إسماعيل ولد الشيخ أحمد من مبعوث أممي إلى مطب سعودي
صدى المسيرة/ خاص
يلعَبُ اليومَ إسماعيلُ ولد الشيخ، المبعوث الأُمَــمي، الذي تم تعيينه بضغوط سعودية، دوراً محورياً في تجميل وجه النظام السعودي وإطالة أمَد العدوان على الـيَـمَـن.
ويبدو ولدُ الشيخ اليوم، في أدنى توصيف، مبعوثاً أممياً فاشلاً في مهمته المكلّف بها وغير محايد، ومواقفه الأخيرة كانت مربكةً إلى درجة لم يعُد معروفاُ على وجه اليقين هل يمثّلُ ولد الشيخ الأُمَــم المتحدة أم أنه موظف لدى النظام السعودي مثله مثل أحمد عسيري؟!.
وقال المتحدث الرسمي لأنصار الله ليلة الثلاثاء الماضي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “بعثنا برسالة للمبعوث الأُمَــمي للـيَـمَـن عبّرنا فيها عن استيائنا لتجاهله ما تم الاتفاقُ عليه بمسقط، كما جددنا تمسكنا بموقفنا الثابت في رسالتنا للأمين العام”.
ويبدو أن أنصارَ الله هم الطرف الأخير الذي يعبّر عن الدور غير النزيه الذي يقوم به ولد الشيخ في ما يتعلق بالملف الـيَـمَـني، وسبق أن كشف مصدرٌ دبلوماسي لقناة الميادين بأن نائبَ المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين قد قال لولد الشيخ بالحرف الواحد “أنت لا تعملُ لدى السعودية بل عند مجلس الأمن”، كما نُقل عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إرسال شكوى لنائب الأمين العام للأمم المتحدة على أداء مبعوثها إلى الـيَـمَـن، معتبراً أن السعوديةَ تسيطر عليه، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على سير الجهود السياسية لوقف العدوان السعودي العالمي على الـيَـمَـن.
وفي إحاطة المبعوث الأُمَــمي الأخيرة لمجلس الأمن أظهر الرجل انحيازاً غير خجول للسعودية في كُلِّ تفاصيل الإحاطة، وتحدث ولد الشيخ صراحةً في الإحاطة عن فشل محاولاته لعقد لقاءات بين الأطراف الـيَـمَـنية، مؤكداً أن سبب هذا الفشل هو “المطالبة بشروط إضافية” دون أن يجرّأ على تحديد من هو الطرف المتسبب في ذلك رغم معرفة العالم كله من الذي يعرقل كُلَّ جهود الحل السياسي في الـيَـمَـن ويفرض الشروط مرة بعد أخرى، كما أن ولد الشيخ تحدث عن وجود “جماعات متطرفة” في محافظة عدن وأنها المستفيد الأكبر من الوضع القائم في البلد، ولكنه كان حريصاً جداً على عدم تسمية تلك الجماعات كالقاعدة وداعش وغيرها؛ ربما حفاظاً على مشاعر النظام السعودي!!.
كما عمد الرجل على تبرئة النظام السعودي من كُلّ جرائم الحرب والإبادة والحصار التي يقوم بها في الـيَـمَـن واستخدم فيها القنابلَ المحرّمة دولياً، كما أشارت منظمات حقوقية مرموقة في أكثر من تقرير والوضع المعيشي المأساوي الذي يتسبّب فيه الحصار القائم على الـيَـمَـن بواسطة بحرية العدوان، واكتفى بالإشارة للوضع الكارثي في الـيَـمَـن، رغم أنه ذكر بشكل واضح استهدافَ حفلات زفاف والذي لا يُعقل أن يكون استهدفهم طيران مجهول الهوية، كما حاول ولد الشيخ تمييع الحقيقة، كما تحدث عن التأثير الذي يفرضه حصارُ الحركة التجارية على الموانئ الـيَـمَـنية.
