ما بين خطِّ الله وخطِّ الشيطان هناك دلائلُ
مرتضى الجرموزي
شواهدُ كثيرة ودلائلُ لا تُعدّ ولا تُحصى بأنَّ الحقَّ حقٌّ، والباطلَ باطلٌ، لا يمكن أن يجتمعا في موضعٍ مهما كانت الأحداثُ وملابساتها.
مُحالٌ للحقِّ أن يضيعَ أَو أن يتلاشى في مواجهة الباطل حتى وإن كان حاملوه بحالةِ ضعفٍ، فسرعانَ ما تُتدارك مثل هكذا أشياء، ومهما كانت قوى الباطل بحجمها قويةً وكثيرةً فلا يمكنُ أن تتغلبَ على الحقِّ، خَاصَّةً إذَا ما نهض أهلُ الحق ليدافعوا عن الحقِّ الذي هم أحوج ما يكونون إليه.
أهلُ الحقِّ يسيرون في خطٍّ رسمه اللهُ لعباده المؤمنين الصادقين، وأهلُ الباطل يسيرون في خطٍّ رسمه الشيطانُ لأتباعه، زبانيته وجنودِه المخلصين الذين ما ينفكون عن السير الذي سار عليه فرعونُ والنمرودُ وجالوتُ.
ونحن نترقّب الأحداثَ ونواجه الصعابَ والتحدياتِ، وهناك فئتان تخوضان غمارَ الموت وتواجهان المخاطر، فئةٌ تقاتل تذوبُ في سبيل الله، وأُخرى كافرة في سبيل الشيطان تذوبُ وتقاتل دفاعاً عن مشروع يُعارِضُ الحَقّ الذي شرّعه اللهُ ورسمه لعباده؛ ليسيروا عليه ويهتدوا بهديه.
الشواهدُ كثيرة والبراهين جليّةٌ لا يزيغُ عنها إلّا من قد غاص الشيطانُ في قلبه ووريدِ دمه..
وفي خضمِّ العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، برز الإيمانُ كلُّه لمواجهة قوى النفاق كلِّها..
برز رجالُ اليمن وأحرارُه لمواجهة قوى العدوان وحلفائه وأذنابه ومرتزِقته وشُذّاذ الآفاق من يقتاتون من دماءِ المظلومين، وقد رأينا جميعنا الآياتِ والشواهدَ وهي تُقدَّمُ لعامة البشرية على طبقٍ من ذهب، ومن أول لحظات الغارات الأولى على اليمن، رأينا غطرسة محور الشر والإرهاب بقيادة مملكة النفاق السعودي، رأيناها تُمعن في قتل أبناء اليمن متعمّدةً في سفك دماء النساء والأطفال والأبرياء، تهدم المنازلَ على رؤوس سكانها وتدمّر الجسورَ والطرقَ وتفتك بعابريها، لا تُفرّق بين صغير وكبير، شهيتُها الإجراميةُ تزدادُ مع مرور الأيّام والسنين من عمر العدوان الذي شاركها فيه محسوبون على أبناء جلدتنا، مرتزِقة يمنيون صغارٌ وأذلاء ليس لهم من العدوان على أبناء شعبهم إلّا شيءٌ قليلٌ من فضلات قوى النفاق السعودي والإماراتي.
ومع مرور الأيّام والمراحل الصعبة التي تجاوز مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة أخطارَهَا، ونجحوا بإلحاق الهزيمة المذلة بها في مختلف الجبهات، وبفضل الله فشلت مؤامراتٌ خبيثةٌ عسكرية سياسية ثقافية واقتصادية وإنسانية كانت كفيلةً بإسقاط دول وأنظمة، في جبهات القتال فشل الأعداءُ ومرتزِقتهم من تسجيل انتصارٍ واحد بجدارة واستحقاق، نحن لم نرَ أيَّ انتصار حقيقي لقوى العدوان إلّا على الثكالى والأبرياء والنساء والأطفال وكذا المعاملات السيئة للأسرى التابعين للجيش واللجان الشعبيّة وهم يُمارِسون عليهم أبشع الجرائم وأفتكها، ففي كُـلِّ مرة تظهر قوى العدوان وأدواتها المرتزِقة أكثر قبحاً، وها هي تمثّل بالجثث ما بين سحلٍ وسلخٍ وذبحٍ وتفخيخ، وما عمله مرتزِقةُ العدوان بمحافظة مأرب بحَقِّ ثلاثة من أسرى الجيش واللجان الشعبيّة والذين قضوا شهداء تحت نار التعذيب الذي مُورس بحقهم حتى فارقوا الحياة.
لم تكن هذه العملية جديدة أَو طارئة بل هو ديدنٌ وأسلوبٌ شيطاني كمنهج يسير عليه الجبابرةُ وأحذيتهم على مرِّ العصور، وما عملية قتل أسرى في سجون مأرب إلّا واحدة ظهرت للعيان وكشفت الغطاء، وهي ممارسات لا تغيب عن برنامج أدوات العدوان وأسيادهم في مختلف محاور القتال، وهي رسالة لعامَّة البشرية تقول: نحن هنا أين أنتم، نحن هنا نقتل ونذبح ونسلخ ونحرق أسراكم أين أنتم؟!.
وعلى العكس، رأى وشاهد العالمُ أخلاقَ مجاهدينا في مختلف الجبهات ومعاملتهم للأسرى الذين يعاملُهم مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة معاملةً قرآنيةً محمديةً علويةً.
رأينا أخلاقَ القرآن وسمعناها ناطقةً تتجسّد واقعاً قولاً وفعلاً من محيّا وتراتيل مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة مع الأسرى في غزوة نجران الكبرى “نصر من الله” وفي غيرها، وهم يستقبلون الأسرى ويقدّمون لهم الماءَ والدواءَ والغذاءَ وينقلونهم إلى مكان أكثر أمناً؛ خوفاً من أن يستهدفهم طيرانُ العدوان.
يحَقُّ لنا أن نفخر ونحن من نملك هذه النوعية الصادقة المؤمنة المجاهدة، يستقبلون من يقاتلهم ويدمّر وطنهم ويحاصر شعبهم بكلِّ ترحيب وسعة صدر بحفاوة وكرم العيش، يخفّفون عن الأسرى الآلامَ والمتاعبَ والأحزانَ وقد أوقعوا أنفسهم ضحيةً رخيصةً في قبضة تحالف العدوان السعودي الأمريكي.
رأينا أخلاقَ مجاهدينا في محور نجران وهم يطمئنون الأسرى بأنهم بين إخوانهم من أنصار الله، نحن إخوةٌ، ليس بيننا وبينكم عداء، وإنما العداء لأمريكا وإسرائيل.. وقضيتنا الأولى هي فلسطين وتحرير مقدساتها، نحن ندافع عن اليمن أرضاً وإنساناً وعقيدةً من الصلف السعودي الأمريكي الذي شنَّ عدوانه؛ خدمةً للمشروع الإسرائيلي.
إننا في زمن كشف الحقائق، ومهما تسترت ستَظهَرُ حقيقتُك، سواءٌ أكانت حقيقةَ خير أم حقيقةَ شر، إمّا يُشيد بك الآخرون ويرضى اللهُ عنك، أَو أن يلعنَك اللهُ والملائكةُ والناسُ أجمعون.