الجارديان: أمريكا شريكة في ارتكاب الجرائم باليمن والأمم المتحدة لا تظهر الأرقام الحقيقية لأضرار العدوان
أكّـدت أن استهداف المنشئات النفطية السعودية أضر بالمصالح الأمريكية وقد يدفع واشنطن لوقف الحرب:
المسيرة: ترجمة
أكّـدت صحيفةُ “الجارديان” البريطانية أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الركنُ الأَسَاسيُّ في العدوان على اليمن، مشيرةً إلى أن الإدارةَ الأمريكيةَ في عهدَي أوباما وترامب حرصت وبشكل كبير على تقديم كافة أشكال الدعم اللازم لاستمرار العدوان على اليمن والحصار الذي يقتل اليمنيين بشكل مستمر.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن العدوان على اليمن منذ انطلاقه كثّـف الأعمال العسكرية ضد المدنيين اليمنيين، وهو ما تسبب في وقوع عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين، بينهم جلهم من الأطفال والنساء.
وقالت الصحيفة في تقرير لأُستاذ الصحافة بجامعة نيويورك “محمد بزي”: ‘‘إن القوات التي تقودها السعودية استهدفت المدنيين بشكل متعمد منذ الأيّام الأولى للحرب، ولم يفعل المسئولون الأمريكيون الكثير لوقفها’’، في إشارة إلى أن الصمت الأمريكي يعني ضلوع واشنطن في الحرب، وهو ما أكّـدته الصحيفة.
وأضافت “الجارديان” في التقرير الذي نشرته بعنوان “تواطؤ أمريكا في جرائم الحرب في اليمن هل حان محاسبتها؟”، أن ‘‘الولايات المتحدة قدمت دعمها الكامل لحملة جوية لا هوادة فيها، حيث ضربت الطائرات الحربية والقنابل السعودية آلاف الأهداف، بما في ذلك المواقع المدنية والبنية التحتية، وأفلتوا من العقوبة’’.
وأكّـدت الصحيفة أنه ومنذ البداية حاول الأمريكيون التغطية على الجرائم المرتكبة ضد المدنيين بزعمهم أن الأسلحة والتدريب والمساعدة الاستخباراتية المقدمة من واشنطن ستقلل عدد الضحايا المدنيين، مفندةً المزاعم الأمريكية بقولها: ‘‘كانت هذه كذبة تهدف إلى حجب أحد الجوانب الأقل فهماً لدعم الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية وحلفائها في اليمن’’.
واستشهدت الصحيفة من تقرير فريق محقّقي الأمم المتحدة بقولها ‘‘لقد كان تقريراً مدمراً يشرح بالتفصيل كيف أن الولايات المتحدة، إلى جانب بريطانيا وفرنسا، متواطئة في جرائم الحرب في اليمن؛ بسَببِ استمرار مبيعات الأسلحة والدعم المخابراتي للسعوديين وحلفائهم، وخَاصَّة دولة الإمارات’’.
وأشارت الصحيفة إلى أن فريق خبراء الأمم المتحدة أكّـد التأثير الكبير والأَسَاسي للدول الحليفة للسعودية في الحرب على اليمن، مؤكّـدةً أن ‘‘الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مسؤولة عن تقديم المساعدات في ارتكاب انتهاكات القانون الدولي’’.
ونوّهت إلى أن ‘‘التواطؤ الأمريكي في حرب اليمن يتجاوز توفير التدريب والدعم الاستخباراتي، وبيع أسلحة بمليارات الدولارات إلى الإمارات والسعودية، اللتين أصبحتا أكبر مشترٍ للأسلحة في واشنطن’’، مضيفةً ‘‘تنظر الولايات المتحدة في اتّجاه آخر بينما يرتكب حلفاؤها جرائم حرب’’، في إشارة إلى المشاريع الأمريكية والمخطّطات الرامية إلى تحقيق المكاسب المرسومة من وراء العدوان على اليمن وارتكاب المجازر.
