الجاليةُ اليمنية في أمريكا تطالبُ بفتح مطار صنعاءَ وحكومةُ المرتزقة تدافعُ عن استمرار إغلاقه
في وقفة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك:
المسيرة | متابعات
في الوقت الذي نظّمت فيه الجاليةُ اليمنية بالولايات المتحدة، وقفةً احتجاجيةً حاشدةً؛ لمطالبة الأمم المتحدة بالتدخل لفتح مطار صنعاء؛ للتخفيف من معاناة المواطنين والعالقين، أقرت سفارةُ المرتزِقة في واشنطن بإصرار حكومة الفارّ هادي على استمرار إغلاق المطار، وفي ابتزازٍ فَجٍّ، ردت بأن الخيارَ الوحيدَ أمام المواطنين هو فتح المطار “للرحلات الداخلية” فقط، وهو الأمر الذي يعتبر بدوره معاناةً أُخرى بالنظر إلى سيطرة قوى الاحتلال على بقية المطارات، والانفلات الأمني الذي تعيشُه تلك المطارات، حَيْـثُ تحولت إلى مراكز لاعتقال الكثير من المسافرين وابتزازهم.
وشارك عددٌ كبيرٌ من أبناء الجالية اليمنية في الولايات المتحدة، أمس الجُمعة، في الوقفةِ الاحتجاجية التي أقيمت أمامَ مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ورفع المحتجون صوراً ولافتاتٍ وشعاراتٍ تطالبُ بسرعة فتح مطار صنعاء، الذي تسبب إغلاقُه من قبل قوى العدوان بمعاناة واسعة للمواطنين والعالقين في الخارج، والمرضى بالذات.
وكان المتحدثُ الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد بصنعاء، الدكتور مازن غانم، قد اعتبر، أمس الأول، أن تنظيمَ الجالية اليمنية هذه الوقفة خطوةٌ إيجابيةٌ باتّجاه الضغط لرفع الحظر عن المطار، وقال في تصريحات نشرتها وكالة “سبأ”: إن إغلاق المطار جريمة قتل جماعي بحق المرضى وتقييد لحرية تنقل المواطنين في الداخل والخارج والتي كفلها القانون الدولي.. وأضاف: “لا يوجدُ مبرّر لإغلاق مطار صنعاء؛ باعتبَارِ أن الرحلات تغادر وتصلُ من وإلى مطارات مدنية تعملُ وفقاً لمعاييرَ وإجراءاتٍ دولية”.
الوقفةُ الاحتجاجيةُ التي شهدت حضوراً كَبيراً لأبناء الجالية اليمنية جاءت بعد أيام من تواطؤ الأمم المتحدة مع العدوان في عرقلة فتح جسر جوي طبي عبر مطار صنعاء، حَيْـثُ كان من المقرّر أن يبدأَ الجسرُ الأحدَ الفائتَ لكن مدير عام المطار، خالد الشايف، أكّـد أن “تنصُّلَ الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية حال دون ذلك بأعذار واهية”.
وكان الشايف قد أعلن قبل أسبوع أن الجسرَ الطبي سيبدأ قريباً، لكن قوى العدوان سعت لعرقلة ذلك بوضوح، فبعد الإعلان عن الجسر، دافع مندوبُ حكومة المرتزِقة في مجلس الأمن عن استمرار إغلاق المطار، وصرح بأنه “لا يمكن استئنافُ الرحلات عبر المطار إلا للرحلات الداخلية فقط” ليأتي بعد ذلك الإعلانُ عن عرقلة الجسر الجوي الطبي.
حكومة المرتزِقة واصلت وبكل فجاجة الدفاعَ عن استمرار إغلاق المطار، فبالتزامن مع دعوات الجالية اليمنية للتظاهرة الأخيرة، أصدرت سفارةُ المرتزِقة في واشنطن بياناً أكّـدت فيه عدمَ القبول بفتح المطار إلا للرحلات الداخلية.
ويعتبر إصرارُ العدوان على مسألة “الرحلات الداخلية” ابتزازاً واضحاً ومراوغةً تلغي أية فائدة من فتح المطار، بل تضاعف معاناةَ المسافرين، إذ تحمِّلُهم تكاليفَ سفر إضافيةً إلى صنعاء، ثم إلى داخل المطارات التي تسيطر عليها قوى العدوان، والواقع أن تلك المطاراتِ لا تخضعُ حتى لسيطرة حكومة المرتزِقة بل تخضعُ لإدارة مباشرة من القوات السعودية الإماراتية، وهو ما يجعلُ حديثَ المرتزِقة عن تخصيص مطار صنعاء للرحلات الداخلية أمراً غير منطقيٍّ بالأَسَاس.
كما يعتبر إصرار العدوان على موضوع “الرحلات الداخلية” استهتاراً واضحاً بمعاناة المواطنين الذين باتوا يشتكون من سُوء معاملة قوى العدوان لهم في بقيّة المطارات، حَيْـثُ يتعرضون للابتزاز والاعتداءات والإلغاء التعسفي للرحلات.
وقد باتت المطارات الواقعة تحت سيطرة العدوان مراكِزَ لاعتقال المسافرين، حَيْـثُ تمتلك قوى الاحتلال قوائمَ بأسماء مواطنين، وتقومُ باعتقالهم فور وصولهم إلى تلك المطارات، بل وتقومُ باعتقال أقاربهم في كثير من الأحيان، وهو ما يؤكّـدُ أن إصرار العدوان على تحويل مطار صنعاء للرحلات الداخلية فقط يأتي في إطار مضاعفة الحصار والمعاناة على المواطنين.
من جانب آخر، شارك الآلافُ من النشطاء اليمنيين والعرب في مواقع التواصل الاجتماعي مساءَ أمس الجمعة، في الحملة التي دعت إليها وزارةُ شؤون المغتربين لرفع الحظر عن مطار صنعاء.
وجاءت دعوةُ الوزارة بالتزامن مع الوقفات الاحتجاجية للجالية اليمنية أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية التي تطالبُ بكسر الحصار المفروض عن مطار صنعاء.
وركّز النشطاء في تغريداتهم بموقع تويتر على معاناة مئاتِ الآلاف من المرضى اليمنيين في الداخل والعالقين في الخارج جراء إغلاق مطار صنعاء من قبل العدوان والمستمرّ منذ قرابة 40 شهراً.