الحوثي: قبائل اليمن عُرفت بالتوحد في وجه الغزاة وكشر تمثل نموذجاً لذلك:
الصوفي لصحيفة المسيرة: صدق القيادة السياسية في مؤاخاة اليمنيين جعل قبائل حجور تتوحد في وجه المؤامرات
صلح تاريخي بين قبائل كشر يسد الثغرات في وجه العدوان
المسيرة: صنعاء
أشرف عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أمس الأول بصنعاءَ، على توقيع صُلحٍ عام شامل وكامل بين جميع قبائل مديرية كشر بقراها وعزلها وأخماسها؛ تنفيذاً لتوجيهات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
تضمَّنَ الصلحُ العام، الموقَّعُ عليه من قبائل كشر، بحضور محافظ حجة هلال الصوفي، التزامَ الجميع بحفظ الأمن والاستقرار في سوق وطريق وبادية ومسجد ومزرعة داخل المديرية أَو خارجها والالتزام من كُـلِّ سبب أَو تسبب أَو كلام يؤدي إلى فتح خلاف أَو نزاع.
كما تضمَّنَ أن من له حَـقٌّ أَو طلبٌ فيما يُستجد من قضايا، عليه التوجُّـهُ للدولة، وأن الجميع يدٌ واحدةٌ متحابين ومتحَرّكين باذلين صغيرهم وكبيرهم تحت توجيهات قيادة الثورة وإلى جانب الدولة في بسط الأمن والأمان والاستقرار ونبذ الفُرقة والعصبية.
ووفقاً للصلح العام، فوّض أبناءُ وقبائل كشر القيادةَ لتكليف من تراه من القضاة أَو الشخصيات الاجتماعية للفصل في قضايا الدم ومسبباتها ويعتبر حكم الجهة المكلفة من قبل القيادة نهائياً وغير قابل للطعن، ولا يخل هذا الصلح بأي صلح سابق أَو تحكيم أَو تفويض وإنما هو مؤيدٌ لما سبق وللمفوض الإشراف ومتابعة المحكمين وله الحق في تكليف أي شخص آخر يراه في حال أخل المحكمين السابقين أَو تقاعس أَو تأخر في فصل القضية.
وشمل الصلحُ دعوةَ الجميع للتلاحم والاصطفاف لمواجهة العدوان وإفشال مؤامراته والتحَرّك لرفد الجبهات بالمال والرجال، وكذا دعوة المغرّر بهم من أبناء المديرية إلى الاستفادة من قرار العفو والعودة إلى الوطن، وأن قبائل المديرية تتبرأ ممن تعاون مع العدو.
واعتبر الصلح ملزماً لجميع الموقعين عن أنفسهم وقبائلهم والتوقف على ما نص عليه هذا الصلح، ومن أخل به من المشايخ أَو من إليهم، فإن كافة المشايخ والقبائل يدٌ واحدة إلى جانب الدولة في ردع من يخل بالصلح.. معتبرين هذا الصلح وثيقةَ عهد وشرف بين كافة قبائل مديرية كشر، الخارج منها خارج عن داعي الإخاء والقبيلة والعُرف والسلف.
وخلال الصلح، أشار عضو المجلس السياسي الأعلى محمد الحوثي إلى أن توقيع الصلح، يؤكّـد وعي قبائل مديرية كشر الوفية التي تحَرّكت للملمة الجراح والوقوف إلى صف الوطن.
وأضاف “إن على كافة القبائل أن تدرك خطورة المرحلة، وهاهم أبناء كشر يتصالحون فيما بينهم، ما يمثل ذلك رسالة للقبائل اليمنية التي تعاني من الثارات أن عليها حذو قبائل كشر في التوجّـه للتسامح والتآخي والسير في مواجهة الأعداء”.
وأكّـد الحوثي أن ‘‘اليمنيين عبر العصور بتواجد الغزاة، يتغلبون على قضاياهم الداخلية ويتلاحمون فيما بينهم ويتوجون لدحر الغزاة’’، معتبراً ذلك خطوةً إيجابيةً باتّجاه فهم مجريات واقع ما يمر به اليمن والعودة إلى بناء الوطن وتحقيق أمنه واستقراره.
