ماذا لو؟
م. محمد حسين الذاري*
اخترتُ هذا العنوانَ (ماذا لو؟) كمدخلٍ لمناقشة بعضِ القضايا وبعضِ الممارسات الموجودة في الشارع والتي تؤثر بشكل أَو بآخر على سير الحياة في مجتمعنا اليمني. وأهدف من هذا السؤال إلى لفت أنظار الجهات المعنية إلى ما أتصوره من حلول في رأيي القاصر لهذه الإشكاليات، راجياً من الجهات المعنية أن تحملَني على السلامة، فالهدف الوصولُ إلى أرقى الطرق وأسهلها وأيسرها من أجل حياة كريمة لأبناء هذا الوطن الغالي..
وسوف أبدأ أولَ سؤالٍ لي في سلسلة هذه التساؤلات..
بماذا لو تم تركيزُ الإخوَة في الجهات المعنية (مرور أمانة العاصمة بالدرجة الأولى) على إيجاد ثقافة الوقوف الطولي للسيارات في شوارعنا. لن أقول في جميع الشوارع مبدئياً، ولكن لتبدأ الحملة على شارعٍ واحد، وليكن شارع تعز، ولنبدأ الحملةُ بإعلانات في كُـلّ الوسائل بـأن الوقوف العَرضي في شارع تعز يعد مخالفةً. طبعاً نحتاجُ إلى قوة أمنية راجلة ومعداتِ سحب السيارات. كما يمكن أن ينزلَ تعميم لكل المحلات التجارية الواقعة على شارع تعز بمنع أيةِ سيارة من الوقوف العرضي أمام محلاتهم.
الكثير سوف يقول: والذي يشتي يحمّل بضاعة من أي محل. نقول له: يبكر ويمسك مكاناً طولياً قريباً من المحل ما لم العمال يفون بالغرض.
كما إن صاحب المحل ممكن يمنع أي أحد يقفُ أمام محله غير زبائنه، كما يحصل المنع كثيراً لنا ويمنعُنا أصحابُ المحلات من الوقوف أمام محلاتهم حتى قولتهم لانقطع رزقهم.
في الأخير النظام يشتي صميل وشوارعنا وساع، لكن عشوائيتَنا جعلت شوارعنا لا تُطاقُ.
صدقوني أن نصفَ المشكلة في ازدحام شوارعنا ممكن حلها لو… لو.. لو.. بس وقفنا طولياً. هل تعلمون أن ثلثَ عرض الشارع لا يتم الاستفادةُ منه وأحياناً نصف عرض الشارع، كُـلّ ذلك بسبب الوقوف العَرضي والوقوف العشوائي. ومن زار القاهرة الذي يقطنُها عشرة ملايين شخص ورأى السياراتِ الواقفة طولياً في كُـلّ الشوارع سوف يعرف أنها حَلٌّ مهمٌّ لمشكلتنا، وليس القاهرة فقط بل كُـلّ بلاد العالم تنتهج نفسَ الفكرة، فلماذا نكونُ بِدَعًا من الدول.
واليوم شارع تعز.. وغداً شارع الزبيري.. وهكذا حتى يتحولَ الموضوعُ إلى ثقافة.
وللموضوع بقية..
* نائب وزير الأشغال