مرتزقان مصيرهم الموت.. ولكن أيهما أسوأ؟!
أحمد عبدالله الرازحي
لا يختلف عاقلان على أنَّ مصطلحَ المرتزِقة أَو مرتزِق، مصطلح يُطلق على من يبيع بلدَه ووطنَه ويعمل في صفِّ أيِّ عدوان وغازٍ خارجي ضدَّ بلده، وهذا شيء واضح ومؤكّـد ولا يختلف عليه اثنان.
لا نبتعد عن الحقيقة عندما نقول إنَّ المرتزِقةَ أَو الارتزاقَ بشكلٍ عام أصبحوا سوقَ نخاسة يعج فيه النشاط الاقتصادي واتّجار بالبشر، والاختلاف هنا فقط أن هناك مؤسّسات أَو منظمات محدّدة للارتزاق، وهناك من يكون أَو يصبح مرتزِقاً فردياً يبيع نفسه كفرد وليس ضمن شركة أو منظمات المرتزِقة، فالسعوديةُ تشتري المزيدَ من المرتزِقة من السودان والجنجويد، وَأَيْـضاً مرتزِقة يمنيين ولكنهم المرتزِقة الأقلُّ سعراً مقارنةً بمرتزِقة الجنجويد ومرتزِقة البلاك ووتر؛ كونها شركاتٍ توفّر المرتزِقة وتبيعهم بالدولار..
إننا في المنطقة العربية وخُصُوصاً سوريا واليمن، قد توفّرت لنا أمثلةٌ عديدة عن المرتزِقة وعن أنواع المرتزِقة، فهنا نتحدّث عن واقعٍ عشناه وليس مجرد فرضيات أَو تخمينات، ويمكننا أن نتحدّث ونوجزَ عن المرتزِقة في نوعين أَسَاسيين من أصناف وأنواع الارتزاق والمرتزِقة:
أولاً: المرتزِق العسكريّ، وهذا النوع من المرتزِقة أكثر أنواع الارتزاق، ويشهد هذا النوع أكثر بيعاً، يحدث في الحروب التي تشهدها المنطقةُ العربيةُ عموماً مع حركات المقاومة والحركات المناهضة للاستعمار كما يحدث في سوريا..
وفي يمننا الحبيب نلاحظ الكمَّ المهول من المرتزِقة العسكريّين الذين يدافعون عن النظامِ السعودي الذي يقتل أطفالَ وأبناءَ جلدتهم بمختلف الأسلحة، وكما إنَّ المرتزِقَ العسكريَّ البائعَ لنفسه قد تكون نهايته وآخر محطاته برصاصة أَو بصاروخ أَو حتى بطلقة مسدس، وحينها خسر نفسه مدافعاً عن الظالمين ومقاتلاً ضد المستضعفين المدافعين على سياج وحدود وطنهم؛ كي لا يدنّسه الغزاةُ والمحتلّون فهذا هو الخسران المبين..
ثانيا: المرتزِق الإعلامي والكاتب الصحفي والسياسي والمثقف البياع.
نجد أنَّ بعضَ المثقّفين والسياسيين والكُتّاب المرتزِقة كَثُرُوا وازداد تواجدهم في الوسط الداخلي، وهذا النوع من المرتزِقة هم من يتفنّنون في وصف المدافعين عن وطنهم بألقاب متنافية مع مبدأهم؛ ولهذا فكتاب المقالات سهلٌ جِـدًّا عليهم أن يصنعوا من العميل بطلاً وفارساً وهمياً بالكتابة لأجيال لم تعاصر الخونة وتعش اللحظات المرّة في العيش معهم، ويسعون حتى لتضليل الجيل المعاصر بكذبهم، ويتّخذون أساليبَ عديدة لإقناع الفئات المجتمعية المتعلمة وَالجاهلة بطرقٍ مباشرة وغير مباشرة..
أيُّ عار أنتم يا من يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي وفي المجلات والصحف؛ كي يبرّر لتحالف العدوان قتل إخوته وأبناء موطنه، من أين تجرّعتم هذا العار وتشبعتم به؟! حتى لم يعد مشهد طفل يمني مقطع هنا وهناك يستفزكم؟!
من أين استساغت مشاعركم وجوارحكم كُـلّ هذا الانحطاط والدناءة والكفر بالإنسانية، قبل أن تكون انحطاطاً ودناءة إعلامية؟!
من أبسط الأمور وأسفه أن تكتبَ عن الثائر وعن المدافع عن أرضه وعن هُويته، وأن تصفه بالمتخلّف والإرهابي والرافضي، وأن تحاول إقناع القارئ بطريقة التفنّن في الكتابة واختيار المصطلحات المنمقة وذات المعاني المؤثرة، ومن السهل أن تتهمَ المستضعفين بأنهم سرقٌ؛ لأَنَّهم لا يوجد لديهم ما يكفي لكي تكتب عنهم ولو حاولت سيفضحك لسانك يوماً، وهفواتك تكون هفوات بائع مبدأٍ ووطنٍ.