وأكّـد محمد علي الحوثي أن رهانَ تحالف العدوان على إثارة النزاع بين القبائل وتجزئة اليمن وإثارة الضغائن والأحقاد بين اليمنيين، باءَ بالفشل’’.
وخلال توقيع الصلح العام بحضور مشايخ كشر محمد منصور البكري ومحمد صالح الزعكري ومحمد حمود العُمري ومحمد علي ريبان وعلي عايض الدريمي وخالد قاضي وأحمد أحمد النمشة، استعرض محافظُ حجة وثيقةَ الصلح العام بين قبائل كشر والموقع عليها مشايخ ووجهاء وأعيان المديرية والشخصيات الاجتماعية.
وأشَارَ المحافظ الصوفي إلى أن المصالحة بين قبائل اليمن بصورة عامة ومديرية كشر حجور بشكل خاص، تأتي استجابةً لدعوة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مبيناً بالتفصيل بنودَ الوثيقة وما تم إقراره بين أبناء وقبائل ووجهاء المديرية من التزامات.
وفي السياق، قال القاضي هلال الصوفي لصحيفة المسيرة إنه ‘‘بعد حديث حجور سعت كان هناك توجّـه من قبل قيادة لحلحلة الثأرات والقضايا بين أبناء حجور’’، مؤكّـداً أَن هذه المشاكل والصراعات ‘‘لم تسلم من هذه الحروب والثأرات حتى على مستوى أفراد الأسرة الواحدة، حَيثُ كانت مع الأسف تُدعَمُ من قبل النظام السابق وكذلك النافذين في النظام حتى إن هذه النزاعات كانت السببَ الرئيسَ في أحداث حجور’’.
وأشَارَ إلى أن الصلحَ بين قبيلة الجميمة وصوير الذي تم خلال الشهر الماضي مثَّل ركيزةً هامةً ودفع قبائل حجور لاستعادة السلم الأهلي؛ باعتباره أنهى حرباً استمرت خمسين سنة وراح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى.
وأضاف: ومع الصدق الذي وجده في رغبة القيادة الثورية وكذلك السياسية في إنهاء هذه الثارات ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع، بدأنا التنسيق مع مدير المديرية الذي رفع لنا بأسماء المشايخ وتم إدخالهم في ورشة عمل وخلال هذه الورشة عقد محمد علي الحوثي لقاء موسّع معهم وطرحنا عليهم الصلح بعد ذلك أعدت محافظة حجة بالتعاون مع مدير المديرية ورقة صلح وعرضناها على أبو أحمد الذي قدمها للمشايخ الذين بدورهم وقّعوا عليها على أَسَاس أَن يتم تشكيلُ لجان قضائية وقبلية وأَن تتم البدءُ بالقضايا ذات الأولوية أَو الأكثر أهميّة وهي عزلة بني داوود، حَيثُ سيتم بعد المولد النبوي طلب العقال من أبناء هذه المناطق وكذلك أولياء الدم وسيتم إدخالهم في ورشة ليتم حلحلة القضايا إما عن طريق القضاء أَو الأعراف القبلية حسب معطيات القضايا.
بدوره، بارك رئيسُ الدائرة الاجتماعية بالمكتب التنفيذي لأنصار الله الدكتور علي المتميز لقيادة محافظة حجة وقبائل ووجهاء ومشايخ كشر والشخصيات الاجتماعية وأبناء المديرية بعقدِ الصلح العام فيما بينهم والتوقيع عليه، بالتزامن مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف.
ودعا الدكتور المتميز القبائلَ اليمنية إلى المبادرة في معالجة القضايا المجتمعية وإصلاح ذات البَين، بما يكفَلُ توحيدَ الجهود لمواجهة العدوان الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً، منوّهاً بجهود كُـلّ من ساهم في حَــلّ القضايا المجتمعية.