مرتزقة السودان من البطالة في الداخل إلى العمالة للخارج
علي عبدالله صومل
يعاني السودانيون من مشكلتَي الفقر والبطالة أكثر من أي شعب عربي آخر ليس لعدم توفر أسباب العيش الكريم فالسودان تمتاز بسعة مساحتها وخصوبة تربتها ووفرة مياهها ولديها من المقومات الزراعية _من ماء وتربة ومناخ_ ما يجعلها أكثر البلدان العربية إنتاجا للقمح والسكر والفول وبقية المحاصيل الزراعية ذات الجودة العالية، كما إنها تمتلك ثروةً حيوانية هائلة وتستطيع أن توفر الاكتفاء الذاتي للوطن العربي في هاتين الثروتين اللتين تتفوق عائداتهما الاقتصادية على عائدات ثروتي النفط والغاز الطبيعي؛ لأَنَّ الثروتين الزراعية والحيوانية ثروة متجددة ودائمة أما ثروتا النفط والغاز فثروة مستنفدة ومؤقتة..
إذا ما الذي يجعل الشعب السوداني يتجرع ويلات البطالة القاتلة والفقر المدقع تتلخص المشكلة في غياب القيادة الوطنية الرشيدة وَالوعي النهضوي الخلاق وتجذر أَخْــلَاقية الكسل وكراهية العمل وعدم الشعور بضرورة الاعتماد على النفس والاستفادة من خيرات الأرض في توفير مقومات الحياة الكريمة والعيش الرغيد إنهم يفضّلون أن يوظفوا كُـلّ شيء حتى دماء أبنائهم في سبيل الحصول على المال كما يفعلون اليوم في تقديم أولادهم ليكونوا مرتزِقة وعبيداً لعبيد العبيد من أمراء ممالك الخليج وحطباً ووقوداً لحربهم الظالمة على اليمن السعيد.
ألم يكن الأجدر بهم هو أن يسكبوا عرقَ جباههم في مرتفعات السودان وسهولها وزراعة مدرجاتها وحقولها والبحث عن مصادر رزقهم في قمحها وفولها لا أن يسفكوا دماءَهم في محارق المهلكة وحروبها وتجنيد أنفسهم لحماية جنوبها؟! إنه البؤس والشقاء والحمق والغباء الذي يفقد الإنسان فطرته السليمة ويهين إنسانيته الكريمة! فمتى سيفرق أخوتنا في السودان الشقيق بين شرف البحث عن أرزاقهم في ضفاف النيل الأزرق وعار عمالتهم وارتزاقهم لمهفوف السعودية الأحمق؟!