المدارس على الأبواب
بقلم: هناء الوزير
كلنا يعرفُ أو يسمعُ أن العام الدراسي على الأبواب، وأن الاستعدادات قائمة لبدء العام الدراسي، وفي المقابل يبدي الأهالي قلقهم وتخوفهم من ضربات العدوان الغادرة، والتي قد تطال المدارس وتستهدف الطلاب. وفي البداية نقول: نحن أمام خيارين لا ثالث لهم، وهما: استمرار الحرب، واستمرار الحياة.
- الحرب إلى أن يأذن الله لنا بالنصر، ويهلك عدونا.. ونسأل الله أن يعجل بذلك.
2- الحياة، فعلينا أن نسعى في كُلّ مجالات الحياة؛ لأن توقفنا عن ممارسة حياتنا وتعلـيَـمَـنا موت، ويجب أن لا تتوقف الحياة. وعلينا جَميْعاً أن ندفع بأبنائنا للتحصيل الدراسي ويجب أن لا نسمحُ للعدو بأن يحقق مآربه بحرماننا من التعليم.. ولكن من حقنا -وواجبنا- أَيْضاً أن نحرصَ على سلامة أبنائنا، والكادر التربوي، انطلاقاً من موقع المسؤولية. فكيف لنا أن نوفقَ بين ضرورة التحصيل العلمي، وبين الحفاظ على أبناءنا؟
أولاً: كلنا على يقين أن العدوانَ الهمجي البربري السعوأمريكي إلى زوال، ولن يستمر مدى الحياة، وبالتالي نؤمل في الله كُلّ الخير بأن يكشف الغمة، ويفرج علينا، وينصرنا على القوم الظالمين.. ثم نتحرك نحن، ونقوم بواجبنا كآباء وأمهات ونقوم بالتالي: 1- نسجل أبناءَنا لهذا العام، بحيث لا تضيع سنةً من عمر أبنائنا، بدون فائدة.
2- نستطيع أن نقدر الأُمُــوْر، فإن استقرت الأوضاع تركناهم يدرسون بشكل طبيعي وإلا قمنا نحن بتدريسهم في البيوت. 3- علينا أن نتق الله في أبنائنا، ولنتذكر أن الغالبية العظمى من الأسر قد تركت أبناءها في الفترة السابقة فريسة للخوف، وانشغلنا بمجريات الأحداث ولم نعد نعطيهم حقهم من الاهتمام، مع أن الفترة كانت حساسة، وكانوا يحتاجون منا لجهود مضاعفة للخروج بهم من نتائج وتبعات العدوان.. وما بثه من رعب في نفوس الأَطْفَال.. وما تركته جرائم العدوان من آثار سلبية على نفسياتهم!!.
* فمن منا أمسك بيد ابنه، وخرج معه إلى الشارع ليبعث في نفسه شيئاً من الاطمئنان أن الحياة مستمرة؟
* ومن منا حاول أن يدرس أبناءه خلال الفترة السابقة، ولو حتى دروساً مطالعة مفتوحة؟
* ومن منا حاول أن يبحث عن حلول ليخرج بها مكنونات نفوس الأَطْفَال، ولو بقلم رصاص وورق أبيض يرسمون عليها، أو يكتبون نفثات تزاحمت في صدورهم، ونقشت في وجدانهم مآسي وأحزان تعجز العقول عن إدراكها. ولكنها تبقى محاولات منا لمواجهة صلف العدوان، وهمجيته التي فاقت الحدود..
* من منا حرص على أن يغرس في نفوس الأَطْفَال قيمة الدعاء والتقرب إلى الله، وجلس معهم ليدرسهم (معشر) آيات من كتاب الله يحرصون عليها كورد يومي.. في الحقيقة صرنا نعتبر أن هذه الأُمُــوْر ليست من واجباتنا، فقد نقول أَوْ نسمع من يقول سأبحث له عن مدرس!! وكأن هذا لم يعد من واجباتنا.. تتركز اهتماماتنا حول توفير الماديات، ونتغافل عن الأهم وهو القيم، والأسس النفسية.
أعرف أن الأَيَّـام والشهور الماضية – في ظل العدوان- قد علمتهم وعلمتنا الكثير، إلا أن علينا أن نقوم بواجبنا، ورحم الله أباءنا وأمهاتنا كم كانوا عظماء في حرصهم علينا. وصلى الله وسلم على سيدي وقرة عيني صلوات الله عليه وآله القائل “كلكم على ثغرة من ثغور الإسلام، فليحذر أحدكم أن يؤتى الاسلام من قبله). ولا ننسى أن تفريطنا في واجباتنا هو تفريط في ديننا.