وتابعت الصحيفة ‘‘على الرغم من سنوات التحذيرات من منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” وتحقيقات الأمم المتحدة التي وثّقت أدلةً متزايدة على ارتكاب جرائم حرب في اليمن، واصل المسؤولون الأمريكيون -أولاً تحت إدارة باراك أوباما ثم تحت إدارة ترامب- الموافقة على بيع الأسلحة للقوات السعودية والإماراتية’’، مؤكّـدةً أن المسؤولين الأمريكيين لا يهتمون ولا يبالون بسقوط المزيد من المدنيين اليمنيين.
ولفتت “الجارديان” إلى أن الإدارة الأمريكية تستخدم باستمرار المبررات والمزاعم غير الحقيقية؛ لتبرير تواجدها ومشاركتها في العدوان على اليمن إلى جانب السعودية والإمارات، مؤكّـدةً لأنه ‘‘وعلى الرغم من الأدلة المتزايدة على ارتكاب جرائم الحرب في اليمن، لا يزال ترامب يدعم بحزم محمد بن سلمان -ولي العهد السعودي- الذي لا يرحم وهو مهندس حرب اليمن’’.
وعرّجت الصحيفة على مساعي الإدارة الأمريكية لضمان استمرار الدعم اللازم لتحالف العدوان، مردفةً بالقول: ‘‘استخدم ترامب حق النقض (الفيتو) أربع مرات لمنع الكونغرس من سحب الدعم العسكري الأمريكي وإنهاء مبيعات الأسلحة إلى السعودية وحلفائها’’، مشيرةً إلى أن الكونغرس لم يحشد ما يكفي من الأصوات لتجاوز حق النقض الخاص بترامب.
وشددت الصحيفة على ضرورة الزخم من قبل الكونجرس لتقرير خبراء الأمم المتحدة ‘‘الذي وجد أن الولايات المتحدة متواطئة في جرائم الحرب‘‘.
وأكّـدت “الجارديان” لأنه ‘‘تم حجب مدى المعاناة الإنسانية بشكل كامل في اليمن؛ لأَنَّ الأمم المتحدة توقفت عن التحديث لعدد القتلى المدنيين منذ يناير 2017‘‘، في إشارة إلى التواطؤ غير المباشر من قبل الأمم المتحدة في جرائم الحرب في اليمن، منوّهةً إلى أن ‘‘عدد القتلى الفعلي أعلى بكثير، ولا تزال العديد من التقارير الإخبارية تعتمد على أرقام الأمم المتحدة التي عفا عليها الزمن’’.
وعن المساعي الدولية الهشة لوقف العدوان على اليمن والحد من استمرار المجازر الوحشية بحق اليمنيين، أكّـدت الجارديان أن الضربات العسكرية النوعية التي نفّــذتها القوات المسلحة اليمنية في العمق السعودي، أجبرت القوى الخارجية على إعادة النظر في مسألة استمرار الحرب أَو وقفها، معللةً ذلك بتضرر المصالح الأمريكية من تلك الضربات، في إشارة إلى استهداف المصافي السعودية التابعة لشركة أرامكو النفطية والتي تتغذى منها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير، وتستفيد منها في تمويل الحروب والصراعات بالوكالة التي تتبناها في المنطقة.
وقالت الصحيفة: ‘‘تسببت حرب اليمن في عدم استقرار جديد في الشرق الأوسط’’، مشيرةً إلى أن من أسمتهم “الحوثيين” ‘‘شنوا هجوماً نوعياً على اثنتين من المنشآت النفطية الرئيسية في المملكة العربية السعودية، قائلين: إن الهجمات كانت ردًّا على القصف السعودي لليمن‘‘.
وتابعت “الجارديان” قولها: من الجانب الآخر، قد يكونُ من الأسباب المعنوية للولايات المتحدة للمساعدة في إنهاء الحرب على اليمنيين، أن استمرار الصراع قد أضرَّ بشكل كبير بالمصالح الأمريكية في المنطقة’’، وهو ما أكّـدته المواقفُ والأرقام الاقتصادية التي كشفت الخسائرَ الكبيرةَ للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية جراء عملية توازن الردع الثانية التي أفقدت الرياضَ نصفَ إنتاجها من النفط.