المولدُ النبويُّ محطةٌ سنوية لتعزيز الولاء
خولة العُفيري
عامٌ يمضي وعامٌ يأتي وآخرُ يتجدّد، عام مُفعم بالشوق واللهفة والشغف لليوم الثاني عشر من ربيع الأول، وبكلِّ مشاعر الرضا يستقبل اليمانيون هذه المناسبةَ دون غيرهم للاحتفاء بميلاد النور الذي ابتهجت به ملائكةُ السماء، وأشرقت به شمسُ الدنيا، وباهينا به النجومَ والقمرَ الذي وُلِدَ ووُلِدَت معه العزة والكرامة.
رغم الحصار والدمار، ومن بين الأشلاء وشلالات وموائد الدماء، يُحْيي الشعبُّ اليمنيُّ هذا اليوم الأغر، الذي هو يوم تتقلّده بقيةُ الأيّام وساماً وتاجاً يتلألأ نوراً لا يضاهى، إنه يومٌ مشهودٌ ويومٌ مجيدٌ.
نعم إنه اليوم الذي يتميّز عن سائر الأيّام؛ عرفاناً بالنعمة والرحمة المهداة للعالمين، النعمةِ التي أخرجت البشريةَ ككلّ من ظلمات الحياة إلى نورها ومن جحيمها إلى نعيمها.
تقديسنا لهذا اليوم وإحياؤنا له من سمات التقوى ومن صفات المتقين لتعظيم شعائر التذكير بمن رفع اللهُ ذكره (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).
الاحتفالُ بمولد رسول الرحمة محطة سنوية لتعزيز ولائنا لله ولرسوله وتجديده؛ ردّاً على مكائد أعدائه واستنقاصهم لمكانته في النفوس وقدره في المشاعر الحية والقلوب النابضة بذكره.
سنحتفل بمولد خاتم الأنبياء كسنة نتبعها أبّاً عن جد، وللتأكيد بأنَّ الاحتفالَ بمولد سيّد البشرية ليس بدعةً.
يومٌ لاكتساب الوعي وشحذ الهمم للعلو والسمو والاعتزاز والاعتراف بالمنّة الإلهية والفضل العظيم.
فإحياؤنا اليوم هو من موقع العزة التي أرادها اللهُ لنا ورسولُه.
من هذه المحطة السنوية نتزود الوعي الإيماني، نقتبس نوراً من شخصية القائد العسكري والمجاهد العظيم المؤمن المحتسب المحارب المهاجر من دياره، الصابر في الشدة، الثابت في وقت الزلزلة، الموالي رغمَ العداء، المعادي لأعداء الله وأعداء دينه القويم.
ستدوي صرخاتنا من ساحات مكتظة بأوليائك صغيراً وكبيراً بتجديد الولاء لك وبراءةً من أعدائك، ستدوي الشعارات وترتفع الهتافات وستعلو الصرخات.
سنصرخُ لبيك رغم الحصار، فقد حاصروك وأنت النبـيُّ.