ويعمل ولد الشيخ كأداة لتمييع القضايا الـيَـمَـنية الرئيسة لخدمة السعودية، كما ساهم المبعوث الأُمَــمي على تأخير كُلّ مساعي الحل السياسي في الـيَـمَـن، وكان آخرها انحيازه المطلق إلى الموقف السعودي في عرقلة عقد لقاءات لتسريع وقْف العدوان على الـيَـمَـن وضخّ أكبر قدر ممكن من الوقت في حقيبة النظام السعودي ليسفك دماء الـيَـمَـنيين إلى أجَل غير معلوم، وكانت مصادرُ دبلوماسية قد كشفت لصحيفة الأخبار بأن النظامَ السعودي طلب من ولد الشيخ المماطَلة في عقد المؤتمر حتى تتمكنَ من تحقيق انجازات ميدانية تمكَّنها من تركيع الشعب الـيَـمَـني وإعادته إلى خانة الوصاية السعودية، واستجاب ولد الشيخ فوراً للرغبة السعودية متعللاً بضرورة أن تكون هناك فترة تحضيرية لمدّ النظام السعودي بالوقت اللازم وإطالة أمدّ العدوان، معتبراً أن هذه الفترة بغرَض تحديد الزمان والمكان وما إلى ذلك في تحرك جديد يثبت ولاءَ الرجل المطلق للسعودية.
وفي تناولات المبعوث الأُمَــمي الإعلامية يحرصُ الموريتاني ولد الشيخ على عرض وجهة النظر السعودية فقط، متجاهلاً موقفَ الأطراف الأخرى، ويتجنّب ولد الشيخ بشكل كامل ذكر نقاط مسقط السبع واتفاقات مسقط والتي أشرف عليها بنفسه؛ ليتحول بذلك إلى مندوب سعودي يضيفُ على كاهل الأُمَــم المتحدة أعباء قد تفقد الجميع ثقتَهم بدورها في الشأن الـيَـمَـني وإدارة الظهر لكل ما يبدر منها.
وفي لقائه الأخير مع إذاعة الأُمَــم المتحدة قال ولد الشيخ: إن المشاورات السياسية ستكون تحتَ مظلة قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وتغافَلَ ولد الشيخ عن كُلّ اللقاءات التي حدثت في مسقط وما تمخضت عنه ليمارسَ مرة أخرى دور الناطق باسم النظام السعودي، ويروّج ولد الشيخ لمسألة فرض مراقبين دوليين في الـيَـمَـن، في انتهاك للسيادة الـيَـمَـنية يتعارَضُ مع شروط المكونات الوطنية، كما يحاول المبعوث إلزامَ الجيش الـيَـمَـني واللجان الشعبية بتسليم سلاحهم والانسحاب من المدُن لتحويلها إلى إمارات إسلامية جديدة للقاعدة كما يحدث في المكلا وأبين وأجزاء من عدن اليوم.
ولا تقتصر الأمور عند هذا الحد، فهناك تسريبات إعلامية تتحدث عن دور بارز لعبة ولد الشيخ في إقناع الحكومة الموريتانية بإرسال مجندين إلى الـيَـمَـن لدعم العدوان السعودي، وقالت المصادر الإعلامية بأن إسماعيل ولد الشيخ أحمد هو مهندس الاتفاق بين الحكومة الموريتانية والنظام السعودي والذي يساعد العدوان في مشروع احتلال الـيَـمَـن، كما يفضي إلى إراقة المزيد من الدماء الـيَـمَـنية وضخ دماء جديدة إلى شرايين الحرب، وهو الأمر الذي يتنافى كلياً مع طبيعة المهمة المنوطة بمبعوث أممي إلى الـيَـمَـن.
وتتخلق اليوم قناعةٌ لدى المجتمع الدولي والشعب الـيَـمَـني والمكونات السياسية الوطنية بأن ولد الشيخ موظف لدى الرياض وهو الأمر الذي يضعف مهمة الأُمَــم المتحدة وقد يفضي مستقبلاً إلى انعدام الثقة بينه والأطراف الوطنية بشكل والتعامل معه على أساس مواقفه وتصريحاته كجُزء من العدوان السعودي على الـيَـمَـن.
يبدو ولد الشيخ اليوم عبئاً ثقيلاً على كاهل الأُمَــم المتحدة ومطباً سعودياً زُرع باحتراف في أروقة المجتمع الدولي لعرقلة أية مساعي لوقف نزيف الدم الـيَـمَـني وتقديم الرغبات السعودية في قالب أُممي لـيَـمَـنحَ بذلك ضوءً أخضرَ للنظام السعودي لاجترار ما يُشبِعُ شهوةَ الجريمة لدى قيادته المجرمة من مجازرَ وفظائعَ بحق أبناء الـيَـمَـن.