المولدُ النبويُّ وإشراقةُ النور

أماني عبدالخالق المهدي

بإشراق شمس ربيع الأول، عمّ النورُ المحمديُّ الكونَ أجمع، وُلِدَ الهدى والنورُ فبدّدَ الظلماتِ، بميلاد الرَّسُــوْل المعلّمِ والمرشدِ والحكيمِ انقشعت الحوالكُ، تفتحت أنوار الهداية والرحمة للعالمين جمعاء، بمولد محمد رَسُــوْل الله وُلِدَ العالمُ من جديد، وفي ربيع يتجدّد الفرحُ ويستبشر الطيّبون والطيّباتُ بمنبع الطيّب فيُهدون الصلوات ويبعثون نبضات قلوبهم حبًّا ووفاءً لصاحب هذا المقدم العظيم.

محمدٌ النبيُّ بُعِثَ؛ ليتممَ مكارمَ الأَخْــلَاق، داعياً بالحقِّ المبين، مؤسّساً للعدالة والمساواة، مغدقاً على الأُمَّــة بالخير العميم، ومرشداً للنهج القويم..

النبيُّ محمدٌ -صلواتُ الله عليه وعلى آله- الذي ورد عنه في أحاديث كثيرة مدحُه لأهل اليمن والثناء عليهم، لم يأتِ من فراغٍ، ولم يكن ذلك محضَ مجاملة، أَو سيمضي هباءً، بل إن التاريخَ يُسطِّرُه على صفحاتٍ من نور، فتبرز مواقفُ أهل اليمن تجاه النبي وأهل بيته وتجاه الإسلام الحنيف فيستمرُّ الأنصارُ اليمانيون في نُصرتهم لرَسُــوْل الله؛ لتعظيم شأنه وتعزيره وتوقيره..

وها نحن في بلد الحكمة والإيْمَان نقتفي خُطَاه، ونسيرُ على نهجه العظيم، بالجهاد في سبيل الله ضدّ المعتدين من اليهود والنصارى والأعراب والمنافقين، الذين شنّوا علينا عدواناً وتحالفاً مجرماً وظالماً، لا لشيءٍ وإنما لمواقفنا من رَسُــوْل الله وأهل بيته، ووقوفنا مواقف الحق والتحرّر من الاستعباد والهيمنة الأمريكية..

يا رَسُــوْلَ الله نحنُ أهلَ اليمن والإيْمَان كما عهدتنا وإن طالت المسافة الزمنية بنا عنك، ولكنك أقربُ الناس إلى قلوبنا، بل إنك القلبُ ونبضه، فلن نتخلى عنك مهما أرعبونا بالحروبِ العسكريةِ والاقتصاديةِ والنفسيةِ، بالحرب الناعمة والقبيحة، مهما حاصرونا وجوّعونا ومنعوا الدواءَ عنّا، كُـلُّ ذلك لن يضيرَنا ما دمت ولينا واللهُ معنا..

يا رَسُــوْلَ الله أنت أُسوتنا لقد حاربوك وأضمروا وأجمعوا على قتلك، فهاجرت من ظلمهم وشرِّهم، ونحن هاجرنا إليك منذُ اليوم الأول لعدوانهم مستعينين بتعاليمك ومبادئك وجهادك، معلنين مواجهتهم بكلِّ قوة إيْمَانية وبشموخ يماني وعزم لا يلينُ، وها هو العام الخامس ونحن في عزّة وانتصار وهم في ذلة وانكسار..

نعرفُ يا رَسُــوْلَ الله أنَّ هذا التأييدَ الإلهي هو مقترنٌ ومترتّبٌ على اقتفائنا أثرَك ومحبتِنا لك يا خيرَ خلق الله، فبك النجاةُ والفلاحُ والانتصارُ..

عهداً سيدي يا رَسُــوْلَ بأن نتمسّك بك بمنهاجك العظيم، بدينك وأَخْــلَاقك، وأن نجسّد محمودَ خصالك، وننفّذ وصاياك وتوجيهاتك، ونكون كما أحببت، فالمحبُّ لمن يحب مطيعٌ..

يا رَسُــوْلَ الله يا رحمةَ الله كان منهجُك لنا عوناً في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، وكأننا في اليمن (اليوم) نخرج بالإيْمَان كلِّه لمقارعة الشرك كلِّه..

احتفالُنا بمولدك سيدي يا رَسُــوْلَ الله لن ينقطعَ، بل هو مستمرٌ بالتأسي بك كُـلّ يوم، وَبالصلاة والسلام عليك، فصلاةُ ربي وسلامُه عليك وعلى أهل بيتك الأطهار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com