خبراءُ عسكريون يناقشون الأبعادَ والصدى الذي أحدثته عملية “نصر من الله” الكبرى
خلال ندوة نظّمتها دائرة التوجيه المعنوي لتسليط الضوء على عملية النصر الكبير
العمليةُ نُشرت في أكثر من 1000 وسيلة إعلامية.. وساعاتُ بثّ المشاهد تجاوزت 500 ساعة
المسيرة: صنعاء
نظّمت دائرةُ التوجيه للقوات المسلحة، أمس الثلاثاء، بصنعاءَ ندوةً لتسليط الضوء على عملية نصر من الله “الأصداءُ وردودُ الفعل في وسائل الإعلام المحلي والإقليمي والدولي”.
وخلال فعاليات الندوة التي شارك فيها عددٌ من الباحثين الأَكاديميين العسكريين والإعلاميين، أشاد مستشارُ المجلس السياسي الأعلى أ. د/ عبدالعزيز الترب، بدور دائرة التوجيه المعنوي على تنظيم هذه الندوة التخصصية التي ناقشت الجانبَ الإعلاميَّ كأحد المحاور الهامة في عملية “نصر من الله”، وما شهدته من عمليات نوعية لأبطال قوات الجيش واللجان الشعبيّة.
من جانبه، أكّـد نائبُ مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الإعلامية، العميد عبدالله بن عامر، في ورقة العمل التي قدّمها خلالَ الندوة تحتَ عنوان “قراءة عامّة لعملية نصر من الله إعلامياً” أنَّ عمليةَ “نصر من الله” مثّلت إنجازاً عسكرياً مهماً على صعيد المعركة الدفاعية لقواتنا المسلحة، لافتاً إلى أنَّ المعاركَ الدفاعيةَ -بما تضمّنته من استراتيجيات عسكرية وخطط وتكتيكات جديدة في فنون القتال- ألحقت بتحالف العدوان هزائمَ نكراء في مختلف جبهات القتال.
وأوضح عامر أنَّ عمليةَ “نصر من الله” وُثّقت إعلامياً بطريقةٍ استثنائيةٍ، وأنَّ جميعَ عمليات الجيش واللجان الشعبيّة توثّق بالصوت والصورة من خلال الإعلام الحربي الذي قدّم العشرات من الشهداء وهم يؤدّون واجبّهم الديني والوطني في الجبهات.
وأشَارَ نائبُ مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الإعلامية إلى أنَّ عددَ الوسائل الإعلامية التي تناولت عملية “نصر من الله” تجاوزت 1000 وسيلة وبمختلف لغات العالم، فيما بلغت ساعاتُ بثِّ المشاهد 500 ساعة على تلك الوسائل.
وأضاف أنَّ إقامةَ هذه الندوة التخصصية تأتي في إطار المهام المنوطة بدائرة التوجيه المعنوي في القيام بالتوثيق التاريخي بالصوت والصورة والتفاعل مع الحدث؛ لترسيخ العملية في الذهنية بمختلف وسائل الاتصال والتواصل.
وبيّن عامر في ورقته أنَّ العمليةَ ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في لفت أنظار العالم إلى اليمن، وضاعفت من مصداقية الإعلام العسكري اليمني، وعزّزت من الموقف المعنوي لقواتنا وأبناء شعبنا، ومن الموقف السياسي الداخلي والخارجي.
فيما تطرّقت الورقةُ التي قدّمها العقيدُ الركن، توفيق سلام العزعزي، تحتّ عنوان “دورُ الإعلام الوطني في تغطية عملية نصر من الله” إلى أنَّ نجاحَ القنوات الفضائية المحلية في عرضها وتوثيقها لأحداث العملية بالصور الحية، أفشلت كافَّةَ محاولات العدوّ في التعتيم الإعلامي والتشويش على العملية بالتلفيقات الكاذبة.
وأوضح أنَّ أصداءَ عملية “نصر من الله” لاقت تفاعلاً كبيراً على المستوى الإعلامي العربي والدولي، من خلال التحليل والقراءة للصدمة النفسية والهزيمة النكراء التي لحقت بجحافل قوى العدوان ومخدوعيه.
بدوره، أشار العقيدُ الركن، أحمد الزبيري، في ورقته تحتَ عنوان “عملية نصر من الله في الإعلام الخارجي” أنَّ الفارقَ الزمنيَّ بين الانتصار والإعلان عنه من قبل المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، كان له غايات عسكرية وأمنية وسياسية، لافتاً إلى أنَّ تحالفَ العدوان كان على معرفة بحجم ما حصل وطبيعة الهزيمة الاستراتيجية التي تجرّع مرارتها بصمتٍ وخوفٍ من إعلانها لوسائل الإعلام، موضحاً تباينَ وتماهيَ الإعلام الخارجي في تعامله مع العملية، بين إعلامٍ رمادي وإعلام اتسم بالمهنية، وإعلام يشوبهُ الخوفُ والحذرُ كما هو حال وسائل الإعلام الصهيونية في تغطيتها لعمليات الردع الثانية للجيش واللجان الشعبيّة.
إلَى ذَلكَ، تطرّق الباحثُ المقدَّم طلال الشرعبي، في ورقته التي قدّمها تحت عنوان “كيف تعامل العدوُّ إعلامياً مع عملية نصر من الله” إلى الدور المفصلي للإعلام الحربي الذي وثّق أحداثَ ووقائعَ العملية بالصوت والصورة، وفي إرباك وسائل إعلام العدوّ وتناقضها في تعاملها مع العملية، حيثُ بدأت بإنكار العملية فورَ الإعلان قبلَ عرضِ مشاهدها، وحاولت التخفيفَ من آثار الصدمة على نفوس قواتها ومؤيديها؛ باعتبار المشاهدِ التي تم عرضها مشاهدَ مفبركةً وتضليلاً ومحاولة تحقيق انتصارٍ وهمي، مؤكّـداً أنَّ استمرارَ عرض كاميرات الإعلام الحربي للمشاهد المصوّرة الموضحة لتفاصيل أحداث العملية في مرحلتَيها الأولى والثانية، وظهور وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية في أرض المعركة، قد ألجم وسائلَ إعلام العدوّ وجعلها تلتزمُ الصمتَ وتتجاهل الحديثَ عن العملية.
تخلّل الندوةَ تقديمُ عددٍ من المداخلات والنقاشات من قبَل عددٍ من الباحثين والأَكاديميين والمحلّلين السياسيين والعسكريين.