المرأةُ اليمنية في المولد النبوي
حليمة الوادعي
يُعرَفُ أن للرجال أثراً في مجالات متعددة ومتنوعة، ولكن ما لم يلحظْهُ أحدٌ هو أن المرأة لا تقلُّ أثراً عن الرجل في مشاركتها ومساهمتِها في عدة مجالات.
ولربما يكونُ هناك دورٌ للمرأة بمناسبة قدوم المولد النبوي، ولكن المرأة اليمنية دورها لا يوصفُ وجهدها لا يقدر ومبادراتها لا تنتهي.
فمن استعد وأعدَّ لمثل هذا اليوم الجلل وهيأ له الأطفالَ بسرد السيرة الزكية وذكر الرسالة المحمدية ورفع المعنويات الأبية، من أنفق ودعا، وحشد وسعى، من غير هذه المرأة اليمنية بشجاعتها الحميرية، وعفتها الهاشمية، وأفكارها الزينبية.
تزيّن المنازل بالراياتِ التي صنعتها بحُبِّ الرسول عليه الصلاةُ والسلام وعلى آله ونيران من السماء فوقها، وتدفع أطفالها لإحياء ذكرى المولد النبوي رغم شكها بعودتهم، وتعد للأحرار هدايا بهذه الذكرى وهي تنتظر من يغيثها، تعيشُ مأساةً وتُظهِرُ قوةً، وتقطر ألماً لتصنع نصراً، هذه هي المرأةُ اليمنية بكل ما فيها عظيمةٌ في كُـلّ أحوالها وأدوارها.
فإن لم يكن هناك دورٌ ملحوظٌ لأية امرأة سوى المرأة اليمنية، هزت صرخاتُها ثباتَ الظالمين، وكتب التاريخُ صبرَها ضد المعتدين، وحقّقت المجدَ بتربيتها للحيدريين.
لم يُشهد لها في مجالٍ دون الآخر بل في الجبهات هي المعطية، وفي المجتمع هي المربية، وفي الإعلام هي المؤيدة، وفي الاقتصاد هي المكتفية، تغزلت بصلابتها وقوتها كُتُبُ التاريخ في الماضي، وها هي الآنَ بصمودِها ودعمها أصبحت التاريخَ بأكمله.