معطياتُ الحرب والسلام في خطاب الرئيس: “المبادرة” مرهونة بالأفعال لا بالتصريحات والحصار يقود إلى “تطورات خطيرة”
أكّـد أن استمرار احتجاز السفن يهدد مساعي السلام والملاحة البحرية وأن اليمن متمسك بالنضال حتى التحرير الشامل للأرض والقرار
المسيرة | خاص
حذر رئيس المجلس السياسي الأعلى ، مهدي المشَّــاط ، أمس الأحد ، قوى العدوان من مغبة استمرار الحصار واحتجاز السفن النفطية ، ملوحا بـ”تطورات خطيرة” لا تنسجم مع مساعي السلام ، خَاصَّة في ظل المبادرة التي أعلنها عشية الذكرى الخامسة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ، والتي وجه حولها رسالة جديدة وواضحة للسعودية بأن “الأفعال” هي ما ينتظره الشعب اليمني وليس التصريحات ، مجددا التأكيد على تمسك اليمن بحق الدفاع المشروع ومواصلة النضال ، الأمر الذي يعني أن “المبادرة” لم ولن تكون شيكا على بياض لاستمرار العدوان بدون عقاب ، وأن التنازل عن الأرض والسيادة والاستقلال أَو المساومة عليها ، ليس خيارا مطروحا على أية طاولة ، وعلى دول العداون أن تعي جيِّدًا أن اليمن ينشد السلام العادل ، وليس الاستسلام .
وضمن حديثه عن ظروف ومستجدات العدوان على اليمن ، خلال خطابه مساء أمس ، بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ، وجه الرئيس المشَّــاط دعوة “لجميع المعتدين على الشعب اليمني وكل الغارقين في مواقفهم وتوجّـهاتهم الظالمة” إلى “مراجعة حساباتهم وإعادة ضبط توجّـهاتهم” مذكرا إياهم بالحقائق التي أثبتتها ثورة 14 أكتوبر ، من حتمية انتصار أصحاب الأرض على قوى الاحتلال والعدوان ، كما نبه إلى “ما يعتمل في عموم المنطقة والعالم من متغيرات كبيرة وما تنذر به من تحولات وتحديات كبيرة” في إشارة إلى انقلاب موازين القوى بما يضمن خسارة الرهان على العدوان .
وفي هذا السياق ، تطرق الرئيس المشَّــاط إلى الحديث عن مبادرته التي أعلنها عشية ذكرى ثورة 21 سبتمبر ، بشأن إيقاف الهجمات الصاروخية والجوية على السعودية مقابل خطوات مماثلة ، حيث قال: “أذكر المسؤولين في الجوار بأننا وإن كنا نقدر ما نقلته وسائل الإعلام من أقوال وتصريحات إيجابية ، إلا أننا ما زلنا ننتظر الأفعال” ، الأمر الذي يشير إلى أن استجابة العدوان للمبادرة حتى الآن لم تتجاور تلك التصريحات .
ويجدد هذا الإعلان من قبل الرئيس المشَّــاط التأكيد بشكل رسمي على أن خيارات العدوان للتعاطي مع المبادرة ، لا تتسع لأي محاولات للمراوغة ، وأن المضي في السلام مرهون بخطوات عملية فقط ، وهو ما أكّـده سابقا الوفد الوطني في لقاءاته الأخيرة مع المسؤولين الغربيين في مسقط .
وفي نقطة أُخرى من خطابه ، أكّـدت على أن المبادرة ليست شيكا على بياض يسمح للسعودية بالاستمرار في العدوان والحصار بدون عقاب ، وجه الرئيس المشَّــاط ، للمرة الثانية ، تحذيرا لقوى العدوان من “من مغبة الاستمرار في حجز السفن نظرا لما يمثله هذا الإجراء التعسفي من استخفاف بمعاناة الشعب اليمني” .
وفي تنبيه هام على حجم العواقب التي قد يسببها الاستمرار في الحصار والتجويع ، أضاف الرئيس أن احتجاز السفن “ينطوي على تهديد لسلامة الملاحة البحرية” ويشكل “خطورة واضحة قد تفضي إلى تطورات خطيرة لا تنسجم مع المساعي الأخيرة والجهود المبذولة ؛ مِنْ أجلِ السلام في اليمن خصوصا وفي المنطقة على وجه العموم”
مجموع هذه النقاط التي وردت في خطاب الرئيس حول خيار السلام في اليمن ، يمثل رسالة واضحة على دول العدوان أن تلقتطها ، فهي تدق جرس الإنذار مرة أُخرى بأن عواقب الاستمرار في العدوان والحصار ستكون وخيمة بشكل غير متوقع لتحالف العدوان ورعاته ، ولا سبيل لتجنب تلك العواقب إلا بالوقف الفعلي لاستهداف الشعب اليمني وتجويعه ، وبالتالي فهي رسالة من موقف قوة تضع أمام العدوان خياراته الوحيدة للمرحلة المستقبلية ، في الوقت الذي بات يعرف فيه جيِّدًا مدى سوء وضعه .
وفي توضيح وتلخيص لتلك الرسالة ، جدد الرئيس المشَّــاط التأكيد على تمسك اليمن “بحقه الطبيعي في الدفاع عن نفسه ومواصلة النضال حتى التحرير الشامل والكامل للأرض والقرار” الأمر الذي يعني أَيْـضاً أن التنازل عن الأرض والسيادة أَو المساومة عليهما ، لن يكون خيارا مطروحا على أي طاولة .
ودعا الرئيس “المجتمع الدولي وجميع شعوب العالم إلى التضامن مع مظلومية الشعب اليمني ومع قضيته العادلة واحترام اماله وتطلعاته ووقف الانحياز إلى مجموعة أشخاص فاسدين لا يمثلون إلّا أنفسهم”
وعن ميدان الصمود في وجه العدوان ، أكّـد الرئيس المشَّــاط على تقديره وتثمينه “للوعي الشعبي الكبير والحفاظ المستمرّ على وتيرة العمل الوطني المتعاظم والمتطور في شتى المجالات والميادين السياسية والعسكرية والأمنية والصحية والاجتماعية والثقافية” مباركا للجميع انتصاراتهم المجيدة “وأداءهم المشرف في مختلف مواقع الجهاد” داعيا إلى “مضاعفة الجهود ومواصلة البناء والعطاء وتعظيم خصائص التعاون والتكامل”
كما دعى كُـلّ شرفاء الشعب اليمني إلى مواصلة السير على الدرب التحرّري الأصيل والنبيل لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة .