ما بعد المبادرة.. ستذكرون ما أقولُ لكم
هناء الوزير
رغم أنهم يُمْعِنونَ في الاستخفاف والبلادة، متجاهلين المبادراتِ، مستمرِّين في القصف والحصار والاستهداف..
لا زال العميدُ يحيى سريع يرصُدُ خروقاتِهم وحماقاتِهم واستهدافَهم المستمرَّ رصداً دقيقاً، ويعلنها لهم ولغيرهم أولاً بأول حتى إذَا حان وقتُ الردِّ سنكون الأوفياء بوعودنا التي نقطعها على أنفسنا في عمليات الردع لمن لا يفقهون كيف يستثمرون فُرَصَ السلام التي طالما أطلقها شعبُنا وجيشُنا ورئيسُنا.
وهنا نتذكّر رسالةَ العميد سريع الذي توعّد بأنَّ ردَّنا سيكونُ حاضراً حتّى على مستوى الغارة الواحدة.
رُبَّما ظنَّ البعضُ ولو للحظات أن مبادراتِ السلام ناتجةٌ عن ضعف، أَو تراخٍ، ولكن هذا يجانِبُ الحقيقةَ، فسلامُ الأقوياء يأتي في ذروة انتصاراتهم، فهم من يفرضون على أنفسهم، ولا ينتظرون إملاءاتِ الآخرين.
القويُّ هو من يحدّد، هو من يقرّرُ الموعدَ لحسم أمر الفَجَرَة والبُغاة، ولا أقول هذا إرهاباً أَو تخويفاً.. حاشا وكلا، وإنما هي قراءةٌ للحقائق والوقائع، فماذا بقي بعدَ إلزام الحُجة، وتجاوز المُدَّةِ، وركضِ النعمة، والتعامُل بكبر ممزوج بالغلظة والوحشية؛ سعياً تجاه المواطنين الأبرياء من خلال الاستمرار في ارتكاب الجرائم بشكل يومي، وكذا مخالفة الفِطرة الإنسانية، والقوانين والمواثيق الدولية بقتل الأسرى تحتَ التعذيب؛ سعياً منهم لحفر قبورهم بأيديهم، وإمضاء سُنّة الله وعدالته فيهم: (وَإِذَا أَرَدْنَا أن نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا).
فكلما أمعنوا في غطرستهم واستخفافهم -أو حتى حاولوا الاقترابَ دون صدق النية- فلن يصنعوا مجداً أَو مكرمةً لأنفسهم، ولمَن معهم من الخونة الرخاص بائعي الأوطان بتظاهرهم باللامبالاة تجاه مواقف الشرفاء الأحرار الذين قدموا المبادرات تلو المبادرات أُحادية الجانب؛ رغبةً صادقةً في إظهار حسن النوايا إلى جانب الدعوات المتكرّرة برغبتنا في إحلال السلام المشرّف والعادل، ولكنها أعمالهم القذرة ونفوسهم الدنيئة ونواياهم الخبيثة من أعمتهم عن الاستفادة من كُـلِّ هذه الخطوات الإيجابية لبثِّ روح السلام، أَو لنقلَ أنَّى لهم ذلك، وأنَّى لعميلٍ مستخَدَمٍ أن يتخذَ قراراً لا ينسجمُ مع رغبة أسياده من الأقزام ورعاة الأغنام، وصولاً إلى رعاة الأبقار الذين يُمْعِنونَ الحلب والسلب.
ولنعرّجَ على تصريحات عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي في 18/ من الشهر الجاري، في أول تعبير رسمي مباشر عن نفادِ الصبر حيال إحجام تحالف الحرب السعودي الإماراتي عن الاستجابة لمبادرة رئيس المجلس مهدي المشّاط للسلام، المطروحة منذُ قرابة الشهر، حيثُ جاء ذلك في حديث الحوثي لأول مرة عن سقف زمني لأمد سريان طرح المبادرة، يذكر بتأكيده أن “المبادرةَ غيرُ قابلة للتجزئة” في ردّه على عرض سعودي بوقف غارات طيران التحالف على 4 مدن فقط، بينها العاصمةُ صنعاء.
رداً على المبادرة الرئاسية التي أعلنها رئيسُ المجلس السياسي الأعلى مهدي المشّاط عشية الحادي والعشرين من سبتمبر ”مبادرة وقف جميع هجمات الطيران المسيّر والصواريخ البالستية على السعودية” مقابلَ “رد التحية بمثلها وأحسن منها” بوقف كامل لغارات التحالف الجوية ورفع حصاره.
فهل يفهمُ أعداؤنا الرسائلَ أم أنهم لا يفقهون؟!
ونختمُ الحديثَ بالتأكيد على محدودية أمَدِ صلاحية مبادرة الرئيس المشّاط للسلام، فلن يطولَ صبرُ شعبنا كثيراً، ولن تبقى مبادرةُ الرئيس المشّاط على الطاولة، وشعبُنا يُعْتدَى عليه ويحاصَر، في إشارة لاستمرار غارات وحصار التحالف.
والحرُّ تكفيه الإشارة.. وستذكرون ما نقولُه لكم.