مبادئُ الصراع وضرورةُ الالتزام بها
يحيى المحطوري
رُوِيَ عن مالك الأشتر أنه قال: “علّمني أميرُ المؤمنين عليٌّ كيف أقاتل عدوي وأنا لا أحقدُ عليه”.
المبدئيةُ في الصراع أن تقاتلَ المعتدي بكل قوة قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا) وقال سبحانه: (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ).. (ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ).
حتى إذا ما تراجَعَ عن موقفه الباطل وتوقّف عن عدوانه وجنح إلى السلم فعلينا أن نجنحَ للسلم أيضاً، قال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.. وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ، هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)..
وقال تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ، فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا)..
إذن فالتزامُنا بهذه المبادئ ضروري، وإن رأى البعضُ فيه إجحافاً على المدى القريب.. لكنه سيحقّقُ نتائجَ صحيحةً على المدى الأبعد في نصر القضية وفي عدالتها وفي قُدرة المشروع على احتواء الخُصُوم ومعالجة آثار الصراع وأضرار الحرب مهما بلغ عمقُ الجراح أو فداحةُ الخسائر.