للساخطين من أدوات العدوان.. ما نيل المطالب بالتمني!!
سند الصيادي
قبلَ أيامٍ وفي خطابٍ مفاجئٍ، ظهر الميسري -وزيرُ داخلية هادي- مطالباً دول العدوان أن تعتقهم وتتركهم يقرّرون شأنهم، مسهباً في الحديث عن تفاصيل الإذلال والامتهان السعودي الإماراتي لشرعية هادي وحكومتِه..
وبقدر ما اعتُبِرَت تلك اللهجة والمكاشفة الصريحة بما يحدث في أروقة أدوات التحالف مفاجئة وغير مسبوقة، وخطوة تصعيدية تقودُ إلى مرحلةٍ جديدةٍ من طبيعة العلاقات بين مكوّنات هذه الشرعية الورقية، وَمن يسيّرها وَيوظّفها لخدمة أجندته في اليمن وشرعنة مساراتها، إلّا أنها متأخرةٌ كثيراً وَغيرُ فاعلةٍ في الإطار العملي الذي يُفترض أن تكون عليه..
طوال 5 سنوات ونحن في صنعاء نلوك هذه الحقائقَ الواضحة، ونتحدث عنها ونحذّر من تبعاتها، غير أنَّ الأحقادَ وَنكهةَ الريال السعودي أعمت الحواسَ والعقولَ.
إنما وفي حالة التعاطي مع هذا الخطاب بكونه مستقلاً وغيرَ متّفقٍ عليه مع من هاجمهم لأمر في نفوسهم، فلنفترض مصداقيتَه ولنعاتبه عتابَ الأخوّة وَالوطن.
كيف تناسى الميسري أنه وفي سبيل نفس المطلب المتمثّل بوقف التدخل السعودي والإقليمي في شؤوننا وانتهاك سيادتنا، قد ضحّى إخوانه في جبهة صنعاء بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى طوال 5 سنوات، وبقدر ما خلّفه هذا الموقفُ من دمارٍ ومعاناةٍ ووجعٍ، استطاعوا أن يوجعوا السعوديةَ وحلفاءها، وَينكّلون بهم عسكريًّا وَاقتصادياً إلى درجة أن الانهيارَ الماليَّ بات حتمياً لهذه الأنظمة العدوانية والمحتلّة، ورغم هذا لا تزال دولُ العدوان غيرَ قادرة على استيعاب هذا المطلب وتحاول رفضه والالتفاف عليه، ولا تزال تراوح بين فشلها وَقمارها حتى اللحظة.
إنَّ نموذجَ جبهة صنعاء بقواها الوطنية الفتية، وفي مقدمتها أنصارُ الله، هو الطريقُ الأوحدُ والسّلاحُ الأقوى في رسم معادلة التوازن والتحرّر من الوصاية والهيمنة السعودية والإماراتية، ومن هذه الحقائق الميدانية نقول للميسري وجمهوره الذي صفّق كثيراً لشجاعته، كما نقولها لكلِّ يمني أيقن بعدَ 5 سنوات بخطأ الارتماءِ بأحضان العدوّ: أوقفوا التغابي وَإنكارَ أهداف العدوان، وَلا تعاتبوه على انحراف مساراته المنحرفة أصلاً، بل اجلدوا أنفسَكم على كيف استطاع أن يحرف مفاهيمكم وقناعاتكم تجاه بلدكم وَشعبكم وإخوانكم، ويطوعها ذليلةً مُهانةً في خدمة أجندته طوالَ تلك السنوات.
كما عليكم أن تعلموا أنه ما نيلُ المطالب بالتمني، وَلكن بالقوةِ والعزيمةِ والإيْمَـانِ بالقضية والتحَرّكِ الفاعلِ عسكريًّا، وهذا لن يتأتى إلّا بالاصطفافِ مع إخوانكم في المواجهة الفعلية لهذا العدوان، وإلا فإنكم لا تزالون تحتَ تأثيرات الوهمِ الذي كنتم تحتَه ترزحون.