَانيات المتطورة التي باتت القواتُ المسلحة تمتلكها وأثبتت فاعليتها في أكثر من جبهة، وأكثر من معركة، وآخرُها عملية محور نجران.
إن القواتِ اليمنية على درجة عالية من الاستعداد لكبح أيَّة حركة استفزازية يقوم بها العدوُّ في أي وقت، ولقطع اليد التي ستظل تتمادى في ارتكاب انتهاكاتها بحَقِّ الشعب وأبناء الحديدة، كواجبٍ وطني في الدفاع عن الوطن أرضاً وإنساناً، وحماية أراضيه وحرية أبنائه واستقلالية قراره، وهذا ما يؤكّـده كُـلُّ أبناء الجيش واللجان.