وقُل جَاءَ الحَقّ وزَهقَ الباطل
مطهر يحيى شرف الدين
تمَّ إسقاطُ مشاريع القوى الاستكبارية وأدواتها وعملائها، وتمَّ تنكيسُ الأصوات والرؤوس التي أرعدت وأزبدت وتجبّرت على المنابر الإعلامية الدولية،
وتمَّ تمريغ الأنوف التي أظهرت العلو والاستكبار وعكست الجور والاستحمار، وتمَّ كسر شوكتهم وذهاب ريحهم التي رُدّت نكالاً ووبالاً عليهم، حتى أضحت مملكاتُهم وَعروشُهم على حافة الانهيار.
تمَّ ضرب العمق السعودي بما فيه من المنشآت الحيوية والنفطية، وتمّت الاقتحامات للعشرات من المواقع والمعسكرات، وتمت عمليات أسر المئات من العملاء والمرتزِقة، نفّذها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة، تمَّ فضح أدوات العدوان وكشف معادنهم الأرخص ثمناً على وجه الكرة الأرضية، وإزاء كُـلِّ ذلك يتمُّ فضح ومواجهة الورقة الطائفية والمناطقية التي تعمل دولُ العدوان على تكريسها بين أوساطِ المجتمع اليمني وتعزيزها في وسائلهم الإعلامية الكاذبة والمضللة، وَسياستهم العدوانية التحريضية الخبيثة الساعية إلى بثِّ الفرقة والعنصرية والكراهية بين أبناء الشعب اليمني.
تمّت إدانة النظامين السعودي والإماراتي من كثير من المنظمات الحَقّوقية الدولية والإنسانية بشأن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان وحرياته، ومصادرتهم لحرية الرأي، وتبيّن للعالم براءة بن سلمان من القيم والأخلاق ومن الإنسانية، بل أثبت أنه حقودٌ حسودٌ وَعدوٌّ للسلم والتعايش وأنه لا يقبل بالآخر..
تمّت السخرية والاستهزاء بالنظامين السعودي والإماراتي ومن تواطأ معهم، وتمَّ تحجيمُهم وتقزيمُهم من قبل أسيادهم وأربابهم وأولياء نعمتهم، وعرف العالمُ أجمع محدوديةَ رؤيتهم وانعدام أخلاقهم وإنسانيتهم، ولو كانوا يعقلون أَو يبصرون لكانوا قد أدركوا وتنبهوا للمؤامرة الصهيوأمريكية التي تجرُّهم إلى مستنقعٍ لن يخرجوا منه إلا وقد سقطت دولُهم وانتكست راياتُهم.
وتمَّ في مقابل ذلك إثبات مظلومية الشعب اليمني وإثبات عدالة القضية التي يقاتل من أجلها الجيشُ واللجانُ الشعبيّة، ويتمُّ مواجهة حصار الملايين من البشر بالصبر والصمود والثبات أمامَ أكبر أزمةٍ إنسانيةٍ في العالم، وترجم الجيشُ واللجان الشعبيّة معنى الإنسانية بالتعامل المناسب واللائق مع أسرى دول العدوان التي عاثت في الأرض الفسادَ، ونفّذت جريمةً فريدةً من نوعها وذلك باستهداف وقصف العشرات من أسراهم، في تجسيدٍ للحقد الدفين والكره العميق للأسرى المجاهدين حتى لا تتم المقايضة بالإفراج عنهم.
تلك هي سياسةُ تحالف العدوان الأعرابي الأشد كفراً ونفاقاً ووسائله وأساليبه، وتلك هي أخلاق وقيم الجيش واللجان الشعبيّة وتعامله مع العدوِّ العربي المخدوع الذي أصبح بفعل غبائه ومكابرته جزءاً لا يتجزأ من السياسة الصهيوأمريكية الموجهة ضدَّ الإسلام والمسلمين.
تلك هي سياسةُ ونهجُ قادة الأنظمة الأعرابية، همجية وغوغائية الغاب التابعة لسياسة الغرب القائمة على المصالح والماديات.
ولو كانوا يعقلون أَو يبصرون لأحسنوا الجوارَ وجلسوا على طاولة الحوار وأظهروا وأبطنوا الوقار بدلاً عن ما أضحوا عليه اليوم من الهوان والحمق والشنار، وبالرغم من ذلك كلِّه فإنّ الكرةَ اليوم لصالح تحالف العدوان وأدواته، وما عليه إلّا أن يسعى لتحقيق الأهداف السلمية وَيُدرك ويستوعب ما هو حاصل لديهم من فوضى وارتهان رخيص، وهمجية في سياساتهم التي نتج عنها أبشعُ الجرائم والمجازر وَالانتهاكات والفضائح وينبغي عليهم إدراك الصفعات تلو الأُخرى من قبل أربابهم، وَأن يعلموا أنهم أمامَ أزمات سياسية وأخلاقية واقتصادية لا يُحمد تفاقمها وَنتائجها، وسيكون لها الأثر المدمّر لدولهم وأنظمتهم، وليست الانتكاسات والهزائم المدوية التي لحقت بهم ببعيدة منهم، وما عليهم إلا أن يجنحوا لخيار السلام والتعايش، وإلّا فالقادم أمام العدوان أدهى وأنكى وأمرُّ، وما النصرُ إلا من عندِ الله، وقل جاء الحقُّ وزهق الباطلُ أن الباطلّ كان زهوقاً..