الـــذاتُ اليمنيـــة
أيمن حسـن علـي مجلـي*
تضافرت قوى العدوان على اليمن، غزانا الأعرابُ الوهّابيون وأعوانُهم في عقر دارنا، وسقطت الأقنعةُ عن وجوه قبيحة كانت تتشدَّقُ باسم الذات الوطنية اليمنية ثم صارت من ألدِّ أعدائها، ولكننا صمدنا بفضل عوامل وأسباب عديدة من أهمِّها الجذورُ الوطنية الراسخة؛ وبسَببِ الوعي الوطني المتجذّر بالذات اليمنية، والذي استمرَّ خلال العصور ليظهرَ جلياً خلال أي غزو أَو احتلال لليمن؛ ولذلك سُمّيت بلادنا (مقبرة الغزاة).
لم يدمّر العدوانُ والمعتدون ذاتَ الشعب اليمني، ولم يلغِ من وطنيتنا شيئاً، بل زادنا تماسُكاً وإيماناً بكياننا وذاتنا وهُوِيَّتنا الوطنية ومقوماتنا الفكرية، وها نحن نرى أن أدوار الاعتداءات والحروب والغزو في تاريخ اليمنيين هي أعظم الأدوار، فحين يكون التحدي على أَشَدِّهِ يظهرُ جوهرُ الذات الوطنية اليمنية وتخرج قواها الكامنةُ في مجهود جبَّارٍ لتأكيد ذاتها في مضمار الدفاع عن السيادة الوطنية والحرية الإنسانية.
إنَّ من أَهَـمِّ آثار الحرب العدوانية على اليمن واليمنيين، أنها نقلت الوعيَ بالذات الوطنية من صعيدٍ ثقافي محدودٍ إلى أُفُقٍ شعبي ورسمي محلي وعربي وَعالمي واسع، فعلى المستوى الشعبي اليمني رأينا، وما نزال، نشاطَ الجماهير متجهاً لحماية الذات الوطنية واليمنية على هيئة جهودٍ جبارةٍ لرص القوى الوطنية الواعية وتوجيهها في سبيل التحرّر والانعتاق ودفع العدوان على اليمن وإزالة آثاره.
* عضو اتّحاد المحامين العرب