من وحي كلمة الرئيس مهدي المشّــاط في الذكرى الـ56 لثورة 14 أكتوبر
عبدالفتاح حيدرة
جسّدت كلمةُ فخامة الرئيس مهدي المشَّــاط في الذكرى السادسة والخمسين لثورة الـ 14 من أكتوبر، كل معاني الوفاء الثوري الناضج وثبات الموقف الحق مع تضحيات وبطولات الصمود والتحدي والثبات اليمني في وجه الغزاة والمحتلين والمعتدين القدماء والجُدُد، إنها كلمةٌ ثورية وحدوية وشعبية متناسقة الموقف والفعل والوعي والقيم لثورة الرابع عشر من أكتوبر وما ترمز له من تضحيات ضد الغازي والمستعمر الأجنبي..
فخامةُ الرئيس أكّـد على الوحدة اليمنية الشعبيّة، بعيداً عن تباينات القوى السياسية، واصفاً الغازيَ الإماراتي والسعودي في المحافظات الجنوبية (بأصغر الخدم تحت أقدام المحتل القديم) يعيثون فساداً في عاصمة ثورة الرابع عشر من أكتوبر (عدن)، ويخلقون ثقافةَ الكراهية والتبعية والارتهان، وهذا يوضح المشروع الوحدوي الحر والمستقل والعادل والكريم في كلمة المشَّــاط، وهو ما ينقل للشعب اليمني الوعي السياسي للقيادة السياسية التي ترى وبوضوح أنه ليس ثمة خطر على حرية الشعب اليمني واستقلاله أشد فتكاً من ثقافة الكراهية والاستبداد، وَالتي يقدمها البعضُ بأسلوب ديموقراطي، يمجّد الانفصال ولا يتحدث إطلاقاً عن الوحدة للأرض والعرض..
كلمة المشَّــاط أكّـدت أن التاريخَ مخزنٌ لقصص لا تنضب عن ثورات الأمم والشعوب المقهورة ضد الغزاة، إلا أن القوة المضادة لحركة التاريخ تنجح في تعمية أبصار القوى السياسية ولكنها لم ولن تستطيع التعمية على الشعب اليمني، أو تغييب وعيه الثوري لنيل حريته واستقلاله والحفاظ على وحدته، وإن ما حقّقه الشعب اليمني في صموده وثباته أمام دول العدوان والغزو والاحتلال خلال خمسة أعوام سوف يُسجَّلُ في أنصع صفحات التاريخ..
الكلمة أكّـدت في مجملها أن ثورة الشعب اليمني ثابتة وصامدة على الرغم من مئات الأساليب الكيدية التي يحيكها المعتدون والغزاة وقد ساهمت التكنولوجيا في تطوير تلك الأساليب بشكل خرافي في السنوات الأخيرة، وخَاصَّةً أن الغزاة والمستعمرين الجُدُد يملكون الثروات الضخمة وأجهزة القمع العسكري والإعلامي، مما يسمح لهم بتزييف وعي الجماهير وشل حركتهم في نفس الوقت، وَأصابوا به عقول المرتزقة والخونة والعملاء، وهذا ما يجب التنبه له، فكلما نجحت قوى الثورة المضادة التي تديرها قوى العدوان في ذلك، كلما تأخرت الحركةُ الجماهيرية في التعرف على مواطِنِ قوتها الثورية، وبالتالي تتأخر الثوراتُ الشعبيّة ويتم إجهاضُ بعضها، ومحاصَرةُ البعض، والتلاعب ببعضها الآخر..
كلمة الرئيس اليمني مهدي المشَّــاط شددت على (الوعي الشعبي)؛ للحفاظ على وحدة واستقلال اليمن، حتى لا تتلاعبَ بعقول شعبنا اليمني قوى الرجعية المتحالفة مع الاستعمار والصهيونية العالمية، أَو يلتحق بعض أبناء البلد ويحملوا البندقية مع المستعمر ضد بلدهم وشعبهم، كما فعلت بعض القوى السياسية التي ورطت قطاعاً كَبيراً من طلائع الشعب من المثقفين وقيادات العمل السياسي والفكري والثقافي في الضلال عن طريق الحق، وارتبكت في تحديد أهدافها الاستراتيجية الوطنية، وتخلت عن بوصلتها المنهجية، والتحقت -بوعي أَو بدون وعي- بمعسكر أعداء اليمن..
الرئيس المشَّــاط سحَبَ البساط من تحت أقدام المرتزقة وعرّاهم في كلمته، مقدِّراً موقفَ الشعب اليمني الواحد والموحد في مواجهة الغازي الأجنبي، رازحاً ظهره بثقة عالية على الموقف الشعبي اليمني الواحد والموحد ضد قوى العدوان والغزو والاحتلال، وهذا ما يتوجب على كُـلّ مثقف حر وصحفي وإعلامي إبرازه وإظهاره للداخل والخارج..
في ختام الكلمة بعث الرئيس اليمني مهدي المشَّــاط عدداً من الرسائل الثورية والتي منها دعوتُه لكل المعتدين على اليمن لمراجعة مواقفهم وحساباتهم على ضوء نتائج ثورة 14 أكتوبر، شادًّا على يد الجميع في الداخل اليمني لاستمرار البناء والعطاء، مؤكّـداً على التمسك بحق اليمن الطبيعي في مواجهة العدوان حتى نيل استقلال الأرض والقرار، مع الالتزام بالسلام الشامل، ومحذراً قوى العدوان من التورط في استمرار حجز سفن المشتقات النفطية؛ حفاظاً على طريق الملاحة الدولية..