14 أكتوبر.. نضالٌ في وجه الاستعمار القديم والحديث
زينب إبراهيم الديلمي
برعت ما كانت تسمى بالإمبراطوريّةِ التي لا تغيبُ عنها الشمسُ «بريطانيا» في وضع بصمتها لإنشاء احتلال عبثي في اليمن، خَاصَّةً «جنوب اليمن» لِما رأت من موقع اليمن الاستراتيجي الذي أصبح محط أنظار الغزاة وناهبي خيرات البلدان والشعوب.
لم يكونوا مُجَــرّد محتلّين.. لكنهم زادوا على ما ترجموه من احتلالهم وسطوتهم، واستحدثوا فنوناً لم يمارسها أحدٌ سواهم: كاستعمال أصناف العبوديّة والخنوع لهم، والسيطرة على خيرات بلادنا، وظلّت الوثائقُ العُمدة وآثارُ البصمة البريطانيّة التي يعتمد عليها الأمريكي في رفع مستوى سطوته واحتلاله لليمن مُجدّداً بعد ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي قلعت جذورَ الاحتلال البريطاني من أرض الجنوب.
ثمّة وجوهٌ احتلاليّة جديدةٌ أُميطَ اللّثامُ عن وجهها مؤخّراً؛ كي تضعَ بصمتَها هي الأُخرى بمد يد العون لبريطانيا وتتحد في هدفها الرئيس وهو: احتلال اليمن، والتحكم بثرواته ومياهه وجزره وممراته، وحماية مصالحها ومصالح شريكتها بريطانيا -أعني هنا أمريكا- حتى تتبوأَ مكانةَ الإمبراطوريّة الاحتلاليّة بجانب بريطانيا.
قرون مديدة وسنون عديدة في سطوة بريطانيا لأرض الجنوب.. أي 125 عاماً يسومون فيها اليمنيّين سوءَ العذاب من الاستهزاء والإذلال والقهر.
ولإنهاء هذا الوجود الاحتلالي فقد رسم اليمنيّون خططاً عديدةً على لوحٍ يُحفَظُ في خزانة التاريخ والثورات، لوحة رُسِمت من جبال ردفان؛ لتنطلق شرارتَها صوبَ رأس المحتلّ البريطاني لاجتثاثه من أرض اليمن بأكملها.. حتى نجحت هذه الثورة وهبّ الشعب اليمني في طرد الاحتلال البريطاني.
لقد أدرك اليمانيوّن جيِّدًا مدى خطورة المشروع البريطان – أمريكي الذي يسعون في تنفيذه، وسيانَ ما بين ثورة 1963 وبين العدوان المعاصر على اليمن.. فقد استنفر الجميع قواه؛ لمحو ما وضعه الأمريكي والبريطاني من بصماتٍ لأطماعه وجشعه في أرض اليمن.