زعيمُ المتربصين
يحيى المحطوري
لم يكن عفاش يحسب حساباتِه بناءً على نظرة القُــرْآن..
ظل لأعوام منتظراً ومراقِباً لمسارِ الأحداث، يقلّبُ كفَيه دون أن يدافعَ عن بلده أَو يقاتلَ عن شعبه..
عدا بعض المواقف الشكلية التي حاول بها سرقةَ نصرٍ هنا أو ضربة صاروخية هناك..
ليوهم المتابعين أن له دوراً في صناعة ذلك..
وحين لاحت بشائرُ النصر وأوشكت السعوديةُ على الرضوخ لوقف العدوان، أظهر موقَفه الحقيقي منتفضاً على شعبه، معتقداً أنه بذلك سيحقّقُ لنفسه
مكاسبَ النصر ويسرقَ تضحياتِ الشعب..
فلم يحصد إلا الخُسرانَ وتلك عاقبةُ الظالمين..
لم يقدِّرْ صبرَنا على تربُّصِه الطويلِ ومواقفه الشكلية التي كان يخفي خلفها دورَه المستور..
ظل مرتبطاً بزبانيته الذين أرسلهم إلى صَفِّ التحالف وقلنا لعله يمكرُ بأعداء الشعب وسكتنا عن ذلك..
عطّل مؤسّسات الدولة وأعاق أيَّ إصلاح لها وصبرنا؛ حفاظاً على وحدة الصف..
قدمنا له كُـلَّ التنازلات فظنها ضعفاً..
فجنى على نفسه وعلى حزبه وعلى جماهيره وأوردهم النارَ وبئسَ الوردُ المورود..
وحين تهاوت أركانُ قوته وأهلكته خيانتُه.. مددنا يدُ العفو والصفح لكل مخدوع قاتل معه.. وأطلقنا من السجون معظمَ أقاربه الذين شاركوا معه في الفتنة وسفك الدماء..؛ حرصاً على وحدة الجبهة الداخلية وإكراما لأحرار المؤتمر الحريصين على تحقيق المصالحة الوطنية..
فأثبتنا بأُخوّتنا ووطنيتنا عكس ما ادّعاه علينا من زور وبهتان..
وأثبت هو وزُمرةَ الخونة زيفَ مواقفهم وكذبَ ادّعاءاتهم أنهم في مواجهة العدوان.. وأنهم ينطبق عليهم قول الله:
الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا.
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا..
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً..
وفي هذه الأيّام.. وأمام ما أكرم اللهُ به شعبَنا الصامد من ضربات الردع المسدّدة صاروخية وجوية.. وحدودية برية.. يجب علينا جميعاً أن نسيرَ خلفَ قيادتنا الحكيمة قدماً قدماً نحو النصر الكبير لكل اليمنيين..
وعلينا جميعاً أن نأخذَ من تلك الأحداث عبرةً وعظةً.. كي لا نكرّرَ نفسَ الأخطاء فنصل إلى نفس العاقبة..
ويجب علينا جميعاً أن نقاتلَ؛ دفاعاً عن الشعب لا عن الحزب أَو الطائفة.. وأن نترفعَ عن التفكير عن أية مصالحَ شخصيةٍ أَو حزبية.. وأن نتقبَّلَ أيةَ خطواتٍ تتخذُها القيادةُ نحو تحقيقِ السلام وإيقافِ العدوان وُصُولاً إلى تحقيق المصالحة الوطنية وبناءِ اليمنِ المنشود..
واللهُ من وراء القصد..